حقيقة الصديق الصدوق نعمة من الله ينعمها على العبد ..ولكن حقيقة الصداقة هذه العلاقة الانسانية الجميلة على ماذا تبنى ..هل تبنى على اساس من الثقة والاخلاص والإيثار..الخ
ام مجرد مصالح لا اكثر سد للثغرات اشباع للحاجات ..اكمال النقص الموجود ...
كلنا يعرف المثل الذي يقول الطيور على اشكالها تقع ..
الخير لا يقع الا على انسان خير يحمل صفات وخصال وطباع تروق له فتراه يميل له
ويلازمه يتحبب اليه ..لكن لن ننسى المحبة القلبية و تآالف الأرواح ..اذا توافرت تشكل مفهوم اولي للصداقة فالصداقة تمر بمراحل وتصقل مع الأيام ..وتصبح اقوى وامتن واكثر نضجاً
وانا اقول ان الصديق قد يكون اقرب من الأخ والاخت بل واعز واكثر قرباًً..اذا كان صديقاً بمعنى الكلمة ..
حقيقة اختيار الصديق ليس بالمهمة السهلة وانااستغرب من الكثيرين الذين يصدمون بأصدقائهم
عندما يقولون انني اكتشفت حقيقته السيئة بعد صداقة دامت سنين ..لقد افشى اسراري ..تركني واختار غيري
وانا اقول انه شخص مسكين فأين فراستك في معرفة الناس ومعادنهم ..اين المحكات التي وضعتها لصديقك لترى هل ينجح في الامتحان ام يفشل ..فتنزل درجة الصداقة الى مستوى تعارف او زماله ..
سأذكر لك قصةعن ابن ميسور الحال تجمع حولة مجموعة من الرفاق كان يحبهم ويكرمهم وينفق عليهم بسخاء وكان يؤثرهم على نفسه وكثيرا ما حذره والده من مغبة هكذا علاقة وان لا ينصاع الى رغباتهم ..وان يحذر من المغالاة في حبهم والتقرب منهم .
الا ان الابن كان يتمسك بهم اكثر ويدافع عنهم ويصفهم بالأوفياء ..ذات مرة اقترح الأب على ابنه ..ان يختبر وفائهم واخلاصهم وهل سيقفون معه في ضائقته ..ام فقط في الرخاء
فطلب الأب من ابنه ان يذبح خروفا وان يضعه في كيس وان يلف على جميع اصدقائه واحدا واحدا ويخبرهم انه تشاجر مع رجل وحاول الرجل قتله فدافع عن نفسه وقتله بالخطأ وطلب منهم واحدا واحدا مساعدته في دفن الجثة ..ففعل الابن ما طلبه منه والده وبدأ بتنفيذ خطته فذهب الى الأول واخبره بما جرى وطلب منه ان يساعده في دفن ضحيته الاانه اختلف لونه وتنصل من صداقته واخبره الا يتصل به وان ينسى ما بينهم ..فهو لا يريد التورط معه انصدم الابن من ردة الفعل وواكمل جولته على جميع اصدقائه ليجد نفس ردة لفعل لديهم جميعاً..ثم رجع الى والده متحسرا فقال له والده الان اذهب الى القرية الفلانية وابحث عن الشخص الفلاني وقل له انني ابن فلان واطلب منه مساعدتك في اخفاء الجثة وارجع اليّ واخبرني بخبره .
سارع الابن في البحث عن صديق والده فأخبره فما كان من الرجل الا ان اخذ الكيس ودفن الجثة في مجرى نهر واخفاها تماما ..
عاد الشاب الى والده وبعد مدة طلب من ابنه ان يفتعل مشكلة مع صديقه في القرية وان يغضبه ..وبعدها ذهب الابن الى الرجل يهدده ويتوعده ان هو اخبر عن الجريمة ..
فذهب الشاب ودق باب الرجل وبدأ بالتهديد والوعيد ..تبسم الرجل وبهدوء قال :اذهب لابوك وقل له يقول لك صديقك : مهما يصير ومهما يجري ما راح احكي المية على ايش يتجري .اذهب يا ابني ..
بكى الشاب عندما سمع كلام صديق والده واعتذر منه واخبره بالقصةكاملة ....
ثم عاد الى والده وقد تعلم درسا كبيراً لقنه اياه والده وصديقه بأن الصداقة شيء ثمين لا يعوض وانه عملة نادرة لا يمكنك الحصول عليه بسهولة..
وأنا اقول المحبة في الله هي من تجمع الاصدقاء ولا تفرقهم ابدا ...لأنهم يصبحون كجسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
وفقك الله اختي الحبيبة ام سلمى ..مواضيعك متميزة و حقيقة تشدني دائما لاعقب عليها ..
اعتذر للإطالة ...
بارك الله فيك ..دمت في حفظ الله ورعايته