وقوله((يا فاطمة بنت محمد! سليني من مالي ما شئت)):أي:اطلبيني من مالي ما شئت؛ فلن أمنعك لأَنَّه صلى الله عليه وسلم مالك لماله، ولكن بالنسبة لحق الله قال((لا أغني عنك من الله شيئًا)).
فهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم لأقاربه الأقربين: عمه ،وعمته،و ابنته؛ فما بالك بمن هم أبعد؟!فعدم إ غنا ئه عنهم شيئًا من باب أولى ؛فهؤلاء الذين يتعلقون بالرسول صلى الله عليه وسلم ويلوذون به ويستجيرون به في هذا الزَّمن وقبله قد غرَّهم الشيطان واجتالهم عن طريق الحق؛ لأنَّهم تعلَّقوا بما ليس بمتعلّق ؛ إذ الذي ينفع بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم هو الإَيمان به و ا تِّبا عه.
أمَّا دعاؤه والتعلّق به ورجاؤه فيما يؤمل
، وخشيته فيما يخاف منه ؛ فهذا شرك بالله،وهو مما يبعد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن النجاة من عذاب الله.
ففي الحديث امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لأمر ربه قوله تعالى (وَأَنذِر عَشِرَتَكَ الأَ قربِينَ)الشعراء: 214،فإنَّه قام بهذا الأمر أتمَّ القيام؛ فدعا وعمََّ وخصَّص ، وبين أنه ينجي أحًدا من عذاب الله بأي وسيلة، بل الذي ينجي هو الإيمان به و تَّباع ما جاء به.
وإذ كان القُرب من النبي صلى الله عليه وسلم لا يُغني عن القريب شيئَا؛دلَّ ذلك على منع التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم لأنَّ جاه النبي صلى الله عليه وسلم لا ينتفع به إلّا النبي صلى الله عليه وسلم ، ولهذا كان أصحّ قولي أهل العلم تحريم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم.
ص--190--باب قَْولُ اللهِ تَعَالَى:
(أَيشُرِكُونَ مَا يَخلُقُ شُيئًا وَهُم يُخلَقُونَ)
__________________