الوسائل العلمية [المؤثرة] لتربية الأبناء:

علينا أن نقف لنذكر كيف نحقق الجوانب السابقة، ولتطبيق ما ذكرنا فإن هناك عدة وسائل تعرف بوسائل التربية المؤثرة وهي:
1ـ التربية بالقدوة:
فالطفل حين يجد من أبويه ومربيه القدوة الصالحة فإنه يتشرب مبادئ الخير والتربية بالقدوة تكون بقدوة الأبوين، وقدوة الرفقة الصالحة، وقدوة المعلم، وقدوة الأخ الأكبر.
2ـ التربية بالعادة:
إذا توفر للطفل عامل التربية وعامل البيئة مع الفطرة السليمة المولود بها فإن ذلك له أثره الطيب ونشأته النشأة الصحيحة والتربية بالعادة تكون بالتقليد والتعويد.
3ـ التربية بالملاحظة:
ويقصد بها أن يلحظ الوالدين ابنائهما ويراقبا حركاتهم وسكناتهم، فإذا أخطأوا أرشدوهم ، وإذا فعلوا معروفًا شكروا لهم صنيعهم.
4ـ التربية بالمثوبة:
اللين والرحمة والرفق هي الأصل في معاملة الابناء، ولكن في حال الخطأ فلا بد من استعمال العقوبة الغير مهينة ليكون الولد متزنا نفسيًا وانفعاليًا، ولا بد أيضًا من التدرج في العقوبة.
وتأتي حكمة المربى في استعمال أساليب العقوبة واختيار الأصلح منها، فهذه الوسائل تتفاوت بتفاوت الابناء ذكاءً وثقافة وحساسية ومزاجًا، فمنهم من تكفيه الإشارة البعيدة ويرتجف لها قلبه، ومنهم من لا يردعه ذلك ! ومنهم من يصلحه الهجر، ومنهم من ينفعه التأنيب، ومنهم من لا بد من تقريب العصا منه حتى يراها على مقربة فينزجر.
ويجب على الوالدين تجنب الضرب لا سيما في حالة الغضب الشديد مخافة إلحاق الضرر والأذى، وإذا رأى الوالد انصلاح حال ولده بعد العقوبة فعليه أن ينبسط له ويتلطف معه ويبش في وجهه ويشعره أنه ما قصد من العقوبة إلا صلاحه.
نصائح ذهبية ..للسعادة الأسرية:
بمقدار دقة كلا الزوجين في حسن اختيار شريك الحياة يتحقق في النسل الآثار التربوية الصالحة للوراثة ويعصم من آثارها السيئة -بإذن الله تعالى- وتجنيب الأسرة الكثير مما يظهر لدى الأطفال من صفات وراثية سيئة.
الرؤية المشتركة في تربية الأبناء تستلزم من الزوجين التعرف على طبيعة المرحلة العمرية الموجود فيها الابن ونوع هذا الابن لأن كل مرحلة عمرية لها خصائصها ومميزاتها التي تميزها عن غيرها، ولها -أيضاً- مطالبها التي تختلف عن غيرها من المراحل، فمثلاً مرحلة الطفولة لها خصائص ومطالب تختلف عن مرحلة المراهقة، وكذلك الولد يختلف عن البنت في الخصائص ومراحل النمو، ومن حسن رعاية الزوجين للأبناء التعرف على ما ذكرنا لتحقيق التربية المنشودة والصحة النفسية للأبناء والبنات.
يجب على الآباء الانتباه الى ما يصدر عنهم من أقوال وأفعال أمام الأبناء.
بالسكينة والمودة والتراحم يشيع الاستقرار النفسي؛ فتكون الزوجة قرة عين لزوجها، كما يكون الزوج قرة عين لزوجته.
أما المودة: فهي شعور متبادل بالحب يجعل العلاقة قائمة على الرضاء والسعادة ..
أما الرحمة: هي أساس الأخلاق العظيمة في الرجال والنساء على حد سواء،فعندما تقوم البيوت على الود المتصل، والتراحم الحاني فإن الزواج يكون أشرف النعم، وأبركها أثرًا.
استقرار البيوت واستمرارها راسخة لا تتأثر بريح عاتية ولا تتزعزع لظروف مفاجئة تهز البنيان وتعود الأركان مبناها على أمرين اثنين هما: التفاهم والحب؛ والحب هو سبيل التفاهم. إذًا: تفاهم وحب = بيت سعيد مستقر .. فمن أحب زوجته وعاشرها بالمعروف يكون له ذرية صالحة تنشأ في دفء العلاقة الحميمة بين أبوين متحابين متراحمين, في إطار أسري قوي البنيان ومجتمعً متين الأركان.