بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
-----------
قصص المتفرسين
قال ابن القيم رحمه الله : كان أبو بكر أكثر الناس فراسة ، و بعده عمر بن الخطاب فإنه ما قال لشيء أنى أظنه كذا إلا و كان كما ظن ، و يكفى في فراسته موافقته ربه في المواضع المشهورة .
- قال يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى ، فنزلت الآية ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )
- شاور على الرسول قتل أسرى بدر ، فنزلت الآية تؤيد رأى عمر
- قال يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن ، فنزلت آية الحجاب
- كان يمنع رسول الله بشد ه من صلاة جنازة أبى بن سلول ، فنزلت الايه تؤيد رأي عمر
و روي أنه مر رجل على سيدناعمر و لم يكن يعرفه عمر ، فقال : إن هذا كاهن أو كان يعرف الكهانة في الجاهلية ، و لما جلس الرجل ( و هو سواد بن قارب ) بين يدي عمر سأله عمر ، فرد الرجل : صدقت يا أمير المؤمنين ، نعم كنت كاهنا .
و عن عمر بن الخطاب أنه سأل رجلا : ما اسمك ، فقال : جمره ، قال عمر : ابن من ، قال الرجل : ابن شهاب ، سأل عمر : ممن ، رد الرجل : من المحرقة ، فقال عمر : أين مسكنك ، رد الرجل : بحره النار ، فسأل عمر : أيها ، رد الرجل: بذات لظى ، فتفرس عمر قائلا : أدرك أهلك فقد احترقوا .
و من فراسته رضي الله عنه أنه دخل قوم عليه فنظر إلى رجل منهم فقال الفاروق : من هذا ، فقالوا : إنه مالك بن الحارث ، فقال عمر ما له قاتله الله ، إني لأرى للمسلمين منه يوما عصيبا ، فكان كما تفرس ، فكان منه في الفتنه ما كان
ومن ذلك موقف عمر بن الخطاب عندما نزلت آية تحريم الخمر، حيث كان قبلها يدعو الله قائلا : " للهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا" فنزلت " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا " ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ، فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى "، فقال : عمر نفس قوله ، فنزلت الآيتان : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " {90** إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ " {91** وحينها ارتاح قلب عمر، وقال انتهينا يا رب انتهينا .
فراسة عثمان -رضي الله عنه-:
ومما يدل أيضا على فراسة الصحابة ما روي عن عثمان بن عفان أن أنسا بن مالك دخل عليه، وكان قد مر بالسوق فنظر إلى امرأة، فلما نظر إليه، قال عثمان: يدخل أحدكم عليّ وفي عينيه أثر الزنا؟! فقال أنس: أوحي بعد رسول الله ؟! فقال: لا، ولكن برهان وفراسة وصدق. وأورد ابن القيم بنحوه، فقال: وكذلك عثمان بن عفان كان صادق الفراسة، فقال أنس بن مالك : دخلت على عثمان بن عفان: وكنت رأيت امرأة في الطريق تأملت محاسنها. فقال عثمان بن عفان : يدخل عليّ أحدكم وأثر الزنا ظاهر في عينيه ؟! والباقي سواء على مدارج السالكين ..
فراسة الشافعي و محمد بن الحسن :
روى عن الشافعي و محمد بن الحسن أنهما كانا بفناء الكعبة و رأيا رجلا على باب الكعبة فقال أحدهما : أراه نجارا ، و قال الأخر : بل حدادا ، فسألوه فقال الرجل : كنت نجارا و أنا اليوم حداد .
القاضي إياس ممن اشتهروا بالفراسة :
<<تابع