بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الاخت الفاضله (ام سلمى) حفظها الله تعالى :
سرني اختتي الكريمه مداخلتكي على موضوع الطب النبوي ميادينه وأعجازاته للشيخ مجدي ابو عريش وقد رأيت انها غير دقيقه وبحاجه الى توضيح ورفع الاشكال الذي حصل فقد قمتي بالاعتراضات التاليه :
1- قولك لايصح تسمية القرآن الكريم بالمواد المقدسه وجاء اعتراضك على الامر من ناحيتين
* الناحيه الاولى: من ان المواد او الماده شيئ محسوس ولا يجوز ان يطلق على القران الكريم فالقران الكريم كلام الله غير مخلوق
* الناحيه الثانيه : قولك انه لا يجوز ان يسمى القران الكريم بالمقدس وقد ذكرت لذلك سببين
الاول : انه لم يرد في القران ولا في السنه الصحيحه تسمية القران بالمقدس
الثاني: ان القران لم يكن محرفا قبل حتى يسمى مقدسا
2- قولك في كلام الشيخ ( الطب الروحي - أو ال****** - وهو متعلق بالأمور غير المرئية من الأمراض وأسبابها ، والتي تعالج بالمواد المقدّسة (هي الماده المطهره المنزله كالقران اوالتي دل عليها الوحي المنزل كالدعاء باسماء الله الحسنى )، وهناك من يلحق بهذا الطب ال****** الشريف علوم الفلك والسحروالشعوذه رغم بطلان هذه العلوم وتحريمها) ذكرت ان الامراض الروحيه لها تاثير منظور وملموس وان اعراضها ظاهره لذا لا تسمى روحيه 0
وتوضيح الامر يكون على النحو التالي :
الاول: رفضكي تسمية القران بالمقدس يقال فيه : *القران الكريم صفة الله تعالى والله تعالى مقدس وقدوس ثابت بالنص الشرعي قال تعالى((هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر))سورة الحشر وقال تعالى((يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم)) الجمعه0
* تسمية القران بالمقدس يعني انه المطهر من العيوب وهو كذلك لانه كلام الله لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكبم حميد، ولا يعنى بالمطهر انه كان محرفا ثم تم تطهيره كما ذكرت في قولك فهذا لا اساس له ولا صحه ، فالله تعالى قدوس وهل كان معيوبا ثم تطهر عن عيبه حتى سمي قدوسى حاشى وكلا ، ولا ان كل من سمي مقدسا انه قد سبق وان كان معيوبا0
الثاني: تسمية القران الكريم بالمواد يقال فيه:
*كلمة مواد والتي هي جمع ( ماده ) لقد قمت بحمله على معنى لم يرده الكاتب للمقال فقد تم حمله من قبلكي على تعريف الماده عند اصطلاح اهل العلوم والذي يعنى به المحسوسات
وقد اراد به الشيخ المعنى اللغوي وليس المعنى الاصطلاحي عند اهل العلوم فمعناه في اللغه من مد- يمد- مدا وهو كل امر مستمد ويراد به الشئ فقول الشيخ مواد مقدسه يعني شيئ مقدس ، وهذا يشبه تماما اطلاق لفظ شيئ على القران الكريم فقد يعترض بعضهم على تسمية القران بالشيء لقوله تعالى ((خالق كل شيء )) وعليه فان القران الكريم مخلوق وهي حجة بشر المريسي وقد ردها عالم السنه المشهور عبد العزيز الكناني في كتابه ومناظرته المشهوره (الحيده) فيقال هنا ان الشيئ يراد به الذات فقولنا القران شيء اي ذات غير مخلوق ومن حمل الشيء على المحسوس كما فعل بشر المريسي فهذه مغالطه لا تجوز0
ثالثا: اما اعتراضك على كلمة الطب الروحي وان للأمراض الروحية لوجدنا لها تأثير منظور وملموس وأيضاً أعراضها ظاهرة ولكن سببها أحدتثه روح (إلتباس الجن بالإنس وكلاهما روح)
يقال فيه: تسمية هذه الامراض بالامراض الروحيه ومعالجتها بالطب الروحي تسميه درج عليها علماؤنا منهم ابن القيم وابن التين وغيرهم رحمهم الله جميعا ، وقد اخذت التسميه بالروح من متعلقين :
الاول: من جهة اسباب هذه الامراض واسبابها الارواح (الجن والشياطين)
الثاني: العلاج (بالروح ) وهو القران الكريم وقد ورد في الشرع تسمية القران الكريم بالروح في قوله تعالى(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِه مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) الشورى 52
ولا دخل للامراض في التسميه نعم يحدث من هذه الامراض اعراض محسوسه مرئيه فهذا خارج عن جهة تعلق التسميه ، فالتسميه حاصله بسبب هذه او بسبب علاجها الروحي وعليه فتستقيم عبارة الشيخ حفظه الله0
هذا والله تعالى اعلم واحكم