الفكرة (6): مشاعل ثلاثة ينبغي التركيز عليها في بناء الأفراد:
قذف النبي r في قلوب صحابته رضي الله عنه هذه المشاعل الثلاثة فأشرقت بها وانطبعت عليها:
1- قذف في قلوبهم: أن ما جاء به هو الحق، وما عداه هو الباطل: **فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ**
[النمل: 79] «عظمة الرسالة».
2- وقذف في قلوبهم: أنهم ما داموا أهل الحق، وما داموا حملة رسالة النور وغيرهم يتخبط في الظلام؛ فهم إذًا يجب أن يكونوا أساتذة الناس: **كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ**
[آل عمران: 110] «الاعتزاز باعتناقها».
3- وقذف في قلوبهم: أنهم ما داموا مؤمنين بهذا الحق معتزين بانتسابهم إليه فإن الله معهم؛ يعينهم ويرشدهم وينصرهم ويؤيدهم إذا تخلى عنهم الناس: **وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ** [الروم: 47] «الأمل العظيم في تأييد الله».
الفكرة (7): خطوات كي يصبح الدعاء وسيلة دعوية مؤثرة في المدعو:
1- النية الصالحة: «هداية المدعو إلى الله».
2- ادع وأنت موقن بالإجابة: «إصلاح المدعو».
3- كرر الدعاء: «أن يفتح على قلبه».
4- أحضر قلبك في الدعاء: «أن يكون القلب غير منشغل بغير الله».
5- تحري أوقات الإجابة: «وخاصة عند السجود، وقت السحر».
6- قدّم بين يدي دعائك له عملاً صالحًا: «صدقة مثلاً».
7- التأدب بآداب الدعاء: وخاصة حمد الله تعالى والثناء عليه، وأنه الهادي إلى سواء السبيل، ثم يصلي على النبي r ... الخ.
8- صل صلاة الحاجة.
* قال r: «اللهم اهد دوسًا وائتِ بهم»([1]).
* وقال r: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون»([2]).
* وقال r: «اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك»([3]).
فأثر الدعاء في المدعوين؛ فهداهم الله إلى دينه.
الفكرة (8): أربع مميزات تجعل الوتر قبل النوم أفضل:
1- النوم على طهارة.
2- ختم نهاية اليوم بصلاة ودعاء وذكر.
3- دعوة صامتة لأهل البيت لإحياء هذه السنة والتعريف بها.
4- تطبيق سنة أداء النافلة في البيت.
* وهذا كله لمن لا يرجو القيام آخر الليل.
الفكرة (9): كيف تُطبق حديثًا نبويًا؟ «نموذج مقترح»:
الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله r قال:«من تطهَّر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تمحو خطيئة، والأخرى ترفع درجة»([4]).
خطوات لتنفيذ الحديث في الواقع:
1- تعرَّف على مميزات الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه واقتد بها.
2- جدَّد الوضوء لكل صلاة – فهو أفضل – واجعله في بيتك.
3- تعلَّم صفة الوضوء الكاملة من خلال حضور درس فقهي أو قراءة كتاب يتعلق بذلك.
4- استحضر أن بيتك مكان للعبادة؛ ومنه أداء الوضوء فيه.
5- المشي إلى أماكن الخير – ومنها المساجد – طاعةٌ لله تعالى؛ فاغتنم هذه الجارحة في تحصيل الثواب.
6- احتسب هذه الخطوات في ذهابك وإيابك من المسجد.
7- صل ركعتين بعد كل وضوء، ولك الجنة.
8- اغتنم ممشاك إلى المسجد بالدعاء أو الذكر أو قراءة القرآن؛ فتكون قد اغتنمت الوقت الواحد في أكثر من عبادة.
9- احمِد الله على نعمته وفضله؛ إذ رتب الأجر الجزيل والثواب العظيم على العمل اليسير.
10- انقل لهذا الحديث إلى غيرك ولك أجر الدعوة.
* من فضل الله على عباده أنه جعل الثواب الجزيل على أداء الصلاة في الجماعة؛ يبدأ هذا الثواب من تعلق القلب بالمسجد، فالمشي إليه لأداء الصلاة فيه مع الجماعة حتى يفرغ العبد من الصلاة، بل ويستمر حتى يصل المصلي إلى بيته.
([1]) البخاري (2937)، ومسلم (2524).
([2]) الضياء في الأحاديث المختارة 10/14، وعند البخاري (3477) بلفظ «اللهم اغفر».
([3]) الترمذي في المناقب (3681)، وأحمد 2/59.
([4]) رواه مسلم(666).