زوجي مشكلتي ..، تزوجته على أنه إنسان ملتزم ولكن تبين لي فيما بعد أنه يؤخر الصلوات. وقد أصابني الفتور، وكثرت الخلافات بيننا فكثيرا ما تفوته صلاة الفجر كليةً بطلوع الشمس، لا يحضر المحاضرات، ولا يقرأ القرآن إلا في الشهر مرة واحدة، ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر و لا يعين على الطاعة ولا يذكر بالآخرة ماذا أعمل معه ؟؟
الجواب
الأخت الكريمة...
شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم "
أرجو أن لا يتحول التدين لديك إلى وظيفة إدارية أو حركات عملية بعيدة عن روح التدين الفعلي والطمأنينة القلبية التي تملأ قلب الإنسان بالرحمة والرأفة والمحبة.
التدين أيتها الأخت الكريمة هو في مجملة عبارة عن أخلاق كريمة مع الله ومع عباده. اسمحي لي أن أقول لك بأن خلافاتك مع زوجك هي أبعد ما تكون عن الالتزام والتدين... بل إنك تهدمين حياتك وبيت الزوجية بيديك بحجة القيام بأمور الدين وهذا من الغبن العظيم.
&ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه& كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهل زوجك إلا أحق الناس بهذا الرفق منك.
كوني لينة معه بالكلام والمعاملة والنصيحة والتذكير، لا يأخذك الغرور بالالتزام فتحبط أعمالك من حيث أردت الإحسان.. قد لا تشعرين بذلك ظاهرياً لكنه ليس بالضرورة أن لا يكون موجوداً.
الالتزام الظاهري أو الالتزام المخادع يصاب به مع الأسف الشديد بعض الأخيار من الشباب والفتيات، إذ يكون الشاب ملتزماً في ظاهره في إطلاقه اللحية وتقصيره لثوبه ولكنه لا يصلي الفجر إلا في الضحى أو أن يكون والداه أبعد الناس عن إحسانه وبرّه أو أن مجالسه لا تغيب عنها النميمة أو الغيبة أو القول السيّئ...
وبعض الزوجات أيضاً يظهر من لبسها وشكلها إذا خرجت من بيتها ما يدل على التزامها من احتشام وحرص على الحجاب حتى في لبس القفازين ولكنها مع الأسف الشديد لا تتواني في مخاصمة زوجها مرات ومرات في اليوم الواحد.
كل هذه المظاهر تتعارض صراحة مع الالتزام الحقيقي ومع التدين الذي يحبه الله. الادعاء بالالتزام بالشكل أو بالمظهر لن يغني عنا من الله شيئاً... تماماً كمن يدعي حب الله ورسوله وهو يعصيهما صباح مساء.
المرأة المسلمة والملتزمة حقيقة هي التي تعلم وتوقن تمام اليقين أن حسن التبعل للزوج هو سبب رئيس في دخول الجنة وإن كان ذلك في نظر الرجال عملاً ليس بالعسير أو الصعب ولكنه في حقيقته أثقل عليهن من الجبال والتجارب تبرهن ذلك.
الزوج هو جنة المرأة أو نارها.. ولكن أغلب النساء المتدينات لا يفهمن ذلك أو ربما لا يردن أن يفهمنه مع الأسف الشديد..
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه [لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها] لما له من الحق العظيم عليه. وفي الحديث الآخر الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح]. ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي صححه الألباني عليه رحمة الله [إذا صلت المرأة خمسها،وصامت شهره، وحصنت فرجها وأطاعت زوجها دخلت الجنة] وفي رواية أخرى "قيل لها ادخلي من أي أبواب الجنة شئت".
أيتهاالأخت الكريمة..خلافاتك المستمرة مع زوجك تتعارض تعارضاً كاملاً مع التزامك وتدينك حتى لو كان زوجك لديه بعض التقصير، التزام الزوجة الحقيقي وتدينها الصافي هو حسن التبعل للزوج..حسن الأدب مع الزوج..حسن القيام بأمور الزوج...
أنت تشكين التقصير لدى زوجك تجاه بعض واجباته الشرعية... فهل حاولت علاج مثل هذا التقصير أو تغييره بأسلوب غير تقليدي بل يكون مشكلاً أو مغلفاً بطابع زوجي مميز.. ويكون مختلفاً جذرياً عن الأساليب التقليدية المتبعة عادة في تعديل السلوكيات أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هل فكرت يوماً في إيقاظ زوجك لصلاة الفجر من دون خصام؟ هل تطبعين عليه قبلة حارة أو ضمة حانية ملؤها الحب والشوق وأنت تأمرينه بالصلاة..أوأي فعلٍ للخير آخر...؟ هل فكرت بوضع برنامج تشرفين عليه أنت لقراءة القرآن مع زوجك بوضعية زوجية خاصة تحببه وتشوقه للقراءة...مثل هذه الأعمال الحانية هي بالفعل قمة الدعوة بالتي هي أحسن، هي بالفعل سر نجاحك مع زوجك إذا أردت له الصلاح. هو سوف يحب الصلاة ويحب فعل الخير إذا جاءه الأمر بها بطريقة زوجية خاصة...و إلا ما الفرق أن يكون الآمر هو الزوجة أو أي أحد من الناس.
إذا أحب الزوج زوجته وأحب عملها معه وحسن لطافتها له أحب كل عمل يسعدها فلا تبخلي على زوجك بحسن التبعل ابتعدي كل البعد عن المخاصمة والمشاجرة وأنت عرفت حقه عليك وعظم حرمة فعل ما يوجب سخطه.
وفقك الله وأصلح حالكما،،،
د . محمد بن عبد الرحمن السعوي
لعل حالة الاخت السائلة تشبه حالتك فنقلتها والله من وراء القصد
http://islamtoday.net/istesharat/quesshow-70-25860.htm