عَجَبا لِلَّزمانِ في حَالَتَيْهِ = وبلاء ذهبت من إليه
رُبَّ يَوْمٍ بَكَيْتُ مِنْهُ فلمّا = صرت في غيره بكيت عليه
لا تعتبنَّ على العباد فإنما = يَأْتِيكَ رِزْقُكَ حِيْنَ يُؤْذَنُ فيه
سَبَقَ القَضَاءُ لِوَقْتِهِ فَكَأَنَّهُ = يَأْتِيكَ حِيْنَ الوَقْتِ أَوْ تَأْتِيهِ
أَرَى حُمُرا تَرْعَى وَتَأَكُلُ ما تَهْوَى = وأسداً جياعاً تظمأ الدهر ما تروي
وَأَشْرَافَ قَوْمٍ ما يَنالُونَ قُوتَهم = وَقَوما لِئاما تَأْكُلُ المَنَّ والسَّلْوَى
ماذا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَة َ أَحْمَدٍ = أن لا يشمَّ مدى الزمان غواليا
صبّت عليَّ مصائبُ لو أنها = صبّت على الأيام عُدنّ لياليا
ألا طرق الناعي بليلٍ فراعني = وأَرَّقَنِي لَمَّا اسْتَهَلَّ مُنَادِيا
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا رَأَيْتُ الَّذِي أَتى = أغير رسول الله أصبحت ناعيا
إذا أظمأتك أكفُّ الرجال = كَفَتْك القَناعَة ُ شَبْعا وَرِيّا
فَكُنْ رَجُلاً رِجْلُهُ في الثَرَى = وهامة همّته في الثريا