قصة زينب بنت جحش رضي الله عنها..كان الله وليها..وجبريل الشاهد على زواجها
زينب بنت جحش رضي الله عنها واحدة من بنات سادات قريش؛ وهي ابنة عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأمها أميمة بنت عبدالمطلب، ونشأت كباقي بنات قريش، إلا أنها كانت من أحسنهن جمالاً وحسباً وشرفاً ومالاً.
أسلمت وهاجرت مع المهاجرين إلى المدينة، فلما بلغت سن الزواج.. أتاها من يخطبها من سادات قريش، فأحبت أن تستشير النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فأرسلت أختها حمنة بنت جحش إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحمنة: «أين هي ممن يعلمها كتاب الله تعالى، وسنة نبيه»؟!. فقالت حمنة: فمن؟ قال: زيد بن حارثة، فغضبت حمنة غضباً شديداً وقالت: يا رسول الله.. تزوج بنت عمك لمولاك؟ فقال: نعم، فذهبت حمنة فأخبرت زينب بما جرى، فغضبت زينب أشد من غضب حمنة، وقالت: يزوجني عبداً؟
ولكنها ترددت في هذه المسألة، فأرسلت بالاستخبار عن هذا الأمر بشكل أوضح، فجاءها الجواب الحاسم للأمر: قد زوجتك زيداً، ونزل قوله تعالى: {ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مُبيناً** «الأحزاب: 36».
غير أن المرأة التي تربت في مدرسة النبوة، وتحت مظلة الإسلام العظيمة، لم تكن لتخالف أمر القيادة النبوية، ولم تكن لتجمح بغرورها وتخرج من دائرة الطاعة لله ولرسوله، فأطاعت الأمر، ورضيت بما رضيه لها الله ورسوله.. وتزوجت زيداً.
وعاشت مع زيد، لكنها لم تكن لتستطيع أن تخفي عدم رضاها ومحبتها لهذه الزيجة، وكانت سيدة من سادات قريش، وزيد كان عبداً، وكان الإسلام حديث عهد بالقلوب، ولم يستطع زيد رضي الله عنه تقبل هذه الحياة، وما استطاع التواؤم معها فأراد أن يطلقها، وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فصبّره ولكنه لم يستطع فعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: له: «أمسك عليك زوجك واتق الله» ولكن مشاكل بيت الزوجية هذه بدأت تزيد، وينفد معها صبر زيد، مع أنه كان من أكابر علماء الصحابة ومن أتقاهم، وكذا حال زينب أيضاً، رضي الله عنهما.
وهنا ينبغي الوقوف على درس هام، وهو أن للزواج أسساً وقواعد يحتاجها كل خاطب، فليس يبنى الزواج على علاقة حب فقط، كما أنه لا يمكن أن ينجح بناء على مصلحة ما بين طرفين، وقد قضى الله أن تحدث هذه القصة مع زيد وزينب رضي الله عنهما ليعلم الله المؤمنين كيف تكون الطاعة، ومن ثم كيف يكون بناء بيت الزوجية؟
وبقي زيد مصراً على الطلاق، فأنزل الله تعالى قوله: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذ قضوا منهن وطراً وكان أمرُ الله مفعولاً** «الأحزاب: 37»فلما نزلت هذه الآية.. ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت زينب بعد مضي العدة، فدخل عليها البيت فإذا هي مكشوفة الشعر، جالسة تعمل في البيت فقال: «قد زوجني الله إياك» قالت: يا رسول الله بلا شاهد ولا ولي؟! قال: «زوجني الله والشاهد جبريل».
فكانت تظهر فيما بعد هذه المكرمة أمام ضرائرها من أمهات المؤمنين.. فتقول: زوجكن لأهاليكن، وزوجني الله من فوق عرشه. وكانت تقول لهن: أنا أكرمكن ولياً؛ لأن الله هو وليها في زواجها، وأكرمكن سفيراً؛ لأنه كان جبريل عليه السلام.
واستقرت حياتها بزوجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشعرت به أنها أسعد الناس وأكرمهن.
وكانت عائشة رضي الله عنها تشهد بفضل زينب وتقول: لم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله من زينب، وأصدق حديثاً وأوصل للرحم من زينب، وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً من نفسها في العمل.
وفي يوم عرسها بالنبي صلى الله عليه وسلم.. نزلت آية الحجاب، وكان عمرها (35) سنة.
لقد كان في قصة زينب رضي الله عنها موعظة بالغة، ينبغي أن يلتفت إليها شباب اليوم بكل انتباه، وهي أن الإسلام لم يغفل جانب الحب والألفة، بل إنه جعله أساساً لبناء أي أسرة يكتب لها النجاح والسعادة، وقرر أن بناء الحياة المستقرة، مبني أصلاً على الحب والرحمة والمودة، فالإسلام لم يمنع الحب، ولم يشوه صورته كما يفعل بعض المتحمسين للإسلام اليوم، بل شجع عليه، ولكنه وضع له الضوابط والأسس التي تصون الشباب عن الرذيلة والمنكرات،
قصة صفية بنت حيي رضي الله عنها...الضرة التي غارت منها نساء الرسول صلى الله علية وسلم
كانت صفية بنت حيي حين فتح المسلمون حصن القموص قد خرجت منه مع من اخرج من الاسرى والسبايا الذين وقعوا غنيمة في ايدي المسلمين.
وحينما هم الرسول بمغادرة خيبر بعد ان انتهى من تدبير امر اليهود كانت قد اسلمت وتخيرت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يتبع000