لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً = فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ = يدعو عليك وعين الله لم تنم
لا تُودِعِ السِّرَّ إِلاّ عِنْدَ ذي كَرَمٍ = والسِّرُّ عِنْدَ كِرَامِ النَّاسِ مَكْتُومُ
والسِّرُّ عِندِيَ في بيتٍ لَهُ غَلَقٌ = قد ضاع مفتاحه والبيت مختوم
تنزه عن مجالسة اللئام = وألمم بالكرام بني الكرام
وَلاَ تَكُ وَاثِقا بالدَّهْرِ يَوْما = فإن الدهر منحلّ النظام
كَمْ مِنْ أَدِيْبٍ فَطِنٍ عَالِمٍ = مستكمل العقل مقلٍ عديم
وَمِنْ جَهُولٍ مُكْثِرٍ مالَهُ = ذَلِكَ تقدِيْرُ العَزِيزِ العَلِيمْ
أتصبر للبلوى عزاء وحسبة = فَتُؤْجَرَ أَمْ تَسْلُو سُلُوَّ البَهائِمِ!
خُلقنا رجالاً للتجلد والأسى = وتلك الغواني للبُكا والمآتم
وإذا طلبت إلى كريم حاجة = ً فَلِقَاؤُه يَكْفِيكَ وَالتَّسليمُ
وَإِذا رأك مُسَلِّما ذَكَرَ الَّذي = حمّلته فكأنه مبرومُ
أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ = وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي = وعند الله تجتمعُ الخصومُ
سلِ الأيام عن أمم تقضت = ستخبرك المعالم والرسوم
تَرُوْمُ الخُلُدَ في دارِ المَنايا = فَكَمْ قَدْ رَامَ مِثْلُكَ ما تَرُومُ
لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ = فإنَّ ذلك وهن منك في الدين
واسترزق الله مما في خزانته = فإنما الأمر بين الكاف والنون
لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَ نُزُولِهِ = إن المكاره لم تزل متباينه
كم نعمة لم تستقل بشكرها = للِه في طَيِّ المَكَارِهِ كامِنَهْ
قد عرف الحرب العوان أني = بازلٌ عاملين حديث سنِّ
سنحنح الليل كأني جني = استقبل الحرب بكل فن
هذا زمان ليس إخوانه = يَا أَيُّهَا المَرْءُ بِإِخْوانِ
إِخْوانُهُ كُلُّهُمُ ظَالِمٌ = لهم لسانان ووجهان
دُنْيا تَحُولُ بأَهْلِها = في كل يوم مرتين
فغدوّها لتجمُّعٍ = وَرَواحُها لِشَتَاتِ بَيْنِ
الصَّبْرُ مِفْتَاحُ ما يُرَجَّى = وكل خير به يكون
فاصْبِرْ وَإِنْ طالَتِ اللَّيالي = فَرُبَّما طاوَعَ الحُزُونُ
هَوِّنِ الأَمْرَ تَعِشْ في راحَة = ٍ كُلَّما هَوَّنْتَ إلاَّ سَيَهُونُ
ليس أمر المرء سهلا كله = إنما المرء سهولٌ وحزون
صن النفس واحملها على ما يزينها = تعش سالما والقول فيك جميل
يعز غني النفس إن قلَّ ماله = ويغنى غني المال وهو ذليل
هَبِ الدّنْيا تُساقُ إلَيْكَ عَفْواً، = أليس مصير ذاك إلى الزوال
فَما تَرْجو بشيءٍ ليسَ يَبقَى = ، وشيكاً ما تغيّره الليالي
إِذا اجْتَمَعَ الاڑفاتُ فالبُخْلُ شَرُّها = وشَرٌّ مِنَ البُخْلِ المواعِيدُ والمَطْلُ
ولا خير في وعد إذا كان كاذباً = ولا خير في قول إذا لم يكن فعلُ
يَا مَنْ بِدُنْيَاهُ اشْتَغَلْ = وَغَرَّهُ طُولُ الأَمَلْ
الموت يأتي بغتة = ً والقبر صندوق العمل
لنقلُ الصخر من قلل الجبال = أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِنَنِ الرَّجَالِ
يَقُولُ النَّاسُ لي في الكسْبِ عارٌ = فقلت العار في ذل السؤال
فإن تكن الدنيا تعدُّ نفيسة = ً فإنَّ ثواب الله أعلى وأنبل
وَإنْ تَكُنِ الأَرْزاقُ حَظاً وقِسْمَة = ً فقلة حرص المرء في الكسب أجملِ
فلا تكثرنَّ القولَ في غير وقته = وأدمن على الصمت المزيّن للعقل
يَمُوتُ الفَتَى في عَثْرَة ٍ بِلِسَانِهِ = وَلَيْسَ يَمُوتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَة الرِّجْلِ
فَأَهْلاً وَسَهْلاً بِضَيْفٍ نَزَلْ = وَأَسْتَوْدِعُ اللَه إِلفا رَحَلْ
تولى الشباب كأن لم يكن = وحلَّ المشيب كأن لم يزل