الدرس الثالث من حملة تلخيص السيرة النبوية من كتاب الرحيق المختوم .. منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثالث
الحكم في سائر العرب
قد تقدم ذكر هجرات القبائل القحطانية والعدنانية، وأنها اقتسمت البلاد العربية فيما بينهاكما فى الشكل المبين:
بالنسبة لقبائل الحيرة والشام كانت التبعية أسميه لا فعلية .
هذه القبائل كانت تختار لأنفسها رؤساء يسودونها وكانت القبيلة حكومة مصغرة وأساس كيانها السياسى الوحدة العصبية والمنافع المتبادلة فى حماية الأرض ودفع العدوان عنها .
وكانت درجة رؤساء القبائل في قومهم كدرجة الملوك، فكانت القبيلة تبعًا لرأي سيدها في السلم والحرب وكان له من الحكم والاستبداد بالرأي ما يكون لدكتاتور قوى؛ حتى كان بعضهم إذا غضب غضب له ألوف من السيوف لا تسأله: فيم غضب.
وكانت المنافسة في السيادة بين أبناء العم كانت تدعوهم إلى المصانعة بالناس من بذل الندى وإكرام الضيف والكرم والحلم، وإظهار الشجاعة والدفاع عن الغيرة، حتى يكسبوا المحامد في أعين الناس، ولاسيما الشعراء الذين كانوا لسان القبيلة في ذلك الزمان، وحتى تسمو درجتهم عن مستوى المنافسين.
ü وكان للسادة والرؤساء حقوق خاصة، فكانوا يأخذون من الغنيمة المِرْباع والصَّفي والنَّشيطة والفُضُول.
· المرباع: ربع الغنيمة
· الصفي: ما كان يصطفيه الرئيس، أي يختاره لنفسه قبل القسمة.
· النشيطة: ما أصاب الرئيس في الطريق قبل أن يصل إلى بيضة القوم.
· الفضول:ما فضل من القسمة مما لا تصح قسمته على عدد الغزاة، كالبعير والفرس ونحوهما.
الحالة السياسية
-فالأقطار الثلاثة "فى الرسمة السابقة " التي كانت مجاورة للأجانب كانت حالتها السياسية في انحطاط لا مزيد عليه.فقد كان الناس بين سادة وعبيد، أو حكام ومحكومين، فالسادة ـ ولاسيما الأجانب ـ كان لهم كل الغُنْم، والعبيد عليهم كل الغُرْم، وكان الرعايا كانت بمثابة مزرعة تورد المحصولات إلى الحكومات، والحكومات كانت تستخدمها في ملذاتها وشهواتهاوعدوانها.أما الناس فكانوا في عمايتهم يتخبطون، والظلم ينحط عليهم من كل جانب، وما في استطاعتهم التذمر والشكوى، بل كانوا يسامون الجور والعذاب ألوانًا، فقد كان الحكم استبداديا، والحقوق ضائعة مهدورة.
-وأما القبائل المجاورة لهذه الأقطار فكانوا مذبذبين تتقاذفهم الأهواء والأغراض، مرة يدخلون في أهل العراق، ومرة يدخلون في أهل الشام.
-كانت أحوال القبائل داخل الجزيرة مفككة الأوصال، تغلب عليها المنازعات القبلية والاختلافات العنصرية والدينية.
وأما حكومة الحجاز
· فقد كانت تنظر إليها العرب نظرة تقدير واحترام، ويرونها قادة المركز الدينى.
· وكانت تلك الحكومة في الحقيقة خليطًا من الصدارة الدنيوية والحكومية والزعامة الدينية
§ حكمت بين العرب باسم الزعامة الدينية.
§ وحكمت في الحرم وما والاه بصفتها حكومة تشرف على مصالح الوافدين إلى البيت، وتنفذ حكم شريعة إبراهيم.
· وكانت لها من الدوائر والتشكيلات ما يشابه دوائر البرلمان ـ كما أسلفنا ـ ولكن هذه الحكومة كانت ضعيفة لا تقدر على حمل العبء كما وضح يوم غزو الأحباش.
ديانات العـرب
& كان معظم العرب يدينون بدين إبرهيم عليه السلام فكانوا يوحدون الله حتى طال عليهم الأمدونسوا حظًا مما ذكروا به ، إلا أنهم بقى فيهم التوحيد وعدة شعائر من هذا الدين.
& جاء عمرو بن لُحَيٍّ رئيس خزاعة، وكان حريص على المعروف والصدقة و أمور الدين، فأحبه الناس ودانوا له ظنا منهم انه من اكابر العلماء والأولياء.
& سافر عمرو بن لُحَيٍّ إلى الشام، فرآهم يعبدون الأوثان، فاستحسن ذلك وظنه حقًا فقدم معه بهُبَل الى الكعبة، ودعا أهل مكة إلى الشرك بالله فأجابوه، ثم تبعهم أهل الحجاز.
ملحوظة :كان هبل من العقيق الأحمر على صورة إنسان، مكسور اليد اليمنى، فجعلوا له يدًا من ذهب، وكان أول صنم للمشركين وأعظمه عندهم.
من أقدم الأصنام
وكانت هذه الأصنام الثلاثة أكبر أوثان العرب، ثم كثر فيهم الشرك، وكثرت الأوثان في كل بُقعة.
& ويذكر أن عمرو بن لحي كان له رئى من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح ـ ودًا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا ـ مدفونة بجدة، فأستخرجها ثم جعلها فى تهامة ولما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها.
& وقد اتخذوا لهذه الطواغيت بيوتًا كانوا يعظمونها كتعظيم الكعبةوتهدى لها مثل الكعبة مع اعترافهم بفضل الكعبة عليها.
& وقد سارت قبائل أخرى على نفس الطريق، فاتخذت لها أصنامًا آلهة وبنت لها بيوتًا مثلها.
& وهكذا انتشرت الأصنام ودور الأصنام في جزيرة العرب، حتى صار لكل قبيلة ثم في كل بيت منها صنم، أما المسجد الحرام قد ملأوه بالأصنام.
& ولما فتح رسول الله
مكة وجد حول البيت ثلاثمائة وستين صنمًا، فجعل يطعنها بعود في يده حتى تساقطت، ثم أمر بها فأخرجت من المسجد وحرقت، وكان في جوف الكعبة أيضًا أصنام وصور، منها صنم على صورة إبراهيم، وصنم على صورة إسماعيل ـ عليهما الصلاة والسلام ـ وبيدهما الأزلام، وقد أزيلت هذه الأصنام ومحيت هذه الصور أيضًا يوم الفتح.
& وقد تمادى الناس في غيهم هذا حتى يقول أبو رجاء العُطاردى رضي الله عنه: كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجرًا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا جُثْوَةً من تراب، ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه، ثم طفنا به.
وجملة القول:إن الشرك وعبادة الأصنام كانا أكبر مظهر من مظاهر دين أهل الجاهلية الذين كانوا يزعمون أنهم على دين إبراهيم عليه والسلام.
فكرة الشرك وعبادة الأصنام
§ فقد نشأت فيهم على أساس أنهم لما رأوا الملائكة والرسل والنبيين وعباد الله الصالحين أنهم أقرب خلق الله إليه، ، وأنهم قد ظهرت على أيديهم بعض الخوارق والكرامات، ظنوا أن الله أعطاهم شيئًا من القدرة والتصرف في بعض الأمور التي تختص بالله سبحانه وتعالى،وعلى هذا فأنهم يستحقون أن يكونوا وسطاء بين الله سبحانه وتعالى وبين عامة عباده لأنهم يشفعون للناس له عند الله ، وأن الله لا يرد شفاعتهم لأجل جاههم، كذلك لا ينبغى القيام بعبادة الله إلا بواسطة هؤلاء؛ لأنهم بفضل مرتبتهم سوف يقربونهم إلى الله زلفي.
§ ولما تمكن منهم هذا الظن ورسخ فيهم هذا الاعتقاد اتخذوهم أولياء، وجعلوهم وسيلة فيما بينهم وبين الله سبحانه وتعالى، وحاولوا التقرب إليهم بكل ما رأوه من أسباب التقرب.
مظاهر التقرب
اولا الاصنام
وهى الصور والتماثيل الذين فتحوهم لمعظمهم وكانت هذة الصورة على وجهان
ü -ما حقيقية تطابق صورهم التي كانوا عليها.
ü - وإما خيالية تطابق ما تخيلوا لهم من الصور في أذهانهم.
ثانيا :الأوثان
وهى قبورهم وأضرحتهم وبعض مقراتهم ومواضع نزولهم واستراحتهم أماكن مقدسة، وقدموا إليها النذور والقرابين، وأتوا لها بأعمال الخضوع والطاعات،
& أما عبادتهم لهذه الأصنام والأوثان فكانت لهم فيها تقاليد وأعمال ابتدع أكثرها عمرو بن لحى، وكانوا يظنون أن ما أحدثه عمرو بن لحى فهو بدعة حسنة، وليس بتغيير لدين إبراهيم
طريقة عبادتهم للأصنام والأوثان
1 ـ كانوا يعكفون عليها ويلتجئون إليها. ويهتفون بها، ويستغيثونها في الشدائد، ويدعونها لحاجاتهم، معتقدين أنها تشفع عند الله ، وتحقق لهم ما يريدون.
2ـ وكانوا يحجون إليها ويطوفون حولها، ويتذللون عندها، ويسجدون لها.
3 ـ وكانوا يتقربون إليها بأنواع من القرابين
ü فكانوا يذبحون لها على أنصابها
كما ذكر الله تعالى فى قوله في قوله: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ** [المائدة: 3]
ü كانوا يذبحون بأسمائها في أي مكان
كما ذكر الله تعالى فى قوله {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ الله ِ عَلَيْهِ** [الأنعام:121]
4 ـ وكانوا يخصون لها شيئا من مآكلهم ومشاربهم حسبما يبدو لهم، وكذلك كانوا يخصون لها نصيبا من حرثهم وأنعامهم.
ü ومن الطرائف:أنهم كانوا يخصون من ذلك جزءًا لله أيضًا.وكانت عندهم عدة أسباب ينقلون لأجلها إلى الأصنام ما كان لله، ولكن لم يكونوا ينقلون إلى الله ما كان لأصنامهم بحال، قال تعالى:{وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى الله ِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ** [الأنعام:136].
5 ـ وكان من أنواع التقرب إليها النذر في الحرث والأنعام قال تعالى: {وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ الله ِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ** [ الأنعام:138].
6 ـ وكانت منها البحيرة والسائبة والوصيلة والحامى. ومن تفسير معناهم .
o قال سعيد بن المسيب:
البحيرة:التي يمنع درها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس.
والسائبة:كانوا يسيبونها لآلهتهم، فلا يحمل عليها شىء.
والوصيلة:الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل بأنثى، ثم تثنى بعد بأنثى، وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بالأخرى، ليس بينهما ذكر.
والحامى:فحل الإبل يضرب الضراب المعدود [العشر من الإبل] فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت، وأعفوه من الحمل، فلم يحمل عليه شىء وسموه الحامى.
o وقال ابن إسحاق:
البحيرة بنت السائبة،هي الناقة إذا تابعت بين عشر إناث ليس بينهم ذكر، سيبت فلم يركب ظهرها، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ضيف، فما نتجت بعد ذلك من أنثى شقت أذنها، ثم خلى سبيلها مع أمها فلم يركب ظهرها، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ضيف، كما فعل بأمها، فهي البحيرة بنت السائبة.
والوصيلة: الشاة إذا أتأمت عشر إناث متتابعات في خمسة أبطن ليس بينهم ذكر جعلت وصيلة. قالوا: قد وصلت، فكان ما ولد بعد ذلك للذكور منهم دون إناثهم إلا أن يموت شىء فيشترك في أكله ذكورهم وإناثهم.
والحامى:الفحل إذا نتج له عشر إناث متتابعات ليس بينهن ذكر حمى ظهره، فلم يركب، ولم يجز وبره، وخلى في إبله يضرب فيها، لا ينتفع منه بغير ذلك،
وفي ذلك أنزل الله تعالى:{مَا جَعَلَ الله ُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى الله ِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ** [المائدة:103]، وأنزل:{وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء** [ الأنعام:139]،
o وقيل في تفسير هذه الأنعام غير ذلك.
وفي الصحيحين أن النبي
قال: (رأيت عمرو بن عامر بن لحى الخزاعى يجر قَصَبَه [أي أمعاءه ] في النار)
لأنه أول من غير دين إبراهيم، فنصب الأوثان وسيب السائبة، وبحر البحيرة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامى.
كانت العرب تفعل كل ذلك بأصنامهم معتقدين
ü أنها تقربهم إلى الله وتوصلهم إليه كما قال تعالى : {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى الله ِ زُلْفَى** [الزمر: 3]
ü وانها تشفع لديهفى قوله تعالى : {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله ِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ الله ِ** [يونس:81]
مظاهر اخرى
اولا :الأزلام
تعريف الزَّلَم: القدح"السهم" الذي لا ريش له.
أنواع الأزلام
1 ـ نوع فيه ثلاثة أسهم، أحدها:[نعم]،وثانيها:[لا]، وثالثها:[غُفْل]،
كانوا يستقسمون بها فيما يريدون من العمل؛ من نحو السفر والنكاح
وأمثالهما.فإن خرج[نعم]عملوا به، وإن خرج[لا]أخروه عامه ذلك حتى يأتوه مرة أخرى، وإن طلع[غفل]أعادوا الضرب حتى يخرج واحد من الأولين.
2 ـ ونوع فيه المياه والعقول والديات"فى القتل".
3ـونوع فيه[منكم]أو[من غيركم]أو [ملصق]،
فكانوا إذا شكوا في نسب أحدهم ذهبوا به إلى هبل، وبمائة درهم وجزور، فأعطوها صاحب القداح، فإن خرج[منكم] كان منهم وسيطًا، وإن خرج عليه[من غيركم] كان حليفًا، وإن خرج عليه[ملصق]كان على منزلته فيهم، لا نَسَب ولا حِلْف.
ثانيا الميسر والقداح:
تعريفه : وهو ضرب من القمار، كانوا يقتسمون به لحم الجزور التي كانوا يتقامرون عليها.
وذلك أنهم كانوا يشترون الجزور نسيئة فينحرونها ويقسمونها ثمانية وعشرين قسمًا، أو عشرة أقسام، ثم يضربون عليها بالقداح، وفيها[الرابح] و[الغفل]، فمن خرج له قدح[الرابح]فاز، وأخذ نصيبه من الجزور، ومن خرج له[الغفل] خاب وغرم ثمنها.
ثالثا: الايمان بأخبار الكهنة والعرافين والمنجمين،
تعريف الكاهن:هو من يتعاطى الأخبار عن الكوائن في المستقبل، ويدعى معرفة الأسرار
انواع الكهنة:
v من يزعم أن له تابعًا من الجن.
v من يدعى إدراك الغيب بفهم أعطيه
ü من يدعى معرفة الأمور بمقدمات وأسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله و هذا القسم يسمى عرافًا: كمن يدعى معرفة المسروق ومكان السرقة والضالة ونحوهما.
ü المنجم:من ينظر في النجوم أي الكواكب، ويحسب سيرها ومواقيتها، ليعلم بها أحوال العالم وحوادثه التي تقع في المستقبل.
والتصديق بأخبار المنجمين هو في الحقيقة إيمان بالنجوم، وكان من إيمانهم بالنجوم الإيمان بالأنواء"ظهور النجم" ، فكانوا يقولون:مطرنا بنوء كذا وكذا.
رابعا الطيرة
v الطيرة:[بكسر ففتح] وهي التشاؤم بالشىء.
· وأصله أنهم كانوا يأتون الطير أو الظبى فينفرونه، فإن أخذ ذات اليمين مضوا إلى ما قصدوا وعدوه حسنًا، وإن أخذ ذات الشمال انتهوا عن ذلك وتشاءموا، وكانوا يتشاءمون كذلك إن عرض الطير أو الحيوان في طريقهم.
· ويقرب من هذا تعليقهم كعب الأرنب.
· والتشاؤم ببعض الأيام والشهور والحيوانات والدور والنساء،والاعتقاد بالعدوى والهامة، فكانوا يعتقدون أن المقتول لا يسكن جأشه ما لم يؤخذ بثأره، وتصير روحه هامة أي بومة تطير في الفلوات، وتقول:صدى صدى أو اسقونى اسقونى، فإذا أخذ بثأره سكن واستراح.