نجحت تجربتها بمعهد تيودور بلهارس في القاهرة
الخلايا الجذعية أمل كبير لمرضى الفشل الكبدي
نجحت في معهد تيودور بلهارس في القاهرة تجربة زرع خلايا جذعية من نخاع العظم في الكبد المصاب بالبلهارسيا في حيوانات التجارب، حيث ثبت وصول تلك الخلايا إلى الكبد وتحولها إلى خلايا كبدية وخلايا القنوات الصفراوية بالكبد.
المعروف أن البلهارسيا كانت السبب الرئيسي لتليف الكبد، لكن في السنوات الأخيرة ظهر التهاب الكبد الفيروسي المزمن، خاصة الالتهاب الكبدي الفيروسي “سي” وأحيانا يوجد الفيروسان معا، وأحيانا أخرى يكون فيروس “سي” ظاهرا و”بي” مختفيا، وفي حالات أخرى يوجد الفيروسان “بي” و”سي” مع البلهارسيا في الكبد.
خطورة هذه الأمراض أنها مع الوقت تؤدي إلى تليف الكبد ومضاعفاته المتمثلة في تضخم الطحال ودوالي المريء والاستسقاء والنزيف والتحولات السرطانية، وكل هذا يتطلب في النهاية إجراء عملية زرع كبد، وهى باهظة التكاليف ولا تستطيع معظم الدول تحمل تكاليفها لكثرة أعداد المرضى.
لذلك فإن الأمل يكمن في العلاج بالخلايا الجذعية، وهي خلايا أولية توجد في النخاع العظمي وفي الدم بكميات قليلة، وفي بعض أعضاء الجسم، وهي السبب في تجدد خلايا أعضاء الجسم المختلفة، وقادرة على التحور إلى أي نوع من أنواع خلايا أعضاء الجسم إذا ما تم وضعها في البيئة المناسبة لتكون العضو.
تقول الدكتور مها عقل أستاذ ورئيس قسم الباثولوجي بمعهد تيودور بلهارس إن فكرة الخلايا الجذعية تتمثل في الحصول على النخاع العظمي من عظام حيوان سليم بالنسبة للحيوانات، وتؤخذ من الدم بالنسبة للإنسان حيث تتم فلترتها وفصل النخاع العظمي بخلاياه الجذعية بفحوصات معينة، ثم عمل مزارع للخلايا الجذعية في جو معقم تماما بهدف تكاثرها مع إضافة مواد تعمل على تحورها إلى خلايا كبدية ثم نقلها إلى الكبد المصاب.
وأضافت ان نقل الخلايا الجذعية إلى الكبد يتم عن طريق الحقن مباشرة في الكبد، أو حقنها في الأوردة البابية الموصلة للكبد، وهنا يتم قياس وظائف الكبد قبل حقن الخلايا الجذعية وبعدها، مشيرة إلى أن التجارب التي أجريت على الحيوانات في المعهد أظهرت تحسنا نسبيا بسيطا في تلك الوظائف بعد حقن الخلايا بسبب قلة الخلايا التي أمكن الحصول عليها.
وأوضحت أن الأمل هو الإكثار من تلك الخلايا الجذعية ومن زرعها وتوفير الجو المعقم لها، بالإضافة إلى توفير الدعم المالي لمواصلة العمل في هذا المجال الثري لأن التكاليف باهظة، مشيرة إلى أن نجاح استخدام هذا الأسلوب في علاج أمراض الكبد المزمنة سيغني عن اللجوء إلى زراعة الكبد.
وقالت: إنه في الغرب نجحوا في زراعة الخلايا الجذعية في القلب وعالجوا بها الجلطات التي تصيب القلب، حيث يقومون بفصل الخلايا الجذعية من جسم المريض ويضعونها في مزرعة مع تزويدها بمواد تعمل على تحورها إلى خلايا عضلة القلب، وبعد تكاثرها يتم حقنها في أنسجة القلب المتليفة، وقد ثبت أن الخلايا الجذعية المحقونة تستبدل بالخلايا التالفة خلايا سليمة وتؤدي نفس الوظائف بنجاح.
وقالت: إن بعض العلماء حاولوا استخدام الخلايا الجذعية في علاج مرض الشلل الرعاش حيث حقنوا تلك الخلايا بعد تحويلها في المزرعة إلى خلايا عصبية في المراكز المصابة بالمخ، وثبت حدوث تحسن واضح في بعض الحالات. وأوضحت أن العلماء قاموا أيضا بعلاج مرض السلس البولي الذي تعاني منه بعض السيدات نتيجة ضعف عنق المثانة بالخلايا الجذعية أيضا، حيث يتم حقنها في عنق المثانة لتتحول إلى خلايا سليمة، وتحسنت العديد من الحالات باستخدام هذه الطريقة.
وأشارت إلى أن العلماء يجرون تجارب لتكوين أعضاء كاملة من الخلايا الجذعية، وضربت مثلا لذلك بقيام علماء الصين بتكوين أذن كاملة من الخلايا الجذعية حيث صمموا قالبا على شكل أذن مريض فقد أذنه، ووضعوا بداخله المواد الملائمة لنمو الأذن، كما وضعوا الخلايا الجذعية في القالب لتهيئتها للتكاثر، ثم أحضروا فأرا ووضعوا على ظهره القالب، لتبدأ الخلايا الجذعية في النمو على شكل أذن تتغذى عن طريق الفأر، لتتكون في النهاية أذن بشرية ثم أخذوها وزرعوها في جسم المريض، كما نجح الصينيون في تكوين قصبة هوائية من الخلايا الجذعية.
أيضا يقوم علماء الصين باستخدام الخلايا الجذعية في تعويض الأجزاء المفقودة من الفك الناتجة عن الحوادث أو بعض الأمراض السرطانية.