وفي قوله (لَيسَ لََكَ مِنَ الأَمرِ شَىءٌ):أي :نزلت هذه الآية،والخطاب فيها للرسول صلى الله علية وسلم.و(شَىءٌ): نكرة في سياق النفي؛ فتعم.
قوله(الأًمرِ)؛أي: الشأن،والمراد :شأن الخلق ،فشأن الخلق إلى خالقهم ،حتى النبي صلى الله عليه وسلم ليس له فيهم شيء.ففي خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وقد شُجَ وجهه ،وكسِرت رباعيته،ومع ذلك ما عذره الله_- سبحانه-في كلمة واحدة
كيف يُفلح قوم شجوا نبيهم؟)،فإذا كان الأمر كذلك؛ فما بالك بمن سواه؟فليس لهم من الأمر شيء؛كالأصنام،والأوثان،وال أولياء،والأنبياء؛فالأمر كله لله وحده ،كما أنَّه الخالق وحده،والحمد لله الذي لم يجعل أمرنا إلى أحد سواه؛لأنَّ المخلوق لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرَّا؛ فكيف يملك لغيره؟!
ونستفيد من هذا الحديث أنَّه يجب الحذر من إطلاق اللسان فيما إذا رأى الإنسان مبتلى بالمعاصي؛فلا نستبعد رحمة الله منه،فإنَّ الله تعالى قد يتوب عليه.فهؤلاء الذين شجٌّوا نبيهم لما استبعد النبي صلى الله عليه وسلم فلاحهم؛فيل له
(لَيسَ لََكَ مِنَ الأَمرِ شَىءٌ).
والرجل المطيع الذي يمرُّ بالعاصي من بني إسرائيل ويقول: والله ؛لا يغفر الله لفلان قال الله له: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ قد غفرت له وأحبطت عملك)؛
فيجب على الإنسان أن يمسك اللسان لأن زلَّته عظيمة ،ثم إننا نشاهد أو نسمع قومًا كانوا من أكفر عباد الله وأشدهم عداوة انقلبوا أولياء لله،فإذا كان كذلك، فلماذا نستبعد رحمة الله من قوم كانوا عُتاة؟!
وما دام الإِنسان لم يمت؛ فكل شيء ممكن ،كما أنَّ المسلم –نسأل الله الحماية-قد يزيغ قلبه لما كان فيه من سريرة فاسدة.
فالهم أنَّ هذا الحديث يجب أن يتخذ عبرة للمعتبر في أنَّك لا تستبعد رحمة الله من أي إنسان كان عاصيًا.
ص186-187باب قَْولُ اللهِ تَعَالَى:
(أَيشُرِكُونَ مَا يَخلُقُ شُيئًا وَهُم يُخلَقُونَ)