اختي الكريمة لا تعتقدي ان العالم كله طبيعي وانت شاذة عنهم ، وضعك طبيعي بالنسبة للجميع بدرجات متفاوتة ، كل ما يلزمك هو البداية بأي شيء بسيط
مثال
أستيقظ من النوم احيانا في ايام العطل الاسبوعية من العمل ، اتذكر حجم العمل المنزلي الكبير الذي اؤجله كل يوم ، واتذكر ان هذا اليوم علي صنع بعض الامور التي لا استطيع صنعها لانشغالي ايام الاسبوع ، ثم اتذكر ان ابنتي بحاجة الى تركيز في المذاكرة لا املكه خلال ايام الدوام الرسمي ، واتذكر ان علي اصلاح ازرار قميص المدرسة خاصتها ، فاتخيل نفسي احمل الابرة والخيط ولما كان علي التركيز صعب اقرر حلا بديلا وهو شراء قميص جديد ثم اتساءل ومتى سأخرج للشراء وكل يوم اخرج للعمل واكره الخروج ايضا في العطل ، ثم اتصور كل هذا ، واظل عالقة لا اعرف من اين ابدأ ،وبماذا ابدأ ، هل ينفع ان اشطر نفسي عدة اقسام لأنهي كل شيء ، اضافة الى انه لا رغبة لدي بعمل اي شيء ، يرن هاتفي عدة مرات فأضعه في حالة صامت دون سبب كل ما في الامر انه لا رغبة لي بالحديث الى احد ، اضع الساعة امامي حتى لا يمر الوقت ثم اقول ...خلاص اليوم فقط مثلا سأنهي مذاكرتها وبقية الامور لا مشكلة من تأجيلها .... وعندما اقرر تخفيف الاعمال على نفسي ، اجد النشاط والنية للقيام بهذا العمل الوحيد ، وما ان انهي هذا العمل حتى اقوم تدريجيا بعمل آخر وانا اقول هذا آخر عمل سأقوم به اليوم..الى ان انهي كل الأعمال .
والناس الذين لا ارد على مكالماتهم ، اقوم لاحقا بالاتصال بهم حتى لا اقطع حبال الود ، ولو بمكالمة مختصرة ، المهم ان نحافظ على اتزان الحياة .
لا ينبغي او يفترض ان تحبي الخروج الى الاسواق او الحدائق العامة ، قد تكونين من الناس الذين لا يحبون الاكتظاظ انما افعلي ذلك بشكل مختصر ولتحقيق الهدف اللازم ، مثلا حددي سوقا تذهبين اليه وتشترين ما تحتاجينه ولا داعي للشعور انك يحاجة الى المرور بأسواق كثيرة ، اختصري قدر اللازم حتى لا تحملي نفسك التي لا تريد هذا الخروج هذا العبء
كل شيء يحتاج الى مسايرة ليعمل كما تريدين بما في ذلك نفسك ،
انظري جهاز الكمبيوتر نفسه ان لم تغلقيه بالطريقة الصحيحة ، راقبي المسج التي يقولها لك عندما تحاولين فتحه لاحقا :
لأنك لم تغلق الجهاز بطريقة صحيحة يلزمني مراجعة بعض المعلومات حتى تتمكن من الاستمرار
كل شيء في الحياة بمقياس واذا تركنا الامور تمشي كما هي بعلا ، سنبقى مستلقيين طوال اليوم لا عمل ولا طبخ ولا نفخ ، وستعم الفوضى حياتنا ونفسياتنا وكل شيء
واؤكد لك ان هذا الاستلقاء والكسل بحد ذاته يجلب كل انواع الاكتئاب
لا شيء يسير دون اعادة شحن البطارية شيئا فشيئا حتى لو لم نكن نرغب في ذلك
انت ضعي لنفسك عملا وحيدا بداية كل برنامج صباحا مثلا قولي
لا يمكن ان يأتي الاطفال من المدرسة اليوم ولا يجدون طعاما جاهزا ، اذا كانت هذه مشكلتي مع نفسي فما ذنب الاطفال ؟
وشيئا فشيئا ستجدين القافلة سارت وتغير كل شيء ، فقط ابدأي .
كنت اضحك من جارتي التي كنت اشم رائحة اعداد الطعام في السابعة صباحا ! واقول هل هناك من يكون عنده ذوق او مزاج في الطعام ليطبخ في هذه الساعة المبكرة ، الى ان تعرفت اليها لاحقا فقالت لي ان لم اطبخ في هذه الساعة وذهبت الى العمل لن يكون هناك وقت لإعداد اي شيء بعد عودتي آخر النهار وسيجلس الاولاد بلا طعام . فالأمر ليس متروكا لمزاجها اذن لأنها تفكر بغيرها
والتفكير في اولويات غيرنا من بيت ، اولاد ، زوج هو ما يدفعنا الى تجاوز ما نشعر فيه ، واحيانا ينقذنا ذلك من براثن الضياع النفسي
فكري بذلك واحصلي على بطاقة الشحن اللازمة لإعادة جدولة الحياة ،
وقومي بالرقية الشرعية وتابعي مهما كانت الظروف بكل همة
فقد تعلمت من الحياة ان الامور لا يجب ان ننتظرها دائما وان علينا السعي الحثيث مهما بدت بسيطة