الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي تكلم في ( النكت ) علي قول الترمذي في حديث (( حسن )) ولم يتكلم علي قول الترمذي (( حسن غريب )) . فتأمل
قال الإمام سبط العجمي رحمه الله تعالي في ( حاشيته علي الكاشف 1: 651 ) : واقتصار الترمذي علي تحسين الحديث (( حديث حسن )) فقط دون كلمة (( غريب )) معها : مشعر بتليين أحد رواته .
ولو أضاف إليها كلمة (( غريب )) : لكان يريد الحديث الحسن لذاته .
قلت : وهذا ما أراده الإمام الترمذي رحمه الله تعالي ولهذا قال : وسألت محمد بن إسماعيل ( البخاري ) عن أبي ظلال فقال : هو مقارب الحديث . فتأمل
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالي في ( فتاوي المدينة المنورة ص 14 ) : قوله ( حسن غريب ) فهو واضح ، وهو خلاف قوله حديث ( حسن ) فهو يعني : حسن سنداً غريب من حيث تفرد أحد رواته ، إما تفردا مطلقا وإما تفردا نسبيا .
أما إذا قال في حديث ما ( حسن ) ولم يقرن مع لفظة ( حسن ) لفظة ( غريب ) فهو يعني : حسن لغيره .
قال الشيخ حاتم الشريف : فقول الترمذي مثلاً عن حديث (( حسن غريب )) فهذا يعني أنه حسن لذاته كما قرره أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري ( ت 734 هـ ) في ( النفح الشذي شرح جامع الترمذي ) وكما وافقه عليه الدكتور نور الدين عتر في كتابه ( الإمام الترمذي ) ، وعلي ذلك غيرهما وهو الصحيح الظاهر
ديث : (( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين؛ كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )) .
حسن لغيره :
ورد من حديث جماعة من الصحابة منهم : أنس بن مالك، وأبي أمامة، عتبة بن عبد، وابن عمر .
1- حديث أنس بن مالك .
أخرجه الترمذي ( 586 ) .
قال : حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا أبوظلال، عن أنس بن مالك، به .
وقال : حديث حسن غريب .
وقال : سألت محمد بن إسماعيل1 عن أبي ظلال فقال هو مقارب الحديث قال محمد واسمه هلال .
قلت : هذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات إلا أبوظلال هذا، هو هلال بن أبي هلال،
قال ابن معين : ضعيف، ليس بشيء .
وقال الآجري : سألت أبا داود عنه فلم يرضه وغمزه .
وقال النسائي : ضعيف .
وقال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات .
وقال ابن حبان : شيخ مغفل لا يجوز الاحتجاج به بحال يروى عن أنس ما ليس من حديثه .
وقال ابن حجر : ضعيف .
2- حديث أبي أمامة، وعتبة بن عبد .
أخرجه المحاملي في (( الأمالي )) ( 493 ، 494 )، والطبراني .
من طريق الأحوص بن حكيم، حدثني عبد الله بن غابر، عن أبى أمامه الباهلي، وعتبة بن عبد، عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يقول (( من صلى صلاة الصبح وهو في جماعة ثم ثبت حتى يسبح لله سبحة الضحى كان له كأجر أجر حاج ومعتمر تاما له حجه وعمرته )) .
قال الهيثمي في (( المجمع )) ( 10 / 104 ، 105 ) : رواه الطبراني، وفيه الأحوص بن حكيم وثقه العجلي وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف لا يضر .
قلت : إسناده ضعيف؛ الأحوص ضعيف .
وأخرجه الطبراني في (( الكبير )) ( 8 / 178 )، وفي (( مسند الشاميين )) ( 885 ) .
قال : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحراني، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن موسى بن علي، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (( من صلى الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فركع ركعتين، انقلب بأجر حجة وعمرة )) .
قال المنذري في (( الترغيب )) ( 1 / 236 ) : رواه الطبراني وإسناده جيد .
قلت : وهذا الإسناد ضعيف؛ القاسم هو ابن عبد الرحمن، قال ابن حجر : صدوق يغرب كثيرا .
3- حديث ابن عمر .
أخرجه الطبراني في (( الأوسط )) ( 5602 ) .
قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا محمد بن عمر الهياجي، قال : حدثنا الفضل بن موفق، قال : حدثنا مالك بن مغول، عن نافع، عن ابن عمر، قال : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة، وقال : (( من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة كانت بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين )) .
قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن مالك بن مغول إلا الفضل بن موفق .
وقال المنذري في (( الترغيب )) ( 1 / 236 ) : رواه الطبراني في الأوسط، ورواته ثقات إلا الفضل بن موفق، ففيه كلام .
قلت : إسناده ضعيف؛ الفضل، قال ابن حجر : فيه ضعف .
وبالجملة فالحديث يرتقي إلى الحسن بهذه الطرق، فإنها وإن كانت ضعيفة، ولكن ضعفها لم يشتد، والله أعلم