بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخي الحبيب ومشرفنا القدير(فراس) لقد تشرفنا بمروركم الطيب المبارك وسعدنا أكثر بتعليقاتكم الجميله وبعد:-
أولا :- قولكم اخي الحبيب:-
اود المشاركة لعلمي الخاص باسلوبكم الطيب في الرقية حيث كان لي شرف التعلم منكم اثناء زيارتي لكم وكان القصد من ذلك ايهام المريض بالقراءة لمعرفة صدق الحالة.
نحن هنا في طرحنا للسؤال المذكور بارك الله فيكم لا نتكلم عن إيحاء ولا إيهام المصاب بل طرحنا للسؤال من أجل أن نبين أيهما أفضل القراءه السريه أم القراءه الجهريه ومدى نفع كل منهما ولا نتحدث عن أسلوب أو طريقه فحص0
ثانيا :- قولكم أخي الحبيب :-
الاول القراءة في النفس دون تحريك الشفاه واللسان وهذا لن يسمعه الجن لانه كما قال العلماء من الغيب الذي لا يطلع الله على غيبه احدا.
وهنا أنقل لك ما عنيته بكلامي فيما يخص القراءه السريه
فنعني بالرقيه السريه ان يقرا المعالج على المريض الرقيه بصوت يسمع المعالج فيها نفسه على اقل تقدير مع تحريك اللسان والشفتين بتلك القراءه وهذا الاحتراز الذي ذكرت يخرج من التعريف ما يظن عند البعض ان القراءه من غير صوت او تحريك اللسان والشفتين من انواع القراءه السريه وهذا الامر ليس بصحيح ابدا بل هذا يقال له القراءه القلبيه او التفكر ولا يعد ذلك من الرقيه السريه في شيء وهذا امر معلوم عند الجميع وان كان يخفى على البعض فلا تسمى القراءه قراءه في اصطلاح الشرع حتى يحرك القارئ فيها لسانه وشفتيه ويسمع فيها نفسه 0
ثالثا :- قولكم أخي الحبيب :-
والمعنى الثاني القراءة بتحريك الشفاه واللسان ويلزم ذلك ان تسمع نفسك وهذا لا اعلم ما الفائدة المرجوة منه؟؟ وهو ليس بالسر ولكنه يدعى الهمس
الفائده المرجوه أخي الحبيب أننا نريد أن نبين للناس جواز كلا الطريقتين ومدى النفع بهما فلا يجوزأن نثبت القراءه جهرأ وننفيها سرا فأعلم أخي الحبيب أنه ليس التأثير بالصوت وإنما التأثير بما يقرأه الصوت نفسه فأحيانا تكون القراءه الجهريه أنفع من السريه وأحيانا تكون السريه أنفع اما عن الحالات التي تكون فيها السريه انفع من الجهريه ، والجهريه انفع من السريه ، فاني اذكر هنا قاعده عامه ، يمكن ان يستخرج منها احوال متعدده ، تخطر على بال معالج دون آخر ، الا وهي : ان النفع في القراءه السريه او الجهريه يراد به في نهاية المطاف مقدار النفع الذي يتحصله المريض ، ومقدار مدى طرد العارض ، ومقدار تهيىء الاجواء للمعالج ، فالاحوال التي تجلب راحة المريض واستئناسه وثقته بالمعالج ، والاحوال التي تجلب خشوع القارىء وتدبره وحضورقلبه ، والاحوال التي تظهر اثناء العلاج من مدى تاثر العارض بالقراءه ، كل هذه الامور ترجح كون الجهريه انفع من السريه ، والسريه انفع من الجهريه 0
وللتمثيل على ذلك اطرح هذا المثال : القراءه على الاصم ، فان القراءه الجهريه والقراءه السريه على الاصم تستويان من حيث سماع المريض ، ولكنهما لا يستويان من حيث خشوع وتدبر القارىء فهو اعلم بنفسه ، فمن المعالجين من يكون خشوعه وتدبره بالسر ، ومنهم من يكون بالجهر0
والشيء بالشيء يذكر فاني اطرح على من قال ان الرقيه لا تنفع الا اذا سمعها المريض او العارض مثال الاصم هذا ، فالاصم لا يسمع ما يقرا المعالج فهل يقال انه لا ينتفع بالرقيه هنا ؟
فان قلتم لا ينتفع فعليكم بالدليل 0
أما قولكم :- وهو ليس بالسر ولكنه يدعى الهمس!
فهنا اسمح لي أخي الحبيب بأن أخالفك الرأي فهاهم علماؤنا وفقهاؤنا يسمون بعض الصلواة بالصلاه السريه
وكما هومعلوم عند الجميع بأن القراءه يشترط فيها تحريك اللسان واللشفتان ولذا لم يطلقوا عليها (همسيه) 0
فالقراءه السرية هي : أن يتلو الإنسان ، أن يأتي بالأذكار ، و يحرك بها لسانه بحيث يسمع نفسه ، و لا يسمعه من كان قريبا منه ، فالقراءة السرية لا بد فيها من حركة اللسان . و ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية أنّها تصح و لو لم يسمع نفسه . و ذهب غيره إلى أنّ القراءة السرية لا بد فيها من حركة اللسان ، و لابد فيها من إسماع النفس بحيث لو أنّ أحدا وضع أذنه قريبا من رأس هذا القارئ الذي يقرأ قراءة سرية ، لعرف ماذا يقرأ
نقول : أذكار الصباح و المساء إذا قلتها سرا لا بد أن تحرك بها لسانك ، لا ينفع أن تمر بعينيك على السطور ، و تقول : هذه هي القراءة السرية . هذه لا تسمى قراءة و لا تسمى كلاما في لغة العرب ، القراءة في الكلام في لغة العرب لا بد فيه من حركة اللسان . لذلك ـ كما ترون ـ جاء في الحديث أن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ كانوا يعرفون قراءة الرسول في السرية باضطراب لحيته ، مما يدل أنّ الرسول صلى الله عليه و آله و سلم حتى في السرية كان يحرك لسانه و شفتيه . وهذا مع القدرة و عدم المانع ."
شرح كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه و آله و سلم من التكبير إلى التسليم كأنّك تراها للشيخ الألباني رحمه الله ( ص 202 ) .
هذا والله تعالى أعلم وأحكم