عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-03-2011, 04:05 AM   #36
معلومات العضو
بلعاوي

افتراضي تبشير الكفار بالنار

تبشير الكفار بالنار


حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار

قال صلى الله عليه وسلم :
(
حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار) (1)
رواه الطبراني و قال الألباني هذا السند صحيح ، سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول-الحديث رقم18 .


وقال تعالى :
**
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ **
[‏سورة البينة:‏ آية 6‏]‏

في هذا الحديث فائدة هامة أغفلها الكثير الا من رحم ربي وأغفلتها عامة كتب الفقه, ألا وهي مشروعية تبشير الكافر بالنار إذا مر بقبره.
ولا يخفى ما في هذا التشريع من إيقاظ المؤمن وتذكيره بخطورة جرم هذا الكافر حيث ارتكب ذنباً عظيماً تهون ذنوب الدنيا كلها تجاهه ولو اجتمعت , وهو الكفر بالله عز و جل والإشراك به الذي أبان الله تعالى عن شدة مقته إياه حين استثناه من المغفرة فقال الله جل وعلا في كتابة الكريم:
** ‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏ ** [‏سورة النساء‏:‏ آية 48‏]‏

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم :
"
أكبر الكبائر أن تجعل لِله ندا وقد خلقك " (2) متفق عليه .

وإن الجهل بهذه الفائدة مما أودى ببعض المسلمين إلى الوقوع في خلاف ما أراد الشارع الحكيم منها , فإننا نعلم أن كثيرا من المسلمين يأتون بلاد الكفر لقضاء بعض المصالح الخاصة أو العامة , فلا يكتفون بذلك حتى يقصدوا زيارة بعض قبور من يسمونهم بعظماء الرجال من الكفار ويضعون على قبورهم الأزهار والأكاليل ويقفون أمامها خاشعين محزونين , مما يشعر برضاهم عنهم وعدم مقتهم إياهم , مع أن الأسوة الحسنة بالأنبياء عليهم السلام تقضي خلاف ذلك كما في هذا الحديث الصحيح واسمع قول الله عز وجل :
(
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا ) [‏سورة الممتحنة :‏ آية 6] ...

هذا موقف كتاب الله منهم وهم أحياء فكيف وهم أموات ?!
وروى البخاري ( 1 / 120 طبع أوربا ) ومسلم ( 8 / 221 ) عن ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال لهم لما مر بالحجر :
"
لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين , إلا أن تكونوا باكين , فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم ما أصابهم " .(2)

و قد ترجم لهذا الحديث صديق خان في " نزل الأبرار " ( ص 293 ) بـ " باب البكاء و الخوف عند المرور بقبور الظالمين و بمصارعهم و إظهار الافتقار إلى الله تعالى و التحذير من الغفلة عن ذلك " .

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا و أن يلهمنا العمل به إنه سميع مجيب




(1) الراوي: سعد بن أبي وقاص و عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر:صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3165 خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 25 :
رواه الطبراني ( 1 / 19 / 1) حدثنا علي بن عبد العزيز أنبأنا محمد بن أبي نعيم الواسطي أنبأنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن " عامر بن سعد عن أبيه " قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو ? قال : في النار , فكأن الأعرابي وجد من ذلك فقال : يا رسول الله فأين أبوك ? قال : فذكره . قال : فأسلم الأعرابي بعد ذلك , فقال : لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا : ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار . قلت : وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون .....
(2)الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4477 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(3)الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7263 خلاصة حكم المحدث: صحيح .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة