الموضوع: وقرن في بيوتكن
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-03-2010, 08:43 PM   #1
معلومات العضو
أحمد الجبلي

افتراضي وقرن في بيوتكن

لا زال الكثير من الناس، بما فيهم بعض الإسلاميين، يعتقد أن المرأة لا تخرج إلا لضرورة قصوى، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى: ( وقرن في بيوتكن) وينسون تتمة الآية ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) وقد اختلف العلماء في تفسير الآية فذهب البعض إلى أنها من الوقار، وذهب البعض الآخر إلى أنها من القرار، كما اختلفوا هل هي خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم كما في سياق الآية أم هي عامة للنساء؟ وحتى لو افترضنا عموميتها فهي لا تمنع المرأة من الخروج لقضاء حاجاتها من عمل وتعلم وجهاد ودعوة.

هذه الآية تؤكد على الواجب الطبيعي المنسجم مع الفطرة التي خلقها الله في المرأة وهو الاستقرار في البيت أي الدور التربوي للمرأة باعتبار أن الجزء الأكبر من العملية التربوية يقع على عاتق الأم، كما تدل الآية على نهي المرأة عن التبرج. وإننا نتساءل هل تبرج المرأة المسلمة في بيتها ممنوع، أم هو من حسن التبعل؟

إن التبرج المحرم هو بلا شك تبرج المرأة خارج بيتها، فيكون معنى الآية أن على المرأة المسلمة أت تقر في بيتها لتقوم بواجبها، فإن خرجت لمبرر شرعي فعليها ألا تتبرج في خروجها تبرج الجاهلية الأولى، وكما قال الشيخ راشد الغنوشي: " إن خروج المرأة من بيتها لأداء واجب شرعي يكون واجبا، وإن خروجها لأمر مستحب يكون مندوبا، وإن خروجها من أجل أمر مباح يكون مباحا، وإن خروجها من أجل ارتكاب مكروه أو حرام يكون حراما أو مكروها، وبالتالي فإن خروج المرأة من بيتها للمشاركة في العمل الإسلامي يأخذ حكمه من الحكم الشرعي."

وإن الآية في حقيقتها موجهة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ ابن حجر: قوله تعالى: ( وقرن في بيوتكن) فإنه أمر حقيقي خوطب به أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا كانت أم سلمة تقول: " لا يحركني ظهر بعير حتى ألقى النبي صلى الله عليه وسلم". ومما يؤكد أن أمر القرار في البيوت خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم أن عمر بن الخطاب ظل يمنعهن من الحج ولم يأذن لهن إلا في آخر حجة حجها، قال الحافظ ابن حجر: "وكأن عمر رضي الله عنه كان متوقفا في ذلك ثم ظهر له قوة دليلها فأذن لهن في آخر خلافته"

ولو كانت الآية موجهة لعامة نساء المسلمين لما وجدنا مجموعة من النصوص التي تبين مشاركة المرأة ولقاءها الرجال، وكيف أن القرار في البيوت لم يمنعهن من المشاركة في النشاط الاجتماعي في عصر الرسالة. وقد ذهب العلامة المغربي عبد الحي الكتاني أبعد من ذلك حيث يعتبر أن الأنصارية التي ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له: يا رسول الله لقد غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما نتفقه فيه. اعتبر هذا التجمع النسوي عبارة عن جمعية نسوية متحركة في المجتمع. ولا نظن أن الجمعية النسوية ستتحرك في البيوت، وبالتالي أنى لها أن تسمى جمعية إن لم تكن فاعلة داخل أروقة المجتمع بكامله.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة