عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-05-2010, 12:24 AM   #5
معلومات العضو
***
عضو موقوف

افتراضي

نص السؤال :

(الأصل في العبادة المنع ، والأصل في العادة الإباحة) أرجو الإيضاح مع الأمثلة وشكرا
الجواب :

المقصود من العبادة: تهذيب النفس بالتوجه إلى الله، والخضوع له، ولانقياد لأحكامه بالامتثال لأمره، فلا تصدر إلاّ عن طريق الوحي بنوعيه: الكتاب الكريم، وسنة النبي المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، قال تعالى: ** وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى **النجم3-4.

أو بما يقره الله من اجتهاده -صلى الله عليه وآله وسلم- فقد جاء في الصحيح: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، أما الأمور العادية التي تجري بين الناس لتنظيم مصالحهم الدنيوية، فالمقصود منها: التوجه إلى إقامة العدل بينهم، ودفع الضرر، فيجوز فيها الاجتهاد فيما لم يرد فيه نصّ، لتحقيق العدل، ودفع الضرر.

ولا خلاف بين الفقهاء في اشتراط النية العبادات لخبر: (إنما الأعمال بالنيات)، والحكمة في إيجاب النية فيها: تمييز العبادة عن العادة،وتمييز رتب بعض العبادات بعضها عن بعض، ولهذا قالوا: تجب النية في العبادة التي تلتبس بعادة.

فالوضوء والغسل يترددان بين التنظيف والتبرد والعبادة، والإمساك عن المفطرات قد يكون للحمية والتداوي، وقد يكون لعدم الحاجة إليه، وقد يكون لعدم الحاجة إليه، وقد يكون للصوم الشرعي، والجلوس في المسجد يكون للاستراحة، ويكون للاعتكاف، ودفع المال للغير قد يكون صدقة تطوع وقد يكون فرض الزكاة.

فشرعت النية لتمييز العبادة عن غيرها، والصلاة قد تكون فرضاً، أو نفلاً، فشرعت النية لتمييز الفرض عن النفل.

أما التي لا تلتبس بعادة، كالإيمان، بالله والخوف، والرجاء، والأذان، والإقامة، وخطبة الجمعة، وقراءة القرآن والأذكار فلا تجب فيها النية لأنها متميزة بصورتها.

الشيخ الاستاذ الدكتور محمد بن عبد الغفار الشريف
http://www.dralsherif.net/Fatwa.aspx...ID=4&RefID=399

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة