الموضوع: الحاسة السادسة
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-02-2012, 08:39 PM   #25
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأضع بعض التوضيحات وعليها يجب النقاش

أولاً / تعريفات

تعريف الفراسة

وهي القدرة على معرفة بعض الأحوال الباطنة ببعض العلامات الظاهرة، وقد جاء

في الأثر: اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله. وكلما صفت الروح ورقت

كلما كثرت فراستها وصدقت، قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (

الحجر:75)، وهم المتفرسون الآخذون بالسيما، وهي العلامة، قال تعالى:

وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ(محمد: من الآية30)، وقال تعالى:

تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ (البقرة: من الآية273)، قال ابن القيم رحمه الله:

الفراسة الإيمانية سببها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل

والحالي والعاطل والصادق والكاذب، وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان -

وكان أبو بكر الصديق أعظم الأمة فراسة-... إلى آخر كلامه رحمه الله في

الفراسة.

والحدس
يعتمد الحدس على المعلومات السابقة بالإضافة إلى حدة الذهن، أما المعلومات

السابقة فيجب هضمها بشكل جيد. كما يجب كثرة النظر فيها ككل، حتى تصبح

وكأنها كتلة واحدة، يمكن استعراضها بسرعة، أنى أرادها الذهن.

بالنسبة لما يسمى بالحاسة السادسة بغض النظر عن ما جاء من تفسيرات علماء

النفس وأبحاثهم

الأمر غيبي ولم يأتي بها نص شرعي صريح ..
ولكن ما ورد في في الشرع وشبيه بهذا الأمر

1//الرؤى والأحلام

قال النبي- صلى الله عليه وسلم ( إن الرسالة و النبوة قد انقطعت فلا رسول

بعدي و لا نبي و لكن المبشرات رؤيا الرجل المسلم و هي جزء من أجزاء

النبوة).
انظر حديث رقم‏:‏ 1631 في صحيح الجامع‏.‏‌
عن ابن عباس " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كشف الستارة ورأسه

معصوب في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبي بكر فقال : يا أيها

الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له "

الحديث .

6589 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني سعيد بن المسيب أن

أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يبق من النبوة إلا

المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة

ومقتطفات من شرح البخاري


وقال القاضي أبو بكر بن العربي الرؤيا إدراكات علقها الله تعالى في قلب العبد

على يدي ملك أو شيطان إما بأسمائها أي حقيقتها وإما بكناها أي بعبارتها وإما

تخليط ونظيرها في اليقظة الخواطر...

الصحيح ما عليه أهل السنة أن الله يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في

قلب اليقظان فإذا خلقها فكأنه جعلها علما على أمور أخرى يخلقها في ثاني الحال

ومهما وقع منها على خلاف المعتقد فهو كما يقع لليقظان ونظيره أن الله خلق الغيم

علامة على المطر وقد يتخلف وتلك الاعتقادات تقع تارة بحضرة الملك فيقع بعدها

ما يسر أو بحضرة الشيطان فيقع بعدها ما يضر والعلم عند الله تعالى وقال

القرطبي سبب تخليط غير الشرعيين إغراضهم عما جاءت به الأنبياء من الطريق

المستقيم وبيان ذلك أن الرؤيا إنما هي من ادراكات النفس وقد غيب عنا علم

حقيقتها أي النفس وإذا كان كذلك فالأولى أن لا نعلم علم ادراكاتها بل كثير مما

انكشف لنا من ادراكات السمع والبصر انما نعلم منه أمور جميلة لا تفصيله ونقل

القرطبي في المفهم عن بعض أهل العلم ان لله تعالى ملكا يعرض المرئيات على

المحل المدرك من النائم فيمثل له صورة محسوسة فتارة تكون أمثلة موافقة لما يقع

في الوجود وتارة تكون أمثلة لمعان معقولة وتكون في الحالين مبشرة ومنذرة


2//حديث الأرواح جنود مجندة

روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه معلقا مجزوما به عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ

اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " الأَرْوَاحُ جُنُودٌ

مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ . " صحيح البخاري :

كتاب أحاديث الأنبياء : باب الأرواح جنود مجندة .

قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث : .. قوله : ( الأرواح جنود

مجندة إلخ ) قال الخطابي : يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في

الخير والشر والصلاح والفساد , وأن الخيِّر من الناس يحن إلى شكله والشرير

نظير ذلك يميل إلى نظيره فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها

من خير وشر , فإذا اتفقت تعارفت , وإذا اختلفت تناكرت . ويحتمل أن

يراد الإخبار عن بدء الخلق في حال الغيب على ما جاء أن الأرواح خلقت قبل

الأجسام , وكانت تلتقي فتتشاءم , فلما حلت بالأجسام تعارفت بالأمر الأول

فصار تعارفها وتناكرها على ما سبق من العهد المتقدم . وقال غيره : المراد

أن الأرواح أول ما خلقت خلقت على قسمين , ومعنى تقابلها أن الأجساد التي

فيها الأرواح إذا التقت في الدنيا ائتلفت أو اختلفت على حسب ما خلقت عليه

الأرواح في الدنيا إلى غير ذلك بالتعارف . قلت : ولا يعكر عليه أن بعض

المتنافرين ربما ائتلفا , لأنه محمول على مبدأ التلاقي , فإنه يتعلق بأصل

الخلقة بغير سبب . وأما في ثاني الحال فيكون مكتسبا لتجدد وصف يقتضي

الألفة بعد النفرة كإيمان الكافر وإحسان المسيء . وقوله " جنود مجندة "

أي أجناس مجنسة أو جموع مجمعة , قال ابن الجوزي : ويستفاد من هذا

الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح فينبغي أن

يبحث عن المقتضي لذلك ليسعى في إزالته حتى يتخلص من الوصف المذموم ,

وكذلك القول في عكسه . وقال القرطبي : الأرواح وإن اتفقت في كونها

أرواحا لكنها تتمايز بأمور مختلفة تتنوع بها , فتتشاكل أشخاص النوع الواحد

وتتناسب بسبب ما اجتمعت فيه من المعنى الخاص لذلك النوع للمناسبة , ولذلك

نشاهد أشخاص كل نوع تألف نوعها وتنفر من مخالفها . ثم إنا نجد بعض

أشخاص النوع الواحد يتآلف وبعضها يتنافر , وذلك بحسب الأمور التي يحصل

الاتفاق والانفراد بسببها .

ورويناه موصولا في مسند أبي يعلى وفيه قصة في أوله عن عمرة بنت عبد

الرحمن قالت " كانت امرأة مزاحة بمكة فنزلت على امرأة مثلها في المدينة ,

فبلغ ذلك عائشة فقالت : صدق حبي , سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم : " فذكر مثله . انتهى

والحديث قد رواه مسلم رحمه الله في صحيحه 4773 وقال النووي رحمه الله

في شرحه : قوله صلى الله عليه وسلم : ( الأرواح جنود مجندة , فما

تعارف منها ائتلف , وما تناكر منها اختلف ) قال العلماء : معناه جموع

مجتمعة , أو أنواع مختلفة . وأما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه , وقيل

: إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها , وتناسبها في شيمها . وقيل

: لأنها خلقت مجتمعة , ثم فرقت في أجسادها , فمن وافق بشيمه ألِفه ,

ومن باعده نافره وخالفه . وقال الخطابي وغيره : تآلفها هو ما خلقها الله

عليه من السعادة أو الشقاوة في المبتدأ , وكانت الأرواح قسمين متقابلين .

فإذا تلاقت الأجساد في الدنيا ائتلفت واختلفت بحسب ما خلقت عليه , فيميل

الأخيار إلى الأخيار , والأشرار إلى الأشرار . والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة