(( أبشر أيها المريض))
الحمد لله مقدر الأقدار ,وكاشف الأسقام ودافع الأكدار00أما بعد:
فإلى من شاء الله ابتلاءهم بالشدائد والكروب00
وإلى من أراد تمحيصهم بالأسقام علام الغيوب00
فذاك مريض فقد صحته00وآخرحار في معرفة سقمه وفهم علته 00وثالث خارت قواه وزالت بشاشته00وهم-مع ذلك- ذاكرون شاكرون ,
وصابرون محتسبون 00وتأملواقول النبي


(عجبا لأمر المؤمن ,إن أمره كله خير,وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ,إن أصابته سراء شكر,فكان خيرا له,وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له))رواه مسلم.فوعوا الخطاب ,وأعدوا له محكم الجواب00
فكم من نعمة لو أعطيها العبد كانت داءه , وكم من محروم من نعمة حرمانه شفاؤه00((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم))
أخي المريض:شفاك الله وعافاك,ومن كل سقم وبلاء حماك..قلب طرفك في هذه العجالة, وجل ببصرك بما فيها من عبارة ومقالة 00
فهي وقفات مطعمة بنور الوحي ,ومعطرة بعبير الرسالة00أسأل الله تعالى أن يجعل في ذكرها عزاء وفي دعائها شفاء, وفي أحكامها غناء0
**الوقفة الأولى :المتاع الزائل تلكم هي الدنيا التي أغتر بها كثير من الناس فجعلها منتهى أمله,وأكبر همه00وصفها ربها بقوله

(وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب)) ((وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور))وبين خليله

:
((ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها)) رواه الترمذي. ذلك أنه عرف منزلتها, وتبين له دنوها تعدل عند الله جناح بعوضة, ماسقى كافرا منها شربة ماء))رواه الترمذي. قال


(لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة, ماسقى كافرا منها شربة ماء))رواه الترمذي.
وهي مع ذلك لايدوم لها حال,إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا,وإن سرت يوما ساءت أياما ودهورا0
لايسلم العبد فيها من سقم يكدر صفو حياته, أو مرض يوهن قوته ويعكر بياته00
ومن يحمد الدنيا لعيش يسره
فسوف لعمري عن قليل يلومها ولذلك كانت وصية من عرف قدرها


(كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ))