عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-04-2011, 12:26 PM   #42
معلومات العضو
بلعاوي

افتراضي الدعاء عند لبس الثوب الجديد


الدعاء عند لبس الثوب الجديد


رب العزة تبارك و تعالى رزقك ثوبا جديدا ، اشتريت ثوبا ، عمامة أو قميصا ، أو سروالا جديدا ، أي ثوب اشتريته أو حتى أكرمك الله حذاءً جديداً ، فيستحب لك أن تدعو بدعاء النبي صلى الله عليه و سلم ، لأن هذا الثوب الذي اشتريته بمالك و فصلته و جئت لتلبسه ، من الذي رزقك إياه ؟ الله طبعا ، تبارك وتعالى ، ومن هنا يجب أن تشكر الله عز و جل ، وأن تعلم أن هذه النعمة إنما هي من الله ، وأن كثيرا من الناس لا يجدونها ، فلا تنسى الله عز وجل ، لأنه يقول : ولإن شكرتم لأزيدنكم ، فالشكر سبب في زيادة النعم .

الدليل
ما رواه أبو داوود و صححه الألباني لحديث ‏ ‏سويد بن نصر ‏ ‏بأنه أخبرنا ‏ ‏عبد الله بن المبارك ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد الجريري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي نضرة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد ‏ ‏قال كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا ‏ ‏استجد ‏ ‏ثوبا سماه باسمه عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول
"اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ كَسَوتَنِيه،أسْألك مِنْ خَيرِهِ وخَيْرَ ما صُنع لَهُ،وأعُوذُ بِكَ مِنْ شرِّه وشَرَّ ما صُنِعَ لَهُ " (1)


قَوْلُهُ : ( إِذَا اِسْتَجَدَّ ) ‏
‏أَيْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا وَأَصْلُهُ عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ صَيَّرَ ثَوْبَهُ جَدِيدًا وَعِنْدَ اِبْنِ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اِسْتَجَدَّ ثَوْبًا لَبِسَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَكَذَا رَوَاهُ الْخَطِيبُ وَالْبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ , فَالْمَعْنَى إِذَا أَرَادَ أَنْ يَلْبَسَ ثَوْبًا جَدِيدًا لَبِسَهُ يَوْمَ الجمعة ‏ .

‏( سَمَّاهُ ) ‏
‏أَيْ الثَّوْبَ الْمُرَادَ بِهِ الْجِنْسُ ‏

‏( بِاسْمِهِ ) ‏
‏أَيْ الْمُتَعَارَفِ الْمُتَعَيَّنِ الْمُشَخَّصِ الْمَوْضُوعِ لَهُ ‏

‏( عِمَامَةً أَوْ قَمِيصًا أَوْ رِدَاءً ) ‏
‏أَيْ أَوْ غَيْرَهَا كَالْإِزَارِ وَالسِّرْوَالِ وَالْخُفِّ وَنَحْوِهَا وَالْمَقْصُودُ التَّعْمِيمُ فَالتَّخْصِيصُ لِلتَّمْثِيلِ بِأَنْ يَقُولَ رَزَقَنِي اللَّهُ أَوْ أَعْطَانِي أَوْ كَسَانِي هَذِهِ الْعِمَامَةَ أَوْ الْقَمِيصَ أَوْ الرِّدَاءَ , وَأَوْ لِلتَّنْوِيعِ , أَوْ يَقُولُ هَذَا قَمِيصٌ أَوْ رِدَاءٌ أَوْ عِمَامَةٌ ‏

‏( أَسْأَلُك خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ ) ‏
‏قَالَ مَيْرَكُ : خَيْرُ الثَّوْبِ بَقَاؤُهُ وَنَقَاؤُهُ وَكَوْنُهُ مَلْبُوسًا لِلضَّرُورَةِ وَالْحَاجَةِ , وَخَيْرُ مَا صُنِعَ لَهُ هُوَ الضَّرُورَاتُ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا يُصْنَعُ اللِّبَاسُ مِنْ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ طَوِيلًا وَسِتْرِ الْعَوْرَةِ , وَالْمُرَادُ سُؤَالُ الْخَيْرِ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ وَأَنْ يَكُون مُبَلِّغًا إِلَى الْمَطْلُوبِ الَّذِي صُنِعَ لِأَجْلِهِ الثَّوْبُ مِنْ الْعَوْنِ عَلَى الْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ لِمَوْلَاهُ , وَفِي الشَّرِّ عَكْسُ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ , وَهُوَ كَوْنُهُ حَرَامًا وَنَجَسًا وَلَا يَبْقَى زَمَانًا طَوِيلًا . أَوْ يَكُونُ سَبَبًا لِلْمَعَاصِي وَالشُّرُورِ وَالِافْتِخَارِ وَالْعُجْبِ وَالْغُرُورِ عِنْدَ الْقَنَاعَةِ بِثَوْبِ الدُّونِ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ اِنْتَهَى . وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى اِسْتِحْبَابِ حَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ لُبْسِ الثَّوْبِ الْجَدِيدِ .

هذا الدعاء إخواني مهم جدا و له بإذن الله أجر عظيم و ثواب جزيل
هل تتصور أن الإنسان إذا دعا بهذا الدعاء يغفر له ما تقدم من ذنبه ؟


(1) الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن القيم - المصدر: صيغ الحمد - الصفحة أو الرقم: 1/53 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4020 خلاصة حكم المحدث: صحيح


التعديل الأخير تم بواسطة بلعاوي ; 05-04-2011 الساعة 12:29 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة