عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-04-2013, 07:47 PM   #277
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

شكرا د. عبدلله على هذا السؤال المهم


السبب يعود الى البنية الأساسية للمجتمعات
فالمجتمعات العربية مكونة من أسر ( كبيرة ) وفي كل اسرة عدد كبير من الافراد ضمن تسلسل عمري متقارب في معظم الاحيان

وكل ما تحتويه تلك الاسر من منافسة وصراع البقاء ناهيك ان عادتنا نحن العرب
بأن نعبر عن احاسيسنا ومقارناتنا امام الاولاد

هذا الابن مش ولا بد ، ولكن شقيقه ما شاء الله يذاكر دون ان ندفعه الى ذلك !
هذه ابنتي الصغرى ولكن الكبرى تفوقها جمالا !
لماذا لا تصبح متفوقا مثل ابن ام قاسم وانتم في نفس الصف ؟

على الغالب المعيار الاساسي بين هؤلاء الافراد لدى الوالدين لا يتعدى
الجمال
العلامات العالية والمراكز الاولى

فينشأ ضمن ما ينشأ لدى الفرد ، الغيرة الشديدة ، والحقد ، والرغبة غي سحق الآخر الذي قيل انه متفوق عليه
ينشغل الافراد بهذه المشاعر وهم يعتلون السنوات الدراسية والجامعية ويغفلون عما هم عليه

عما هم اصلا متفوقين فيه
فهم لا يستطيعون تحقيق النجاح في الحرف المختلفة وان برعوا فيها ، لأن مجتمعهم مثلا لا يقيّم الا المستوى الاكاديمي
والذين هم لسبب ما ، لا يميلون اليه ولذلك فمن الصعب التفوق فيه

اما المجتمعات الاجنبية فهي تركز على ما لدى الافراد وما يمكن ان يبرعوا فيه وعلى ضوء ذلك يحددون له مستقبله وتندرج ميوله ورغباته ايضا ضمن المقياس
فترى الجميع هناك قد انشغل كل واحد بما اختاره وما فيه الخير له وما يستطيع التفوق فيه والابداع
فالمسألة لديهم تعتمد على استحضار ما يحتوونه ومن ثم التطور والابداع ، يعني قصة اختيار
اما لدى المجتمعات العربية فالقضية ابعد ما تكون عن الاختيار ، بل هو مرغم على ذلك بسبب الوالد ، وبسبب العائلة ، وهكذا

وفي كل القضايا وجوانب الحياة
نحدد انفسنا بحدود تحدّ من ابداعنا ، حدود التقاليد ، والعادات ، والمتعارف عليه ، وما يتوقعه الآخرون
فيمتلأ الرأس بقصص وحدود تحد من الابداع
اما هناك ، فلا حدود ولا قيود على الابداع لا تقاليد ولا عادات ولا متعارف عليه
فالفرد حسب ما يحتويه
وليس حسب ما يحتوي عقل ابيه وتوقع امه ، والمتعارف عليه لدى العائلة

هذه الامور النفسية الكثيرة ، تولد المنافسة والغيرة والرغبة في الاستحواذ على ما لدى الآخرين


كما ان طبيعة العائلات التي لا تعنى كثيرا بتنمية الجزء النفسي لتطوير شخصيات الابناء
والتي تربي ابناءا على حساب ابناء / فإما الدلال الزائد واما الاهمال الزائد
وتستمر في وضع عقد المقارنات والتوبيخ ،
على الحالين تربية خاطئة متخلفة فتتولد لديه عندما يشبّ امورا نفسية مثل الشعور بالاضطهاد ، تدني القيمة الذاتية ، الشعور بالاهمال ، عدم تقدير الذات وعدم الاعتراف بما يمكن ان يحققه ،
او الغرور ، الأنا النرجسية التي تشعر الفرد انه يفوق الجميع وفوق الجميع واحرازاته لم يتمكن منها احد ، ولا احد يشبهه
وفي الحالين ينشأ الفرد ( سايكو ) لديه عدة مشاكل في التعامل مع غيره ، مشاعره تتسم بالكره والعدوانية للجميع ، ولا يمكن ان يعمل ضمن فريق بشكل طبيعي ، ويكون همه الاول في الدفاع عن نفسه واتهام الغير
اننا مصابون بالعقد والكلاكيع النفسية من آثار النشأة المتخلفة والتربية الخاطئة

عدا عن ذلك ان مجتمعاتنا للأسف هي مجتمعات المعارف والمحسوبيات ، وكثير من البشر ظلموا واضطهدوا ولم يُعترف بنجاحاتهم وابداعاتهم

هؤلاء عندما يواجهون مجتمعا آخرا يتميز باحترام الانسان لقدرات من حوله ، يصيبهم نوع من الصدمة لأنهم لم يعتادوا على ذلك
لا في مجتمعاتهم ولا في الافراد حولهم ، فيشعرون برغبة في الاستحواذ على هذا الجو ، ويكرهون مشاركة احد من جنسيتهم او بلدهم او عروبتهم فيه

وتبدأ محاولات التقرب والتحبب الى الجنس الغريب، وهي نفس المشاعر التي اعتادوا عليها تكرر ثانية فيصبح من هم في نفس محتواه المجتمعي ، منافسين له ، يسعى الى سحقهم

ان المنظومة الفكرية في دولنا مشوهة الى ابعد الحدود

في شركتنا الغذائية نتعامل مع شركات اجنبية وعربية و عندما نحتاج لعروض كثيرة
ويزداد حجم المشتريات الى اكثر من الضعف ، لا نطلب تلك العروض من شركات عربية
لأنها تستغل هذه الحاجة لإملاء شروطها ورفع سعرها
وانما نطلبها من شركات اجنبية تسعى بكل الطرق الى تخفيف التكاليف لزيادة الحجم أكثر

ليس لأن لديهم اخلاق اكثر
وانما لأن لديهم الفهم والمنطق والتجربة والخبرة في الحياة
وقد خبروا في هذه الحياة وحسبوا حساب ان الامور تتغير دون مقدمات، والتعاون شيء مطلوب للمصلحة الخاصة قبل العامة
وهذا اهم مبدأ من مبادئ الفكر الاسلامي
الا ان قلة تجربتنا نحن العرب مع معطيات الحياة لأن محيط نمونا وتطورنا غالبا يظل ضمن وسط مجتمعي
تقف عائقا دوننا ودون هذا المبدأ
وليس كالغرب الذين بدأوا مواجهة الحياة بكل اعاصيرها من سن صغير وخبروا كل تجاربها

ثم اننا نخشى الخسارة
ربما لأن بيئاتنا العربية لا تعطي فرص النجاح والنجاح مجددا كثيرا
اما هناك فالمجال مفتوح دوما لتجدد الامل
فمن وصل الى القمة ثم وصل الى الصفر يستطيع ان يصعد ثانية
اما لدينا ( فمعلوماتنا ، واموالنا ، ومركزنا ) نعتبره تحويشة العمر التي يجب ان نخشى ان تضيع
نأبى ان نفيد بها غيرنا

يختلف مفهوم من خبر الحياة وجربها عمن نما ضمن وسط متكرر
من جرب الحياة يعرف انه يستطيع عند اي مرحلة البدء من جديد

اما نحن فنحسب حساب السنين التي مرت
وكذلك السنين القادمة التي لم نعشها بعد
وينتهي الامر ان نحرم الآخرين مما منّ الله علينا من علم وخبرة ومعلومات لأننا نريد ان نعيش عمرنا ( وعمر غيرنا )
هكذا هي الحياة
شعوب غير مسلمة تطبق الاسلام
وشعوب مسلمة تبتعد عن اهم مبادئه بسبب عقد نفسية واجتماعية ،وكأنه سيظل الى الابد فينا شيء من جاهلية العرب القديمة .


التعديل الأخير تم بواسطة فاديا ; 23-04-2013 الساعة 04:19 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة