السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أختي في الله لقد قلت - هذا الشيخ كبير في السن ولم يظهر عليه ابداً انه مشعوذ اوساحر
- فهل تبين لكم ذلك أي أنه مشعوذ؟
أما عن الطريقة التي ذكرتها آنفا فقد أجابك الشيخ عنها .
وطريقة الذبح تنقس إلى قسمان:
القسم الأول: ذبح حيوانا معينا بوصف معين دون ذكر الله عليه فحكمه كالتالي:
قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى بعد أن أعطي هذا السؤال:
السؤال :
هل الذبح لغير الله يجوز ؟ لأن عندنا ناسا يذبحون لرجل اسمه (مجلى) وعندما نقول من هو مجلى يقولون إنه نبي من أنبياء الله أفيدونا في ذلك بارك الله فيكم .
الجواب :
الذبح لغير الله منكر عظيم وشرك أكبر سواء كان ذلك لنبي أو ولي أو كوكب أو جني أو صنم أو غير ذلك؛ لأن الله سبحانه يقول : {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ**[1] فأخبر سبحانه أن الذبح لله كما أن الصلاة لله ، فلو ذبح لغير الله فهو كمن صلى لغير الله يكون شركا بالله عز وجل ، وهكذا يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ**[2] فالصلاة والنحر عبادتان عظيمتان .
فمن صرف الذبح لأصحاب القبور أو للأنبياء أو للكواكب أو للأصنام أو للجن أو للملائكة فقد أشرك بالله ، كما لو صلى لهم أو استغاث بهم أو نذر لهم كل هذا شرك بالله عز وجل ، والله يقول سبحانه : {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا**[3] ويقول عز وجل : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ**[4] ويقول سبحانه : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ**[5]
فالعبادة حق الله ، والذبح من العبادة وهكذا الاستغاثة من العبادة وهكذا الصلاة من العبادة وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((لعن الله من ذبح لغير الله)) رواه مسلم في صحيحه من حديث علي رضي الله عنه ، فعليكم أن تنكروا على هؤلاء ، وأن تعلموهم بأن هذا شرك أكبر ، وأن الواجب عليهم ترك ذلك فليس لهم أن يذبحوا لغير الله ، كما أنهم ليس لهم أن يصلوا لغير الله ، وهذا من باب التعاون على البر والتقوى ومن باب إنكار المنكر ومن باب الدعوة إلى الله وإخلاص العبادة له ومن التوحيد الذي يجب أن يكون لله وحده سبحانه وتعالى ، وهذا هو واجب أهل العلم وواجب طلبة العلم وواجب أئمة المسلمين أن يتعاونوا على البر والتقوى ، وأن ينكر الشرك على من فعله حتى يظهر التوحيد وحتى يقضى على أسباب الشرك ، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة الأنعام الآيتان 162 – 163.
[2] - سورة الكوثر الآيتان 1 – 2 .
[3] - سورة الجن الآية 18.
[4] - سورة الذاريات الآية 56.
[5] - سورة الإسراء الآية 23.
المصدر :
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس.
أما قول الشيخ ابن جبرين حفظه الله ورعاه فهو كالتالي:
سؤال: بعض الناس حينما يصاب لهم قريب أو عزيز يذهبون به إلى شخص يسمونه "الطبيب الشعبي"، وحينما يؤتى بالمريض إلى هذا الطبيب يسرد لولي المريض جملة من الأمراض، ويؤكد بأن هذا المريض لن يشفى إلا إذا ذبح له حيوان معين لا يذكر اسم الله عليه، ويدفن بعد ذلك في مكان يحدده.
هل إذا فعل الإنسان ذلك طلبًا للشفاء غير قاصد الشرك يكون آثمًا؟ وهل يعتبر ذلك من الشرك الأكبر؟ ثم ما تأثير الذبح لغير الله
[ 179 ]
عمومًا على عقيدة المسلم ؟
الجواب: الذبح لغير الله من أجل شفاء المريض أو لغير ذلك من الأغراض شرك أكبر؛ لأن الذبح عبادة، قال -تعالى- فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ وقال -تعالى- قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ .
فأمر -سبحانه- بأن يكون الذبح لله وحده وقرنه مع الصلاة، كما أمر -سبحانه- بالأكل مما يذكر اسم الله عليه من الذبائح، ونهى عن الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه، قال -تعالى- فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ إلى قوله -تعالى- وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ .
فالذبح لغير الله شرك أكبر لأي غرض من الأغراض؛ سواء كان لأجل شفاء المريض كما يزعمون، أو لغير ذلك من الأغراض، وهذا الذي يأمر أقارب المريض بأن يذبحوا ذبيحة لا يذكرون اسم الله عليها مشعوذ يأمر بالشرك، فيجب إبلاغ ولاة الأمور عنه ليأخذوا على يديه ويريحوا المسلمين من شره.
والله -سبحانه وتعالى- جعل لنا أدوية مباحة يعالج بها المرضى، وذلك بأن نذهب إلى الأطباء والمستشفيات ونعالج بالعلاج النافع المباح، وكذلك شرع الله -سبحانه- لنا الرقية بكتابه بأن نقرأ على المريض من كتاب الله وندعو الله له بالشفاء بالأدعية الواردة.
[ 180 ]
وفي هذا كفاية للمؤمن وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ أما هؤلاء المشعوذون فإنهم كذابون دجالون، يريدون إفساد عقائد المسلمين، وأكل أموال الناس بالباطل، فلا يجوز تركهم يعبثون بالناس ويضلونهم، بل يجب ردعهم وكف شرهم.
أما تركهم فإنه من أعظم المنكر والفساد في الأرض، ويجب على المسلم المحافظة على عقيدته، فلا يعالج جسمه بما يفسد دينه وعقيدته، ولا يذهب إلى هؤلاء المشبوهين والدجالين، وإذا كانوا يخبرون الناس عن الأشياء الغائبة فهم كهان، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد رواه أحمد و أبو داود والترمذي. اهـ
فهذا هو حكم القسم الأول.
أما القسم الثاني: وهو ادعاء هذا الساحر أنه سيذبح الجني:
فهذا كله كذب في كذب، وأذرك لكم قصة وقعت لي في مثل هؤلاء الذين يدعون أنهم يذبحون الجن.
كان أحد أقربائي يعاني من مرض ما - أظن أنه مسا لأني لم أشخص حالته - فقام أحد أعمامي بعد أن سمع أن أحد المعالجين، اذا عالج مصروعا وأبى الجني أن يخرج قام بذبحه فأخذه إلى هذا المصروع وذهبت معهم قصد معرفة هذه الطريقة للوقوف على الحكم الشرعي فيها، ففوجئة برجل يقرأ عليه ويصرع ويبدأ يتحدث ويخبرهم بما في المريض لكن شاء الله أن اكتشفت خدعته وبدأت أتحدث إليه كأنني أتحدث مع الجني فوالله ما ان بدأت معه الحوار حتى بدأ يتلعتم في كلامه فكشفت للحاضرين أن الذي يتحدث ليس بجني وانما هو. وقد شيع عنه أنه إذا أصر الجني على البقاء في الجسد قام بذبحه والطريقة هي أنه يبسط يده فوق عنق المريض ويثول للجني هل ستخرج أو تموت فيصر على البقاء وعندها يقوم هذا الرجل بذبحه كما يُفعل بالشاة، ويحضر جني آخر ويستعمل معه نفس الطريقة ويحضر آخر .... إلى أن يفيق المصروع والصحيح أن الجني هو الذي يمثل هذه الأدوار بأكملها. فالله المستعان.
أما عن سؤالك الأخير فأظن والله تعالى أعلم أن الجني هو الذي يقوم بهذا العمل لتذهبوا بها إلى هذا المشعوذ، وكما تعلمي أختاه أنه لا يجوز الذهاب إليهم وذلك لما تبث عن النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عبد الله بن مسعود قال : من أتى عرافا أو ساحرا أو كاهنا ، فسأله فصدقه بما يقول ؛ فقد كفر بما أنزل على محمد .
الراوي: - - خلاصة الدرجة: صحيح موقوف - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3048 .
وقوله صلى الله عليه وسلم:
من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5939 .
وقوله كذلك عليه الصلاة والسلام:
من أتى عرافا فسأله عن شيء ، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة
الراوي: بعض أمهات المؤمنين - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5940 .
وقوله صلى الله عليه وسلم:
من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه بما قال لم تقبل له صلاة أربعين يوما
الراوي: بعض أزواجه صلى الله عليه وسلم - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 284 .
وقوله كذلك عليه أفضل الصلاة والتسليم:
من أتى عرافا أو ساحرا أو كاهنا فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: قد يصح - المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 290 .
والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد.