( 11 ) عند التأمل فى أيتى ( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) البقرة 196 ، ( فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ ) البقرة 197 مع أن الحج قد يكون تطوعا ، لكنه أوجبه على نفسه بمجرد دخوله فيه ، ففى هذا درس فى تعظيم شأن الألتزام بإتمام أى عمل إيجابى يشرع فيه المسلم ، وعدم الخروج منه إلا بمسوغ معتبر عقلا وشرعا ، وفى الصحيح : ( أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ) . أ. د ناصر العمر لما نهى الله عباده عن إتيان القبيح قولا وفعلا : ( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) البقرة 197 جثهم على فعل الجميل وأخبرهم أنه عالم به ، وسيجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة فقال ( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ) البقرة 197 ابن كثير / تفسيره / 547 ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ) البقرة 197 ، أمر الحجاج بأن يتزودوا لسفرهم ولا يسافروا بغير زاد ، ثم نبههم على زاد سفر الأخرة وهو التقوى فكما أنه لا يصل المسافر إلى مقصده إلا بزاد يبلغه إياه فكذلك المسافر إلى الله تعالى ، والدار الأخرة لا يصل إلا بزاد من التقوى ، فجمع بين الزادين ، فذكر الزاد الظاهر والزاد الباطن . ابن القيم / إغاثة اللهفان 1 / 58 " ركزت أيات الحج فى سورة البقرة على إظهار كمال الشريعة ، بتضمنها للتخفيف والتيسير وإبطال ما أحدثه المشركون وأهل الكتاب فى الحج من تحريف وتغيير بعد ملة إبراهيم عليه السلام بينما ركزت سورة الحج على مقاصد الحج الكبرى بربطه بالتوحيد ، وتأكيد الإخلاص ، وتعظيم الشعائر والحرمات " . د . محمد الربيعة فى قوله تعالى : ( فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ ) البقرة : 200 ـ أى : بعد التحلل من النسك ( فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ ) ، قال عطاء : هو كقول اصبى : " أبه ، أمه " أى : فكما يلهج الصبى بذكر أبيه وأمه ، فكذلك أنتم ، فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك . تفسير القران العظيم 1 / 392 ( فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى ) البقرة : 203 ، فى هذا دليل على أن الأعمال المخير فيها إنما ينتفى الإثم عنها إذا فعلها الإنسان على سبيل التقوى لله عز وجل ـ دون التهاون بأوامره ، لقوله تعالى : لِمَنِ اتَّقَى ) و أما من فعلها على سبيل التهاون وعدم المبالاة فإن عليه الإثم بترك التقوى وتهاونه بأوامر الله . ابن عثيمين كلمـ عن التدبر ـات " ما أحسن وقع القرآن ، وبل نداه على القلوب التي ماتحجرت،ولا غلب عليها الأشر والبطر، والكفر والنفاق والزندقة والإلحاد ! هووالله نهر الحياة المتدفق على قلوب القابلين له،والمؤمنين به ، يغذيها بالإيمان ، والتقوى لله تعالى ، ويحميها من التعفن والفساد، ويحملها على كل خير وفضيلة " الشيخ صالح البليهي الهدى والبيان في اسماء القرآن.