عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 17-05-2012, 11:19 AM   #14
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي


سلسلة أخلاق المتقي لمن أراد أن يرتقي :

الخلق الأول ( الجدية )

أحتي في الله الجدية وما أدراكم الجدية قبل أن نبدأ ما مناسبة ذكر هذا الموضوع في سلسلة الأخلاق ؟ المناسبة أحتي في الله هي أن الشخص في أخلاقه أو في أي شيئ كان ، لابد أن يكون صاحب جديةفي أموره وخاصة في تعامله مع الناس فإن الشخص إذا كان جادًا في حياته سوف يحافظ على هيبته وشخصيته .

س/ ما ذا نعني بالجدية ولماذا الحديث عن الجدية ؟
الجواب / الجدية هي الإجتهاد في الأمر ، والاهتمام به ، والمبالغة في تحقيقة حتى نصل إلى الهدف.

شرح التعريف ، وقولنا ( الإجتهاد في الأمر ) أي يتضمن بذل الطاقة والوسع ، وقولنا ( والإهتمام به ) أي الحرص عليه ومراقة العمل وتصويبه إن كان فيه أي ملاحظات ، قولنا ( والمبالغة في تحقيقة ) أي تتضمن نفي التردد عن العمل والقعود في وسط الطريق أو التواني عنه والتكاسل فيه . وقولنا (تحى نصل إلى الهدف) أي بالمداومة على العمل حتى يتحقق المقصود منه وهو الهدف والغاية .

س/ لماذا الحديث عن الجدية ؟

الجواب / هناك أسباب جعلتنا نتحدث عن الجدية منها ، لأن العمر قصير واللبث يسير فيحتاج المرء إلى الجد والإجتهاد ليدرك المراد ، ويبادر ليسعد يوم الحصاد ، ولهذا أمرنا رسول الله صلى الله عيه وسلم بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة فقال صلى الله عليه وسلم (بادروا بالأعمال فتنًا كقطع اليل المظلم) رواه مسلم ، ومعنى الحديث الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها با يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة ، والمتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر ، ولأن بعض أهل الخير والصلاح أكثروا الهزل والضحك عن الحد المطلوب ، وآثروا القعود ، وأطالوا النوم ، وتوسعوا في المباحات ، حتى أشغلتعهم عن الواجبات فضلاً عن المندوبات ، ونحن في زمنِ قل في القدوات ، وقد كثر فيه الأعداء ، وزاد فساد أهل الأهواء فإلى الله المشتكى ، ولذلك لا بد أن نتحدث الجدية .
وقد حثنا الإسلام ورغبنا في الجدية قال الله تعالى (يايحيى خذ الكتاب بقوة) قال الشيخ السعدي رحمه الله بقوة أي بجد واجتهاد ، ولذلك بالاجتهاد في حفظ ألفاظه وفهم معانيه ، والعمل بأوامره ونواهيه , وقال صلى الله عليه وسلم (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍ خَيْرٌ ، فَاحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا ، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ) أخرجه مسلم فقد شرح الإمام النووي هذا الحديث في شرح صحيح مسلم فقال: المراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد، وأسرع خروجاً إليه وذهاباً في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات، وأنشط طلبا لها ومحافظة عليها، ونحو ذلك.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل خير، فمعناه في كل من القوي والضعيف خير لاشتراكهما في الإيمان مع ما يأتي به الضعيف من العبادات وكل وكليهما فيهم خيرًا ولكن القوى أخير . انتهى .


التعديل الأخير تم بواسطة شذى الاسلام ; 17-05-2012 الساعة 03:00 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة