عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 19-04-2011, 03:56 AM   #41
معلومات العضو
بلعاوي

إحصائية العضو






بلعاوي غير متواجد حالياً

الجنس: male

اسم الدولة jordan

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي مثل من يفشي الأسرار الزوجية

مثل من يفشي الأسرار الزوجية


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هَلْ مِنْكُم الرَّجُلُ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ، فَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ، وَأَلْقَى عَلَيْهِ سِتْرَهُ، وَاسْتَتَرَ بِسِتْرِ اللَّهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ثُمَّ يَجْلِسُ بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا فَعَلْتُ كَذَ، قَالَ: فَسَكَتُوا. قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: هَلْ مِنْكُنَّ مَنْ تُحَدِّثُ؟ فَسَكَتْنَ فَجَثَتْ فَتَاةٌ - قَالَ مُؤَمَّلٌ فِي حَدِيثِهِ- فَتَاةٌ كَعَابٌ عَلَى إِحْدَى رُكْبَتَيْهَ، وَتَطَاوَلَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَرَاهَا وَيَسْمَعَ كَلامَهَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَتَحَدَّثُونَ وَإِنَّهُنَّ لَيَتَحَدَّثْنَهُ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا مَثَلُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ شَيْطَانَةٍ لَقِيَتْ شَيْطَانًا فِي السِّكَّةِ فَقَضَى مِنْهَا حَاجَتَهُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، أَلا وَإِنَّ طِيبَ الرِّجَالِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَلَمْ يَظْهَرْ لَوْنُهُ، أَلا إِنَّ طِيبَ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَلَمْ يَظْهَرْ رِيحُهُ.قَالَ أَبُو دَاوُد: وَمِنْ هَا هُنَا حَفِظْتُهُ عَنْ مُؤَمَّلٍ وَمُوسَى: أَلا لا يُفْضِيَنَّ رَجُلٌ إِلَى رَجُلٍ وَلا امْرَأَةٌ إِلَى امْرَأَةٍ، إِلاَّ إِلَى وَلَدٍ، أَوْ وَالِدٍ، وَذَكَرَ ثَالِثَةً فَأُنْسِيتُهَا(1).

شرح المفردات(2):
(فَيَقُول: فَعَلْت كَذَا فَعَلْت كَذَا): أَيْ يُبَيِّن كَيْفِيَّة جِمَاعه وَيُفْشِي مَا جَرَى بَيْنه وَبَيْن اِمْرَأَته مِنْ أُمُور الاسْتِمْتَاع.
(فَجَثَتْ): قَالَ فِي الْقَامُوس: جَثَا كَدَعَا وَرَمَى جُثُوًّا وَجِثِيًّا جَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ.
(فَتَاة): أي: شَابَّة.
(كَعَاب): بِالْفَتْحِ الْمَرْأَة حِين يَبْدُو ثَدْيهَا لِلنُّهُودِ؛ وَهِيَ الْكَاعِب أَيْضً، وَجَمْعهَا كَوَاعِب.
(وَتَطَاوَلَتْ): أي: امْتَدَّتْ وَرَفَعَتْ عُنُقهَا.
(أَلا لا يُفْضِيَنَّ): بِضَمِّ أَوَّله أي: لَا يَصِلَنَّ.
(رَجُل إِلَى رَجُل وَلا اِمْرَأَة إِلَى اِمْرَأَة): أي: فِي ثَوْب وَاحِد، وَالْمَعْنَى لَا يَضْطَجِعَانِ مُتَجَرِّدَيْنِ تَحْت ثَوْب وَاحِد.
(وَذَكَرَ ثَالِثَة): أَي: كَلِمَة ثَالِثَة.

من فوائد الحديث:
1-الحَدِيث يَدُلّ عَلَى تَحْرِيم إِفْشَاء أَحَد الزَّوْجَيْنِ لِمَا يَقَع بَيْنهمَا مِنْ أُمُور الْجِمَاع، وَذَلِكَ لأَنَّ كَوْن الْفَاعِل لِذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ شَيْطَان لَقِيَ شَيْطَانَة فَقَضَى حَاجَته مِنْهَا وَالنَّاس يَنْظُرُونَ مِنْ أَعْظَم الأَدِلَّة الدَّالَّة عَلَى تَحْرِيم نَشْر أَحَد الزَّوْجَيْنِ لِلأَسْرَارِ الْوَاقِعَة بَيْنهمَا الرَّاجِعَة إِلَى الْوَطْء وَمُقَدِّمَاته(3).
2-حرص الإسلام على تحصيل أسباب العفة والطهارة، والحث على صيانة اللسان من الكلام الفاحش والبذيء.
3-أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى عما يثير الغرائز من الأقوال نبه إلى ما يثيرها من الروائح الطيبة فبين ما يخص الرجال من ذلك وما يخص النساء، درأً لأسباب الشر والفتنة.


(1) سنن أبي داود، برقم: (2174). والجامع الصغير وزيادته، 1/ 1300، برقم: (12993)، وصحّحه الألباني، ينظر: صحيح الجامع، برقم: (7037).
(2) عون المعبود شرح سنن أبي داود، 6/ 157.
(3) عون المعبود شرح سنن أبي داود، 6 / 158.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة