فلا تفش سرك إلا إليكَ = فإِنَّ لِكُلِّ نَصِيْحٍ نَصيحا
و إني رأيت غواة َ الرجال = لاَ يَتْركُونَ أَدِيما صَحيحا
أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي = معه ربيت وسبطاه هما ولدي
جدي وجدُّ رسول الله متحدٌ = و فاطمُ زوجتي لا قول ذي فند
تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى = وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة = ٍ وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُ مَاجِد
لاَ يَسْتَوي مَنْ يَعْمر المساجدا = ومن يبيت راكعا وساجدا
يدأب فيها قائماً وقاعداً = ومن يكر هكذا معاندا
مَضَى أَمْسُكَ الباقي شَهيدا معدَّلا = وأَصْبحْتَ في يَوْمٍ عَلَيكَ شَهِيْدُ
فإن كنت في الأمس اقترفت اساءة = فثنِّ باحسان وأنت حميدُ
ذهب الذين عليهم وجدي = وَبَقِيْتُ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ وَحْدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابَ وَبَيْنَه = شبران فهو بغاية البعد
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم = اللَّهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُلْ فَنَدا
إني لأفتحُ عيني حين أفتحها = على كثيرٍ ولكن لا أرى أحداً
الموت لا والداً يبقى ولا ولداً = هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا
مات النبيُّ وَلَم يَخلُدْ لأُمَّتِه = لو خلّد الله خلقاً قبله خلدا
بَلَوْتُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ سِتِّيْنَ حِجَّة = ً و جربت حاليه من العسر واليسرِ
فلم أرَ بعد الدين خيراً من الغنى = ولَمْ أَرَ بَعْدَ الكُفْرِ شَرًّا مِنَ الفَقْرِ
ألم ترأن الفقريرجى له الغنى = وأن الغنى يخشى عليه من الفقر
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم = وَالمُنكِرُونَ لِكُـلِ أمـرٍ مُنكَـرِ
وَبَقيتُ في خَلفٍ يُزَيِّنُ بَعضُهـم = بَعْضَا ليأخـذ مُعْـوِرٌ من معْـورِ
أُغَمِّضُ عَيْنِي فيْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَة = ٍ وَإِنِّي عَلَى تَرْكِ الْغُمُوْضِ قَدِيْرُ
وَمَا عَنْ عَمًى أُغُضِي وَلَكِنْ لَرُبَّمَا = تَعَامَى وَأَغْضَى المَرْءُ وَهْوَ بَصِيْرُ
سَلاَمٌ على أَهْلِ القُبْوُرِ الدَّوَارِسِ = كأنهم لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة ً = ولم يأكلوا من خير رطب ويابس
سأَمنَحُ مالي كُلَّ مَنْ جَاءَ طالبا = وأجعله وقفاً على القرض والفرض
فإِمّا كَرِيْمٌ صُنْتُ بالمالِ عِرْضَهُ = وإِمّا لئيمٌ صُنْتُ عَنْ لؤمِهِ عِرْضِيِ