قالت :
أريد زيارتها حتى و إن كانت مسافة المستشفى بعيدة جدا فزيارة المريض واجبة ..
لم يكن غريبا أن كنت أشعر باشراقة قلبها الطيب قد طفحت فزينت منها المحيا
حسن خلق و طيبة قلب و عمل تبتغي به وجه الله
قلت في نفسي
بوركت من امرأة جمع لها طيب الخصال
تركتنا لساعات ثم عادت و علامات التعب بادية عليها و قد رسمت آثارها بقوة مشقة الطريق لكنها لم تكن تبال
قالت لنا :
سبحان مغير الأحوال
كدت أن لا أعرفها
فقد تغيرت ملامحها بشكل عجيب
أتلك فلانة التي نعرفها ؟!!
ثم أردفت:
لم أستطع تجاهل نظراتها التي كانت تتبعني
و كأني بتمتماتها التي كانت تبعثها رسالة تريدني اكتشاف محتواها و لا تريد لغيري قراءتها
كان واجبي أن تقدمت منها مذكرة
فاستحظرت أفضل ما أعرفه عن فضل المبتلين و أجر الصابرين و فوز المحتسبين..
فلم تستطع حنق عبراتها التي سالت منهمرة
رق قلبي فأمسكت بيدها ودعوت الله لها في سري
قالت:
أتدرين بما دعوت لها يا زهراء ؟
لقد سألت الله إن كانت سبب إصابتها دعوتي عليها
أن يسامحها و يتجاوز عنها .. فقد سامحت و تجاوزت
و زدت أن دعوت لها بالهداية
نعم لقد دعوت لها بالهداية
أليس الله من هدى سحرة فرعون
فانقلبوا مؤمنين
هناك لم أتمالك نفسي فضممتها بحرارة و التزمتها
و الذي رفع السماوات بغير عمد
لقد جاءنا خبر شفائها فجأة فتعجبنا تعجب الأطباء من ذلك
لقد توقف النزيف فجأة كما بدأ فجأة
و كانت أختنا المظلومة أول من بشر بذلك بقدرة الله و قدره
و الله لقد أصبنا بذهول عند سماع الخبر
فاندفعنا ساجدين لله بعد أن أرانا عظيم قدراته و بليغ اعجازه
الله أكبر
ما أقرب دعوة المظلوم و ما أسرع استجابتها
الله أكبر
كما استجاب للمظلوم عندما دعا على الظالم
الله أكبر
عندما ثبتت الظنون و تحققت القرائن
و اعترفت الساحرة بلسانها عن أفعالها