الموضوع: إأفتوني...؟
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-09-2010, 11:24 PM   #6
معلومات العضو
***
عضو موقوف

Icon56 ما حكم التدخين لمن يعلم أنه حرام ولا يقلع عنه؟.

الحمد لله والصلاة والسلامعلى رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتدخين محرم وله أضرار جسيمة على المدخن وعلى من حوله، وقدسبق بيان هذا في فتاوى سابقة منها الفتويين رقم: 1819،ورقم: 1671 .
والواجب على المسلم الإقلاع عن الذنب والتوبة منه وعدم الإصرارعليه، مع علمه بالتحريم.
وقد قال سبحانه: إِنَّمَاالتَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّيَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُعَلِيماً حَكِيماً **النساء:17**.
قالابنكثير: يقول تعالى: إنما يتقبل اللهالتوبة ممن عمل السوء بجهالة، ثم يتوب ولو قبل معاينة المَلَك لقبض روحه قَبْلَالغَرْغَرَة. وقَالَ قَتَادَةُ: أَجْمَعَ أصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أنَّكُلَّ مَا عُصِيَ بِهِ اللَّهُ فَهُوَ جَهَالَةٌ عَمْدًا كَانَ أوْ لَمْ يَكُنْ،وَكُلَّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ. وَقِيلَ: مَعْنَى الْجَهَالَةِ: اخْتِيَارُهُمُ اللَّذَّةَالْفَانِيَةَ عَلَى اللَّذَّةِ الْبَاقِيَةِ. انتهى.
وإن كان يدخن مع علمه بالتحريم ثم يتوب ثم يرجع مرة أخرىللتدخين فهذه مخالفات تجب التوبة منها، ولا يبلغ فعله هذا أن يكون كبيرة، وأما إنكان يفعل المعصية باستمرار دون توبة، مع عزمه على فعلها مستقبلا فهذا هو الإصرارالذي ذكر العلماء أنه يجعل الصغيرة كبيرة.
ففي فتاوى اللجنة الدائمة: والإصرار هو التصميم على الاستمرار في المعصية، أما إذا فعل المعصيةثم تاب منها توبة نصوحا، ثم غلبته نفسه فعاد إليها، ثم تاب توبة نصوحا وعاد إليهاوهكذا، فلا يعد مصرا.
وقالالغزالي: وقد تعظم الصغائر منالذنوب، فتصير كبيرة لعدة أسباب،منها: الإصراروالمواظبة. ومنها : أن يستصغر الذنب . ومنها : السرور بالصغيرةوالفرح والتبجح بها واعتداد التمكن من ذلك نعمة والغفلة عن كونه سبب الشقاوة.انتهى.
وقد ذكر العلماء أثر الإصرار في تحول الصغيرة إلى كبيرة، ووجهذلك، وصورالإصرار.
قالالقرافي: الصغيرة لا تقدح في العدالة ولا توجب فسوقا،إلا أن يصر عليها فتكون كبيرة، فإنه لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار، كماقال السلف، ويعنون بالاستغفارالتوبة بشروطها، لا طلب المغفرة مع بقاء العزم، فإنذلك لا يزيل كبر الكبيرة البتة.
وقد أوردالزركشيفي عداد الكبائر إدمان الصغيرة: وأما حقيقة التكرارالمشترط في تحقق الإصرار فيعرف من تقسيمالزركشي الإصرار إلى قسمين: أحدهما حكمي: وهو العزم على فعل الصغيرة بعد الفراغمنها، فهذا حكمه حكم من كررها فعلا، بخلاف التائب منها، فلو ذهل عن ذلك ولم يعزمعلى شيء، فهذا هو الذي تكفره الأعمال الصالحة.
والثاني: الإصراربالفعل، وعبر عنه بعضهم بالمداومة أو الإدمان، وعن بعض الشافعية قال: لا أجعلالمقيم على الصغيرة المعفو عنها مرتكبا للكبيرة إلا أن يكون مقيما على المعصيةالمخالفة أمر الله دائما، ونحوه في المغني لابن قدامة.
فعلى هذا المدخن أن يتوب إلى الله وإن ضعف وارتكبالذنب فيعزم عزمة صادقة على عدم العودة إليه ويجاهد نفسه لتركه وليتب إلى الله توبةصادقة، فإن ضعف أحيانا وعاد فليستغفر وهكذا، ولكن لا يقيم على الذنب بلا مجاهدةنفس.
ففي الصحيحين عَنْأَبِي هُرَيْرَةَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: أذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أذْنَبَ عَبْدِيذَنْبًا فَعَلِمَ أنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُالذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِغَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أيْ رَبِّ اغْفِرْ لِيذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أنَّلَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْب، غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّعَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَوَتَعَالَى: أذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُالذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي.
وقالعمر بن عبدالعزيزـ رحمه الله ـ في خطبة له: أيها الناس من ألمَّ بذنب فليستغفر الله وليتب، فإن عاد فليستغفرالله وليتب، فإن عاد فليستغفر وليتب، فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال، وإنالهلاك في الإصرار عليها.
وأعظم ما يعصم من الذنوب هو الخوف من الله، كما بينا في الفتوىرقم: 18074 ،فلتراجع.
وقد بينا أن العود للذنب مرة أخرى ضعفاً مع التوبة عقب الذنبلا يعتبر إصراراًفي الفتوى رقم: 18661 فراجعها،وانظر الفتوى رقم: 20246 ، ففيهابيان أن نية التوبة قبل ارتكاب المعصية تعد من الإصرار الذي تجب منهالتوبة.
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/S...Option=FatwaId

التعديل الأخير تم بواسطة *** ; 24-09-2010 الساعة 12:07 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة