قَدْ كُنْتَ مَيْتا فَصِرْتَ حيّا = وَعَنْ قَلِيْلٍ تَصِيْرُ مَيْتا
بنيت بدار الفناء بيتاً = فَابْنِ بِدارِ البَقَاءِ بَيْتا
صبرتُ عن الملذات لما تولت = وأَلْزَمْتُ نَفْسِي صَبْرَها فَاسْتَمَرَّتِ
وَمَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهْ = فإن طمعت تاقت وإلا تسلت
ألم ترَ أنّ الدهر يومٌ وليلة = ٌ يكرّان من سبت جديد إلى سبت
فقل لجديد الثوب لا بد من بلى = ً و قل لاجتماع الشمل لا بد من شت
أَقُوْلُ لِعَيْنِي إِحْبِسي اللَّحَظَاتِ = ولا تنظري يا عين بالسرقات
فَكَمْ نَظْرَة ٍ قَادَتْ إلى القَلْبِ شَهْوَة = ً فأصبح منها القلب في حسرات
إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى = و كادت تذوب لهنَّ المهجْ
و حلَّ البلاء وبان العزاء = فعند التناهي يكونُ الفرجْ
فلا تفش سرك إلا إليكَ = فإِنَّ لِكُلِّ نَصِيْحٍ نَصيحا
و إني رأيت غواة َ الرجال = لاَ يَتْركُونَ أَدِيما صَحيحا
أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي = معه ربيت وسبطاه هما ولدي
جدي وجدُّ رسول الله متحدٌ = و فاطمُ زوجتي لا قول ذي فند
تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى = وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة = ٍ وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُ مَاجِد
لاَ يَسْتَوي مَنْ يَعْمر المساجدا = ومن يبيت راكعا وساجدا
يدأب فيها قائماً وقاعداً = ومن يكر هكذا معاندا
مَضَى أَمْسُكَ الباقي شَهيدا معدَّلا = وأَصْبحْتَ في يَوْمٍ عَلَيكَ شَهِيْدُ
فإن كنت في الأمس اقترفت اساءة = فثنِّ باحسان وأنت حميدُ
ذهب الذين عليهم وجدي = وَبَقِيْتُ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ وَحْدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابَ وَبَيْنَه = شبران فهو بغاية البعد
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم = اللَّهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُلْ فَنَدا
إني لأفتحُ عيني حين أفتحها = على كثيرٍ ولكن لا أرى أحداً
الموت لا والداً يبقى ولا ولداً = هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا
مات النبيُّ وَلَم يَخلُدْ لأُمَّتِه = لو خلّد الله خلقاً قبله خلدا
بَلَوْتُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ سِتِّيْنَ حِجَّة = ً و جربت حاليه من العسر واليسرِ
فلم أرَ بعد الدين خيراً من الغنى = ولَمْ أَرَ بَعْدَ الكُفْرِ شَرًّا مِنَ الفَقْرِ