ثانيا- لماذا نعتبر الحب -المحمود- شيئا ممنوع البوح ومذلة وبالتالي يترك صاحبها منهك كان الايام هدت على كاهله في حين الاسلام ااجاز به ونصح بالزواج ممن نحب
ولكن الواقع ليس كذلك ، فليس كل من احب واحدة يستطيع ان يتزوجها او العكس ، ان احبت فتاة شخصا ما وربما لا يتيسر الزواج
فالأمر ليس معتمدا على المصارحة والبوح فقط
اما المذلّة : فلأن مجتمعاتنا تعتبر ( عطاء المشاعر ) نوع من التهتك والرخص ، ولا احد يشعر بالأمان مع من تهبه مشاعرها دون سبب وهكذا لوجه الله، فيهرب منها
فنحن مجتمعات لا تقتنع ب ( حب بالمجان ) او حتى اي شيء بالمجان ، لربما يفحصونه ويستخرجون الف عيب فيه فلا شيء بنظر الناس يُعطى مجانا بما في ذلك المشاعر الا لعيب فيه ، وهذه من المسلّمات في مجتمعاتنا التي يستحق من يخالفها ان تطارده ( لعنة الفراعنة
)
فهي امور على الجميع ان يصدّق ويختم عليها دون نقاش .
مجتمعاتنا تحب البضاعة المشتراة بعناية على الكتالوج وبالمواصفات والمقاييس المطلوبة ، هكذا يشعرون بالامتلاك والامان
والامر بنظرهم ليس موضوعا للنقاش.
هذا بالنسبة الى الجانب الاجتماعي
اما الجانب النفسي
وبالنسبة للحب الذي يترك صاحبه مهدود القوى ، فلأنه سمح لنفسه ان يستفحل فيه الحب
والحب من المشاعر التي من الممكن برمجتها والسيطرة عليها ، وهي لا تتمكن من الانسان الا بفعل الخيال وادامة التفكير
وتكرار التفكير عدة مرات ، مما يرسب في العقل الباطن الذي يؤمن بالتكرار انه هذا هو ( النصف الآخر )
ان كان صاحب هذه المشاعر يستطيع ان يوصل رغبته بالزواج الى ( النصف الآخر ) بأي وسيلة كانت ( اذا امن عواقب المجتمع )
فهو الافضل ، لأنه وبعد ان وصل الى هذه الحالة من التعلق التي ( هدّت حيله ) ، يصبح العقل الباطن بحاجة الى برهان واقعي ، ليستمر او يتوقف
وان جاءه الجواب بالرفض ، فعليه ان يمر بحالات الحزن ويتقلب فيها الى ان يصل الى مرحلة القبول والاقتناع التام ان ذاك لم يكن ( النصف الآخر ) الذي يبحث عنه ، لأنه ببساطة لو كان النصف الآخر حقا ، لما تردد لحظة في القبول 
هكذا يستطيع الانسان ان يتقبل الامر وتبدأ جروحه بالالتئام ثم ينطلق باحثا عن نصيبه وحياته في مسرب آخر