بشكل عام تعود أسباب الخيانة بين الزوجين ( في معظمها وليس جميعها ) الى الرتابة والروتينية وفقدان الحميمية بينهما حتى وان كانت هناك الدوافع الحتمية والضروية لأي منهما لاستمرار الحياة الزوجية بينهما ، والتي قد تكون دوافع اجتماعية ، أو ماديّة ، أو أسرية.
هناك الكثير من المواصفات المختزنة في العقل الباطن تجاه شخص قد يكون وقع عليه الاختيار والقبول لمشاركة حياة زوجية
وليس من الضروري ان تتطابق جميع الصفات المختزنة مع هذا الشخص
قد تتطابق معه صفات وتبقى كثيرا من الصفات الأخرى مختزنة
هناك كيمياء خاصة بهذه المشاعر التي تطفو فجأة بخصوص انسان معيّن
بتأثير الزمن تصبح هذه الكيمياء معادلة ومتوازنة وهادئة
وعندما يرى الانسان شخصا جديدا مطابقا لبعض المواصفات المختزنة الأخرى تعود نفس الكيمياء للظهور
فيقول الرجل : مشاعر أخرى لم اختبرها مع زوجتي
وتقول المرأة : مشاعر جديدة لم أختبرها مع زوجي
كل ما في الأمر ان هذه المشاعر التي دفعتهما للزواج ، قد خفّت بفعل الزمن ، ولذلك نسيا انهما اختبراها فيما قبل
ويظن كل شخص منهما انه واقع في حب جديد
ولا يعرف ان هذه المشاعر ايضا ستصبح متوازنة بفعل الزمن فيما بعد
ومع ضعف القيم الفكرية والاخلاقية والدينية ... تحدث الخيانة المتعددة ، مجددا ومجددا
ولو فهم كل شخص منهما انه يطارد مجرد كيمياء عاطفية ربما توقف عن الخيانات
هل من الممكن تجديد كيمياء العواطف بين الزوجين ؟
وذلك عن طريق ايجاد نشاطات مشتركة ، في عطلة نهاية الاسبوع مثلا
بدل أن تنشغل هي في توضيب البيت ، وهو في الصيد ، كرة القدم ، ...الخ
خلق أشياء مشتركة يجدد الحميمية بينهما
الحديث والمشاركة بالاهتمامات المختلفة
محاولة عمل أشياء تعجب الآخر في الشكل ، البيت ، ..الخ
وكذلك عن طريق مؤثّر رئيسي
وهو إدامة النظر في العينين، من شأنه أن ينشّط مشاعر الحب .
بدل ملاحقة مجرد كيمياء وهرمونات ستنتهي لا محالة ويعود الى المربع الأول مع كل قصة
الأجدر والأولى أن ينشّط / تنشّط هذه الكيمياء مع شريكة حياته - شريك حياتها .
عامة ، إن الحب إذا اخترق القلب تجاه شخص مرة
فإن امكانية احيائه ممكنة جدا ، ولا شيء يسمى مات الحب
ولكن علينا ان نعمل على أنفسنا لكي تتجدد وتنحصر هذه المشاعر تجاه من له الحق بها ، استقرارا لنفسيتنا وحياتنا وإرضاءا لخالقنا وحفظا لنا من التجاوزات ،
فيحاول كل منهما ان يجدد دوما المشاعر والكيمياء في نفسه اولا ، فهي لن تساعد فقط في إحياء الحب مرة ثانية داخل الشخص نفسه ، وانما سيصل تأثيرها الى الشخص المقابل ،
إلاّ ان كان الشخص المقابل بمنتهى السوء والأذى ، حيث يكون الانفصال عنه مكسبا للنفس .... وهذا حلّ ....وليست الخيانة حلاّ ، ولا مبررا ..