عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-07-2011, 10:57 PM   #7
معلومات العضو
بوراشد
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

بارك الله فيكم وفي جهودكم ...

وقد قرأت هذا الكلام النفيس لكن بإضافة جميله أرفقها لكم لعل فيها فائدة :

وكلما كان وجود الشيء أنفع للعبد وهو إليه أحوج ، كان تألمه بفقده أشد ، وكلما كان عدمه أنفع له كان تألمه بوجوده أشد ، ولا شيء على الإطلاق أنفع للعبد من إقباله على الله ، واشتغاله بذكره ، وتنعمه بحبه ، وإيثاره لمرضاته ، بل لا حياة له ولا نعيم ولا سرور ولا بهجة إلا بذلك ، فعدمه آلم شيء له ، وأشده عليه ، وإنما تغيب الروح عن شهود هذا العذاب والألم لاشتغالها بغيره ، واستغراقها في ذلك الغير ، تتغيب به عن شهود ما هي فيه من ألم الفوات بفراق أحب شيء إليها ، وأنفعه لها ، وهذه منزلة السكران المستغرق في سكره ، الذي احترقت داره وأمواله وأهله وأولاده ، وهو لاستغراقه في السكر لا يشعر بألم ذلك الفوات وحسرته ، حتى إذا صحا ، وكشف عنه غطاء السكر ، وانتبه من رقدة الخمر ، فهو أعلم بحاله حينئذ .

وهكذا الحال سواء عند كشف الغطاء ، ومعاينة طلائع الآخرة ، والإشراف على مفارقة الدنيا والانتقال منها إلى الله ، بل الألم والحسرة والعذاب هنا أشد بأضعاف مضاعفة ، فإن المصاب في الدنيا يرجو جبر مصيبته بالعوض ، ويعلم أنه قد أصيب بشيء زائل لا بقاء له ، فكيف بمن مصيبته بما لا عوض عنه ، ولا بدل منه ، ولا نسبة بينه وبين الدنيا جميعها ؟ فلو قضى الله سبحانه عليه بالموت من هذه الحسرة والألم لكان العبد جديرا به ، فإن الموت ليعود أعظم أمنيته وأكبر حسراته ، هذا لو كان الألم على مجرد الفوات ، فكيف وهناك من العذاب على الروح والبدن بأمور أخرى وجودية ما لا يقدره قدره ؟ فتبارك من حمل هذا الخلق الضعيف هذين الألمين العظيمين اللذين لا تحملهما الجبال الرواسي .

فاعرض على نفسك الآن أعظم محبوب لك في الدنيا ، بحيث لا تطيب لك الحياة إلا معه ، فأصبحت وقد أخذ منك ، وحيل بينك وبينه أحوج ما كنت إليه ، كيف يكون حالك ؟ هذا ومنه كل عوض ، فكيف بمن لا عوض عنه ؟ كما قيل :



من كل شيء إذا ضيعته عوض وما من الله إن ضيعته عوض



وفي أثر إلهي : " ابن آدم ، خلقتك لعبادتي فلا تلعب ، وتكفلت برزقك فلا تتعب ، ابن آدم ، اطلبني تجدني ، فإن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء " .

http://main.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=101&idto=101&bk_no=120&ID= 103
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة