عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-03-2012, 11:02 PM   #2
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

بارك الله فيك أختي الفاضلة أم سلمى على هذا المقال ،

ولي بعض الملاحظات :


أولا : الاستشهاد بالكاتب الألماني شوبنهاور والذي كان يعاني من عقدة احتقار المرأة نتيجة كرهه لوالدته التي انفصلت عن والده وقد كتب فيه الباحث النفسي ( بريك ) كتاب (الأم والأنثى والبغض في حياة شوبنهاور).
حيث ان أقواله تحتوي السخط والكراهية ونظرة الدونية للمرأة ولا يوجد فيها توازن او منطقية

فهل توافقون على قوله :
(اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملة بدون رقيب ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجة ولا تنسوا أنكم سترثون معي الفضيلة والعفة والأدب، وإذا متّ فقولوا: أخطأ أو أصاب كبد الحقيقة!!!).


(قل هو الخلل العظيم في ترتيب أحوالنا الذي دعا المرأة لمشاركة الرجل في علو مجده وباذخ رفعته، وسهل عليها التعالي في مطامعها الدنئة حتى أفسدت المدنية الحديثة بقوى سلطانها ودنيء آرائها).


وهل العمل الذي أباحه الإسلام للمرأة هو مطمع دنيء ؟؟؟؟
وهل آراء المرأة ..دنيئة ؟؟؟؟

ان هذا الكاتب دوافعه الحقيقية عقد نفسية حول المرأة التي تمثلها أمه التي غضب منها منذ كان طفلا
وهي فلسفة شخصية لا تعكس الواقع الغربي كله ونظرته للمرأة بهذه الصورة الدنيئة ؟

من الغرب أمهات ..قمن بتربية نيوتن ، وتوماس أديسون ، ورايت
الذين لا زالت الانسانية جمعاء تستفيد من أدمغتهم الى وقتنا الحاضر ...


ان مجرد أن كاتبا اجنبيا كتب ما يهين المرأة ، لا يعني ان قوله صحيح
مثلما ينادي كتاب الحرب الباردة على المرأة المسلمة الى عدم تصديق ما يقوله المشككين الاجانب عن المرأة المسلمة


فالتوازن مطلوب والانصاف مطلوب ، وقد أحسن ابن القيم عندما قال
وتعر من ثوبين من يلبسهما***يلقى الردى بمذمة وهوان
ثوب من الجهل المركب فوقه***ثوب التعصب بئست الثوبان

ولكي نكون منصفين بعيدين عن الجهل والتعميم
علينا ان نتذكر انه من الصعب عقد مقارنة بين تفاصيل وحيثيات تخصنا وأخرى تخص الغرب
لأن الفرق الأساس هو الاختلاف في العقبدة ، وينضوي تحت لواء العقيدة الإسلامية كل ما ذكر ، والغرب يفتقدون الى شرع كشرعنا التفصيلي لتسير حياته منهجية

ثانيا : ان التعصب والتشدد والغلوّ في معاملة المرأة في مجتمعاتنا ، خلق فضاء فسيح بطبيعة الحال للخيال وألاعيبه تجاه الجنس الآخر
وبسبب هذا الخيال ، قد حدثت احداث أشدّ وانكى في مجتمعاتنا كون هذه الأخطاء تحدث في السر
وان البعد فيزيائيا ليس أمرا مهما بقدر أهمية بعد هذه الأفكار ذهنيا وعاطفيا
تلك الأفكار التي تتولد في عقل المرأة في بعض البيئات المتشددة جدا حيث يلعب الخيال دوره في اضعاف الرقابة مهما كانت صارمة ، وتغريب القريب ، واحضار البعيد ، كل هذا يديره الخيال بأفكاره وهنا مكمن الخطر وتضعف أمام هذا خطورة البعد المكاني والمادي بين الجنسين ، فالأفكار هي ما يحدد التصرفات في كل الظروف


ثالثا : يفرض الإسلام للمرأة كثيرا من الحقوق في زواجها وعدم زواجها ، وطلاقها وعدم طلاقها
فكم عدد من يطبقون هذه الحقوق ؟
نجد المرأة غالبا ما تتنازل عن كافة حقوقها بجانب مخاسرها غير المستردة ، لتتخلص من رجل طاغية الشرع منه براء !
ويقول كاتب المقال أحسن الله اليه - أن هؤلاء شواذ وندرة ، وان هذا خطأ فرد ليس خطأ مجتمع
والواقع يقول غير ذلك فهذا خطأ ( عدة مجتمعات ) وليس خطأ فردي ، وهؤلاء هم من يعيثون بالمجتمعات الإسلامية فسادا لكثرة عددهم وكثرة تفننهم بالاساءة ونهب الحقوق
عندما يكون الداء متأصل منا وفينا ، علينا انتقاد انفسنا قبل أن نحاكم الغير على أقوالهم ؟
لقد أكرم الإسلام المرأة بميزات كثيرة ، والبعض يتفضّلون على المرأة بهذا التكريم ويطالبونها بالمقابل بالتخلي عن كثير ، وبعض آخر لا يكترثون ولا يلقون بالا الى أمر الحقوق برمته

رابعا : يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الغرب في معظمه يبني انتقاداته لنا بناءا على شكوى بعض النساء من الطريقة التي يعاملن بها والتي تسيطر عليها الاعراف الجاهلية الاجتماعية وقد يكون هذا منشؤه الجهل المركّب ، وما يقوله رجالنا عن طريقة معاملتهم للمرأة زهوا وفخرا وجهلا
ثم ينسبون كل ذلك الى الدين الإسلامي وهو منهم براء رجالا ونساءا
وعلينا ان نتقبل هذه الانتقادات التي نحن من أثرناها حولنا دون أن نقوم بتصويرها على أنها مساس بالشرع والدين

خامسا : من الاجمل والمناسب للفطرة الانسانية جلوس المرأة في البيت وتربية أطفالها
ولكن ..ألا تعتقدون أننا عندما نكثر من التعليقات حول خروج المرأة للعمل وتصوير ذلك بأبشع أنواع الصور اننا نتعدّى على المرأة المسلمة العاملة ؟ والتي تجهد نفسها في الموازنة بين العمل وتربية الاطفال والبيت ، واغلبهن ينجحن في ذلك ، فإن ساعتين في اليوم للأبناء مع تركيز تغني عن ساعات النهار الطوال بين نوم ومناهدة وصراخ ، وهذا ما نجده بين أغلب النساء في تربية الأطفال ؟
ان كنا نقصد الإنصاف ، فلننصف ولنتحدث عن الشريحة الكبرى في المجتمعات
و العمل لدى المرأة ليس دافعه الحاجة المادية دوما ورغم ذلك فالإسلام أباح لها العمل بدوافعه السوية النفسية والمادية

سادسا : على البعض الا يغترّوا بقدرتهم على كفاية حاجة نسائهم الى العمل ، لينبروا الى توبيخ واهانة المرأة العاملة ووصفها بما يجوز وما لا يجوز من التشبيهات
اعتقد جازمة ان 90% من العاملات في مجتمعاتنا لو كن يقدرن على ان لا يخرجن الى العمل كن فعلن ذلك
ولكن ظروف بعض الرجال صعبة ، وعلينا ان نشجع المرأة على معاونة زوجها ومساعدته ان كان لها قدرة على ذلك
فالرحمة مطلوبة أصلا ، وليس أجمل أن تكون المرأة شبكة العون والدعم في المنزل وخارج المنزل، بل هؤلاء نساء نصفق لهن بحرارة ،لا نكيل اليهن الشتائم والصور المخزية .

سابعا : عندما يتعامل المجتمع الغربي مع امرأة مسلمة على علم وثقة واتزان فإن هذا ما سيدفعه الى الاعجاب بهذا الدين الذي يوفر تلك الراحة النفسية التي يفتقدها الغرب برمته ، اذا كان الانسان الغربي يفتقد الى نظام كنظام الإسلام يحدد له حقوقه وواجباته ومآل تصرفاته وهذا السبب في انحداره ، وهذا ما يقلق المجتمع الغربي بشأنه

وسيزداد احترامه للمرأة وذلك هو السبب الرئيسي الذي يجعل الدين الاسلامي من أكثر الأديان انتشارا في الولايات المتحدة الأمريكية رغم كل المشككين .قد يكون المشككون هم الندرة بينما غالب المجتمع الغربي هو شعب باحث عن السلام والأمان والطمأنينة .

وتحياتي


التعديل الأخير تم بواسطة فاديا ; 09-03-2012 الساعة 12:09 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة