اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم متفائل ًفإذا عرفنا أن الرقية هى العوذة وتستلزم المباشرة والنفث والمسح كيف يمكن تحويرها دون أن يخل بجوهرها ًً من قال بأنها تستلزم المباشرة والعودة والنفث؟ غاية ما في الأمر أن هذا ثبت من فعله. وثبت من قوله التوسعة " لا بأس بالرقى ما لم يكن شركاً " فينبغي تفهّم وتدبر الحديث . وأنا أعرف عدة حالات نفع الله بها. والرقية الشرعية من جنس الدعاء .. فأنت ترقي وفي قرارة نفسك تتوسل إلى الله بفعلك أن يشفي المريض سواءٌ كان قريباً أو بعيداً. وأنا أعرف أكثر من راق على منهج أهل السنة والجماعة وعندهم علم شرعي يرون الرقية عن بعد. نعم .. الأصل الذي لا شك فيه أن تكون الرقية مباشرة .. لكن ما ثبت نفعه حساً فهو مأذون به شرعاً .. كما سبق . خاصة في بعض الحالات التي يتعذر فيها الرقية المباشرة أو يشق .. وهذا هو المناط الذي نتكلم عنه في الأساس. والقياس على طرق السحرة ونحوهم هو مع الفارق الكبير. بارك الله فيكم على النقاش الهادف. بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم سبحان الله هذا ما ثبت وهذا الأصل وهذا ما سمى رقية وإن ضاع الأمر ضاعت الرقية والإجتهاد وغيره يأتي مع المحافظة على الأساس دون تغيير ولا تبديل عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ( سورة الإخلاص - الآية 1 ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ( سورة الفلق - الآية 1 ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( سورة الناس - الآية 1 ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاثا ) ( صحيح البخاري 716 ) * النفث أو التفل بعد الرقية : عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( أن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتها ) ( متفق عليه ) قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( ولا بأس أيضا بوضع اليد على موضع الألم ومسحه بعد النفث عليه ، كما أنه يجوز القراءة ثم النفث بعدها على البدن كله وعلى موضع الألم للأحاديث المذكورة ، والمسح هو أن ينفث على الجسد المتألم بعد الدعاء أو القراءة ثم يمر بيده على ذلك الموضع مرارا ، ففي ذلك شفاء وتأثير بإذن الله تعالى ) ( الفتاوى الذهبية - ص 18 ) ثالثا : حكم الرقية دون نفث أو تفل : إن المتتبع للنصوص الحديثية يرى جواز الرقية بدون نفث وتفل ، وأستعرض بعض تلك النصوص : 1)- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – : ( أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي فقال : يا محمد ! اشتكيت ؟ فقال : ( نعم ) ، فقال جبريل – عليه السلام - : ( باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 40 ) - برقم 2186 ) 2)- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : ( كان رسول الله يعوذ الحسن والحسين ويقول : أعيذكمـا بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الأنبياء ( 10 ) - برقم 3371 ) رابعا : حكم مسح الجسد باليد بعد الرقية : بحيث يقوم الراقي أو المريض بعد الرقية الشرعية بمسح جسده أو جسد غيره ، ودليل ذلك : عن ابن مسعود وعائشة ومحمد بن حاطب وجميلة بنت المجلل - رضوان الله تعالى عنهم أجمعين - : قالوا : ( كان رسول الله إذا أتى المريض فدعا له ، وفي رواية يعوذ بعضهم بمسحه بيمينه ويقول : أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ) ( متفق عليه ) قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال ابن بطال في وضع اليد على المريض : تأنيس له وتعرف لشدة مرضه ليدعوا له بالعافية على حسب ما يبدوا له منه وربما رقاه بيده ومسح على ألمـه بما ينتفع به العليل إذا كان العائد صالحا ) ( فتح الباري - 10 / 126 ) قال النووي : ( قولها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكـى منا إنسان مسحه بيمينه ، ثم قال " أذهب الباس " إلى آخره فيه استحباب مسح المريض باليمين ، والدعاء له ، ومعنى " لا يغادر سقما " أي لا يتـرك ، والسقم بضم السين وإسكان القاف ، وبفتحهما ، لغتان ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 13،14،15 / 351 ) خامسا : حكم وضع اليد على مكان الألم عند الرقية : بحيث يضع الراقي أو المريض يده مكان الألم عند الرقية ، ودليل ذلك : عن عثمان بن أبي العاص الثقفي - رضي الله عنه - أنه شكا الى رسول الله وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل : بسم الله ثلاثا، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد ، وأحاذر ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 67 ) : باب استحباب وضع يده على موضع الألم ، مع الدعاء – برقم 2202 ) في رعاية الله وحفظه