بارك الله فيكم مشرفتنا الكريمة فاديا؛ ويسعدني الرد علي كل استفساراتك بإذن الله ولكن دون أن نؤكد أن ما سنقوله حقائق بل هو تفكير كما قلنا بصوت عالي لا أكثر.
يقول المولي تبارك وتعالي:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ** الأعراف11.
هنا يخبرنا الخالق سبحانه وتعالي أنه خلقنا؛ ثم صورنا؛ ثم أمر الملائكة بالسجود لآدم..
حسنا ثم تفيد التعقيب مع التراخي؛ أي أنه هناك فترة زمنية بين خلقنا وتصويرنا ثم بعد تمام هذا الخلق وتلك الصورة أمر الله تعالي الملائكة بالسجود لأبونا آدم!!!
إذا كان لنا وجود وصورة قبل إسجاد الملائكة لآدم..
فهل كان الوجود بالأجساد هذه؟! لا يمكن لأن أجسادنا هذه تكونت في أرحام الأمهات!! ولا يمكن أن تكون أرواح؛ للسبب الذي ذكرناه من أن السماوات لا تفتح أبوابها للكافرين.. وكما أن الأرواح تخلق وتنفخ في الإنسان في الشهر الرابع وهو جنين في بطن أمه!
أين كنا إذا نحن مخلوقين ومصورين حين سجدت الملائكة لآدم؟
والله تعالي قال: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم....
والمعلوم أن الإنسان الذكر هو الحامل للنسل فلكل من له ذرية هي موجوده في ظهره؛ وعندما يحين وقت خروج الإنسان إلي الوجود يخرج من ظهر الرجل إلي رحم المرأة والتي هي مستودع بناء الإنسان... ومن ليس في ظهره ذرية فهو العقيم المقطوع النسل..
فأخذ الله تعالي من آدم من ظهره ذريته فخرج كل أبنائه؛ ومن ابنائه أخذ من ظهورهم ذريتهم وهكذا حتي اكتملت عدة البشر كلها؛ وهذا ما قصدناه بالنسخ البشرية التي عن يمين آدم وشماله؛ وهي النموذج أو الصورة التي سنخرج علي مثالها وهيئتها بعد ذلك عندما تحين لحظة ميلادنا..
ومن هنا نفهم الآية التي ذكرناها أولا؛ من أن الله تعالي خلق آدم ومن ظهره وظهر بنيه خلق الله تعالي تلك الصور؛ وأسكنها السماء الأولي؛ ثم أمر الله تعالي الملائكة بالسجود لآدم...
أما سؤالك: وما مصير تلك الصور؟
الإجابة: قد تكون نهايتها مثل نهاية كل حيوان الأرض بأن يقول الله تعالي لهم يوم القيامة كونوا ترابا فيكونوا؛ أو أنهم سيكونوا من سيملأون الجنة بعد اكتمال عدد البشر المؤمنين الداخلين للجنة؛ أو سيملأون النار بعد اكتمال عدد البشر الكفار الداخلين إلي جهنم...
وأما سؤالك: إذا كانت أرواح الكفار ممنوعة من دخول السماء فلما ونسختهم موجودة هناك؟
الإجابة: أن الكفار الأرضيين ممنوعين من دخول السماء بأعمالهم؛ أما الكفار السماويين (إن كان يمكن أن نطلق عليهم هذا اللفظ) فموجودين هناك بقضاء الله تعالي فقط.
وكل هذا هو مجرد تفكير واجتهاد قد يخطئ وقد يصيب والله تعالي أعلي وأعلم