صار التعدد حديث الساعة عند رجال بلدي..وربما في كل البلاد العربية . فصار يشكل هاجسا وهستيريا للكثير. كما يشكل الحلم المزعج الذي يقض مضجع الكثير من النساء.
فكيف نفهم التعدد؟ هل تعدد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل تعدد باقي الرجال؟ ألم يعدد الرسول الكريم إلا بعد ما ماتت زوجته الأولى وقد حزن على فراقها حزنا شديدا طال سنتين. وبعدها بأمر من الله تزوج أول أرملة في الإسلام وهي أمنا سودة بنت زمعة وعمرها خمس وخمسون سنة.
ألم يكن تعدد رسول الله إما لأسباب سياسية أو اجتماعية أو من أجل حقن الدماء وإما من أجل إبطال حكم شرعي أو تكريم أهل بلد ما ...
لماذا تطالب بعض النساء بالطلاق في حالة تزوج عليها زوجها من أخرى؟ هل من حقها ذلك؟ أليس التعدد شرع الله؟ هل هذه المرأة تعد عاصية وناكرة لآية قرآنية ولمعروف من الدين بالضرورة.
هل معنى التعدد هو أن يعمل الرجل عملا إحسانيا وخيريا كأن يتزوج من عرجاء أو عمياء أو من العانس التي تأخر عنها قطار الزواج حتى لا تكون فتنة وحتى لا تشيع الفاحشة؟ وهل من حقه أن يعدد لمجرد أن واحدة لا تكفيه؟
لماذا يرى بعض الرجال التعدد فقط من الشابة صاحبة الثمانية عشرة خريفا والحسناء صاحبة العيون الزرقاء والقد الحسن. لماذا لا يكون التعدد من أم الأيتام التي مات زوجها وترك لها أربعة أطفال أو ستة يحتاجون لمعيل ولتربية وإنقاذ؟
حتى قيل أن أحد الإخوة المؤمنين قال لزوجته: أنت تعلمين أنني رجل مؤمن يحب الله ورسوله ولذلك أريد أن أقوم بحسنة أثاب عليها إن شاء الله. فقالت الزوجة: وما هي هذه الحسنة التي تنوي القيام بها؟ فقال الزوج: إن شاء الله أريد الزواج من أخت مؤمنة من البوسنة. وبما أن زوجته تعلم أن نساء البوسنة شقراوات وجميلات ومالحات. قالت له: سبحان الله.. كنت أعلم أنك رجل مؤمن وتريد أن تقوم بحسنة تثاب عنها إنشاء الله. ولذلك سبقتك وجئتك بامرأة من الصومال.
وهنا السؤال: نعم، هل التعدد لا يجوز إلا بامرأة شقراء وحسناء من البوسنة؟ ألا يحق التعدد من امرأة سوداء البشرة من الصومال البلد المسلم الذي يعاني الويلات من جراء الحرب والمجاعة وموت الرجال.
أرجو من الإخوة كما من الأخوات أن لا يبخلوا أو يبخلن علينا من مداخلاتهم ومداخلاتهن حتى نسلط الأضواء على موضوع حساس كهذا. ونميز بين ما أجازه الشرع وما أجازه الهوى وما تهوى الأنفس؟