[فاديا]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم

مشكلتك محزنة ومستفزة جدا ان يكون هناك أقارب بهذا الشكل وهذه التصرفات

هناك بعض الاسر او بعض الشرائح تعتمد كثيرا على معادلة ان الحياة الاجتماعية = حياة العائلة والاقارب
وخاصة ان كانوا يقيمون بنفس المكان او بنفس المنطقة

رغم انه من العادي جدا ان يحظى الانسان بأقارب يحملون له كل الحسد والرغبة في الايذاء
بل انه من النادر في هذه الايام ان يحيط بالشخص اناس جيدون كانوا اقارب ام جيران ام غير ذلك

الانسان الطبيعي هو من يعتمد مشاهداته ونتائج تعامله الشخصي مع الناس وبناءا على ذلك يلقي الاحكام وليس نقلا عن رأي سين او صاد
وبما ان المنظومة الفكرية التي تسود اقاربك هي نفسها ، وان رضاهم عنكم مرتبط ب سين وب صاد ، فلا خير في هذا الود الزائف
وعليه ليس من الضروري الحزن على ما اختاروه بأنفسهم ولا احد يملك ان يجبر احد على ان يحسن اليه
ولكن بإمكانه ان يتجنبه ، حتى يقطع على نفسه المزيد من الالم والحسرات

صلة الرحم لا تعني قطع مسافة الطريق وطرق الباب ، بل تعني مشاركتهم ظروفهم وافراحهم واحزانهم والتواصل معهم
وان كانوا غير قادرين على ذلك ، فهذا ما اختاروه

ليس من الضروري الاستمرار في الالحاح على احد بأن يغير تعامله ، بل تركه في حاله

والاستمرار في احراز التقدمات والنظر الى المستقبل ، وتكوين علاقات جديدة ، فليس كل اشكال العلاقات الاجتماعية اقارب او جيران
بل هناك صداقات وعلاقات ود من اشخاص لا يمتون اليك بصلة رحم ولكنهم يتمنون لك الخير
شجع والدتك على عقد المزيد من الصداقات الخارجية بدل الجلوس والاستماع لما قيل عنا وسيقال
فبعض البشر لا يفعلون شيئا الا مراقبة ما يحدث في حياة الاشخاص الايجابيين ونصب المكائد لهم وانتظار سقطاتهم والتبرم عند نجاحاتهم
وان دلّ هذا فيدل على قصور في المنطق والرؤية ، فدع الناس كما هم

وغيّر طريقة استجابتك لتصرفاتهم ولمعاني كلماتهم ولنقدهم ولومهم ، كل هذه امور خارجية ، ليس الخطأ فيك ولا فيكم
بل بهم وبطريقة تفكيرهم وشعورهم ، وهذا ما لا تملك السلطة عليه ، وانما تملك السلطة على طريقة تفاعلك مع هذه الامور

حاول ان تشغل والدتك بأشياء أخرى ، فلا يصبح لهم ولا لكلامهم قيمة تذكر لديها
وانت ايضا حسّن من نفسك اكثر واكثر

ان أفضل طريقة للتعامل مع هؤلاء ، هو عدم الاكتراث وعدم الانفعال وتقليل شأن اهميتهم
ونقل المزيد من الصور الحسنة عن نفسك لهم