،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( الخزيمة ) ، بخصوص قولكم - يا رعاكم الله - :
( اما ان السؤال نزل بصيغتين مختلفتين والجواب واحد فالشيخ عمر سيوضح الامر بالتفصيل ان شاء الله )
فقد بينته من خلال التالي :
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( عمر ) ، بالنسبة لي الاشكالية لا زالت موجودة ، ولذلك أقول :
أولاً : مع تقديري واحترامي للمفتي في الأردن إلا أن القول :
( ولقد رأى المفتي أن مضمون السؤالين واحد وأن الفروق بين الصيغتين لا يؤثر في المعنى وفي الإجابة على السؤالين )
وهذا الكلام مجانب للصواب :
فالمعلوم بأن السؤال وصيغته بقراءة الشعر سراً تختلف اختلافاً جذرياً عن قراءة الشعر جهراً وكطريقة فاحصة 0
( فالحكم على الشيء فرع من تصورع )
والتصور يختلف في كلا الحالتين 0
ثانياً : سؤال يطرح نفسه : من السائل وبالصيغة التي طرحتها ( انا ) ، علماً بأن السؤال لم يتأتى من طرفي على الاطلاق ، فمن يكون السائل ، وأترك لكم الاجابة على هذا السؤال ، ولا تقل بأن هناك من اتصل على المفتي لمعرفتي بأن آخر هم بعض الناس في الوقت الحاضر هو السؤال في الدين ، إلا ان يكون السؤال قد وجه من الطرف الآخر ، وقد حصل بأن وقفت على فتوى من دار الافتاء في الأردن ولكن بصيغة السؤال التالي :
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا مصابة بأذى من الجن ، وهذا الأذى مستمر معي 24 ساعة لايفارقني لحظة ، اذا استمعت للقرآن أهدأ بعض الشيء ، جاء لي والدي براقي ، وليته لم يأتي به ، فاجئني الراقي أنه يقرأ علي الشعر بدلا عن القرآن ، فاستوقفه والدي ، وقال له : هل أنت راقي شرعي أم شاعر ، قال : المهم أن أعالج ابنتك ، قال فلما لاتقرأ القرآن ، قال : االشعر هو الذي يكشف الحالة ، قال يرحمك الله : أتينا بك لتقرأ عليها القرآن ففاجئتنا بالشعر ، لكن الراقي قال : ابنتك تعاني من حالة نفسية ، فقلت له : ياشيخ اقرأ علي القرآن ، فنهرني ولم يستجب لي ، وكتب لي ورقة لدواء طبي كعلاج نفسي طلب مني أن اشتريه من الصيدلية . السؤال : إن لم أجد غير هذا الراقي فهل يجوز أن اطلب منه رقيتي بما لديه من شعر ، أم تنصحوني بأن اعتمد على نفسي في الرقية ، علما بأني لاأجد في قريتي غير هذا الراقي الذي يفضل الشعر على القرآن الكريم ، وليس بطبيب نفسي ولامتخصص في علم النفس . وماهو توجيهكم لهذا الراقي ، وكذلك للمرضى الذين لايجدون في قريتهم غيره . وجزاكم الله خيرا .
الجواب : ( الحمد لله ،،،
يجب على المسلم أن لا يرد كل ما يصيبه في حياته إلى الجن والسحر، فكثير مما يصيب المسلم قد لا يكون له علاقة بالجن لا من قريب ولا من بعيد، بل قد يكون من باب الابتلاء، فيجب على المسلم الصبر واللجوء للأطباء المختصين قبل الحكم أن هذا الامر سببه مس الجن، ويجب على المسلم الاستعانة بالله تعالى واللجوء إلى الرقية الشرعية بالقرآن الكريم والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز له الالتفات لغير ذلك من الشعر والكلام غير المفهوم، فهو من الشعوذة، فلذا فإنه يجب على السائلة عدم تصديق مثل هؤلاء الأشخاص الذين يتعاملون بالشعر ورفض هذه الرقية. والله أعلم )
فإن كان الأمر كذلك فلماذا لم تصدر من المستفتي نفس ما أفتي به لكم علماً بأن الصيغة تدور حول نفس المعنى 0
ثالثاً : وقد نعود لمسألة التوثيق في الفتوى ، ونصيحة أخي الحبيب ( عمر ) ، بعد اليوم وقد حصل ما حصل عليك بطرح سؤالك واضحاً وبالصيغة التي تعبر فعلاً عن مكنون السؤال وخذ الاجابة الموثقة على السؤال المطروح ، لأن عدم التقيد في ذلك سوف يجلب لك مشكلات لا تعد ولا تحصر ، بل قد يوجه الشك لشخصكم الكريم ونقولاتكم الكريمة ، ومعلوم شرعاً بأن ( قيل ) و ( قال ) ليست من دين الله في شي 0
والمهم بعد كل ذلك أن يكون ما حصل درس وعبرة لكم في مستقبل حياتكم العلمية والعملية 0
بعد ذلك حصلت مداخلة من الأخ الحبيب ( عمر ) بخصوص توثيق الفتوى فكان ردي التالي :
( علماً بأنني قرأت الفتوى بعد كتابتها على الشيخ فأجازها - حفظه الله - )
والأولى أن تكون بخط يد الشيخ أو صادرة من مكتبه وعلى الفتوى توقيعه الشخصي 0
ولكن في بعض الحالات التي قد يصعب فيها ذلك فالسؤال بصيغة واضحة وأخذ الفتوى عن طريق الهاتف وقراءتها على الشيخ وإجازتها منه يكفي بإذن الله عز وجل 0
كما حصل معي في تلك الفتاوى :
وقد تم الاتصال بالعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - هاتفيا وقد سئل التالي : ما هو حكم الاستعانة بالجن ؟؟؟
فأجاب - رحمه الله - بكلام مطول ولكني أختصره بالآتي : ( يرى - حفظه الله- عدم جواز ذلك ، وقد بين أن هذا من الأمور المغيبة عن الإنسان ولا نستطيع أن نحكم على هؤلاء بالإسلام أو الكفر ، فإن كانوا مسلمين لا نستطيع أن نحكم عليهم بالصلاح أو النفاق ، وقد استشهد - حفظه الله - بالآية الكريمة من سورة الجن :
( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا )
( سورة الجن - الآية 6 )
وتم تأكيد ذلك بالاتصال بسماحته وأخذ رأيه والاستئذان في نشر ذلك في هذا الكتاب المتواضع فأقر- حفظه الله – بذلك ) 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0