عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 29-01-2012, 10:01 PM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي فتاوى العلماء الأفاضل في التحذير من تفسير القرآن بالإعجاز العلمي

فتاوى العلماء الأفاضل في التحذير من تفسير القرآن بالإعجاز العلمي


الشيخ محمّد ناصر الدّين الألباني ـرحمه الله تعالى ـ[1]


السائل: كثر الكلام في الآونة الأخيرة حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فما قولكم في هذا الـعلم؟

الجواب:

نحن نقول أن القرآن كله إعجاز يدل على أنه من عند الله
﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا[النساء :82]

ولكن لا يجوز فيما نفهم أن نحمّل آيات القرآن الكريم من المعاني ما لا يتفق مع التفسير العربي ،في سبيل إظهار معجزة علمية قرآنية ، ليس الإسلام بحاجة إلى مثل هذا (التكلف) لتفسير آية بخلاف التفسير العربي، تفسيرا يثبت معجزة علمية في هذا الزمان، ليس الإسلام بحاجة إلى مثل هذا الإثبات ومثل هذه المعجزات.
هذا يشبه عندي تماما أن بعض القصاصين وبعض الدّعاة يريدون أن يعظّموا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ببعض المعجزات التي تُروى في بعض الكتب التي تروي ما هبّ ودبّ من أحاديث المعجزات.
يقولون (....)[2] الرسول عليه السلام، نقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمى وأعلى من أن يُمدح بما لم يصحّ عنه ،كذلك نقول من باب أولى كلام الله عزّ وجلّ أسمى وأعلى من أن نتكلّف تأويل بعض آياته في سبيل إظهار(...) معجزة علمية عصرية .
والذين يكتبون في هذا المجال لهم أمثلة أو أقوال كثيرة وكثيرة جدا أنا قد لا تساعدني الآن ذاكرتي لحفظ مثل هذه الأمثلة ولكن أقول لكم بعض ما كنت قرأته قديما ورسخ في ذاكرتي:
قيل لبعضهم أنكم تقولون أن القرآن فيه معجزات علمية، فهل يحضرك شيء؟
قال : نعم ، الأشعة هذه التي (تنفذ) إلى داخل الصدر كانت تسمى قديما أظن بـأشعة (....) أو نحو ذلك فقيل له :في آية تدل على هذه الأشعة؟
قال :نعم في آخر سورة ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴾ [الهمزة:1]
يقول ربنا عزّ وجلّ ﴿ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ [الهمزة:9]
ما قبلها ﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِم ﴾يعني جهنم النار﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ* فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ﴾ما هي العمد الممددة ؟؟ هي هذه الأشعة التي تدخل إلى جوف الإنسان، وهذه الأشعة الآن في قريب الزمان ظهر أنهم يكتشفون الجنين إذا كان في بطن الأم إنكان ذكرا أو أنثى أو كان مقلوبا رأسه على عكس ما هو(....) إلى آخره.
هذه الأشعة زعموا المقصود بها هذه الآية﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ* فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ﴾
سبحان الله ، هذا تحميل للقرآن ما لا يتحمّل .
وهناك أيضا يُروى عن بعض علماء مصر أنه اجتمع مع بعض الكفار(....) فدار الحديث بينه وبين أحد القساوس ،فقال له : نعم ،من إعجاز القرآن أنه ذكـر "لحم الكوك" ، حيث قال تعالى : ﴿تَرَكُوكَ ﴾(﴿تَرَكُوكَ قَائِمًا﴾، "كوك" هاي مذكور في القرآن "كوك" ، لكن (.....) في كتاب الله ﴿تَرَكُوكَ قَائِمًا﴾[الجمعة:11]

هذا أقرب إلى الهزء بالقرآن منه إلى إظهار أن في القرآن معجزات علمية.

إذا كانت الآيات في ظاهرها دون أي تكلف تشهد بحقيقة علمية اليوم ما فـي مانع من الأخذ بها والاستشهاد بها، والاستدلال أن هذا من الله وليس من رسول الله الذي قال الله له : ﴿ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾.[الشورى:52]

مثلا﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾[ الذاريات:49] كـل أهل العلم يـقولون: كل شيء فيه زوجين(.......)[3]
ومثال آخر مختلف فيه طبعا لكن الفرق ليس فيه تكلف، تعلمون اليوم الخلاف الناشئ خاصة بين من يقول أن الأرض كروية ومنهم من يقول أنها ليست كروية أوبين من يقول أنها تتحرك أو لا تتحرك فهناك في سورة(يس) قوله تعالى : ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ * وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ ﴾[يس:33ـ 37]
﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ ﴾هذه الآية الأولى .
﴿وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ * ﴾
المعروف في كتب التفسير أن "كلّ" هي الشمس والقمر ،لكن بعضهم اليوم يقول أن لفظة "كل" للعموم و الشمول، وقد بدأ الله عزّ وجل حينما سرد بعض الآيات الكونية الطبيعية بالأرض فقال: ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ ﴾إلى آخر الآيات ، فحينما قال في ختام هذه الآيات :﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾
إذاً كلٌ من الأرض و الشمس والقمر فـي فلك يسبحون، إذا قيل بهذا القول لم يكن هناك تأويل و تحريف في كلام الله عزّ وجلّ في سبيل إظهار مثل هذه المعجزة العلمية
فإذا كان السؤال يعرض هذا النوع الذي ليس فيه تكلف ، فلا نرى في ذلك ما يمنع ، والعكس بالعكس تماما.



*******
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة