لا زلت اتابع السجال الخلافي بين الناس حتى آخر حلقات المسلسل ونحن قوم اعتدنا على الاختلاف بما هو مختلف عليه
وأجد ان معظم الخلافات تدور حول بعض النقاط مثل فكرة التجسيد الشكلي للصحابي الجليل
واستغرب بشدة من إصرار البعض على ( تأليه الشخوص )،
من منا لا يتوق الى رؤية الصحابة الكرام ؟ من منا لم يرسم لهم بخياله صورة معينة ؟ ما المانع من تجسيد هذه الصورة بدلا من تجسيدها في خيالنا المشتت ، وهم شخوص بشرية عادية مثلنا من الممكن استدعاء صفاتها الاخلاقية وتقليدها بل وزرعها في داخلنا لو لم تفصلنا عنها تلك القارات من الكرامة والعزة والتقوى ونبل الاهداف ، وتلك المسطحات العميقة من نبل الأخلاق وسموّها .
والبعض يقولون ، ان هذا قد يمس صورة الصحابة في الاذهان ؟
واتساءل هنا أيضا عن ماهية هذه الصورة في الاذهان ، في الوقت الذي يعاني منه المسلمون من موت سريري لكرامتهم المغشي عليها
هل حقا يعرف الجميع حقيقة الصحابة وحقيقة ايمانهم وحقيقة اهدافهم ؟
ثم لماذا لا نفتح المجال لأبنائنا لمتابعة جزالة الحوار والاتقان الشديد للفصحى التي شعرت بغيرة بيني وبين نفسي منها ؟
ولماذا لا نسمح لهم بالانتشاء ببطولات حقيقية ، بدل التغني بأمجاد هذا وذاك ..من بطولات حالية وهمية ؟
ان المتابع للآراء المعارضة واحيانا المؤيدة ، ليس في هذا الامر فقط ، بل في امور كثيرة هذا مثال واحد عليها
يجد الخلفيات الهشّة للحوار الصحي السليم ، فالغالبية منا لم ترق بعد الى فعالية الحوار ولهذا أخذنا مقاعدنا في قطار التقدم الحضاري والقيمي والاخلاقي .....في صفوف متأخرة جدا .
لربما علينا ان نتعلم الخطاب والحوار العربي الأصيل وما ارتكزوا عليه قديما ، حتى نلحق ما فاتنا ، او نعيد بناء ما دمرناه أصلا ...