الأخت الكريمة ميزونانا
السلام عليك ورحمة الله وبركاته,
لا بأس عليك وشفاك الله وعافاك.
للأسف لم أتمكن من رؤية مشاركتك لأن الأخوان الأفاضل قاموا بمسحها للالتزام بقوانين المنتدى التي تمنع وجود الايميل ورقم الهاتف ومن المؤكد انك لم تعلمين ذلك الشيء.
لكن استنبطت أن لديك استفسار أو تعليق على حالتك المشابهة لحالتي. وفهمت أن الشيخ قال لك أن حالتك تتكون من سحر ومس. وقد قيل لي نفس الشيء بالإضافة للعين. وهذا الأمر الذي يحدث معك أختي الكريمة هو بطبيعة الحال جن وطبعاً لا يجب التضايق أو الخوف من هذا الأمر إذ أن كل إنسان في الحقيقة يمر بفترات يتواجد فيها الجن في جسده إن لم يكن موجود فيه دائماً لأن الشيطان هو جن وهو يجري في الانسان مجرى الدم وأوصانا النبي 
بأن نضيق مجاريه بالصوم . ولنتذكر أن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه تعرض للسحر وتأثر به.
وهناك قاعدة عامة يمكن الأخذ بها أختي الكريمة بدل التوهان الكثير في تشخيص الحالة، وهي أن الجن عندما يظهر على الشخص تظهر معه أعراض معينة يحتمل أنها سحر. وعلاجات الرقى الشرعية تزيلها في غالب الأحيان.
وكل ما أود قوله هو أن الأعراض النفسية من اكتئاب وغيره هي ذات صلة بوجود السحر والجن في منطقة الرأس إذ أن المسألة تتعلق بالمخ ومراكز معينة فيه وتؤثر عليها تأثيرات شبيهة أو مطابقة لتأثيرات الأمراض النفسية وهي زائلة بإذن الله تعالى إن تم الالتزام بالرقية الشرعية وهو كما تعلمين أمر فيه اجر كثير وشفاء مؤكد بإذن الله تعالى.
لكن أود أن أذكرك أختي الكريمة أن التخاطب مع هذا الشيء عن طريق اليدين أو غيرها هو أمر يستحسن تجنبه بقدر الإمكان ومسألة أن يجيبك على أسئلة معينة تكون غالباً غير ذات فائدة إذ أنه في كثير من الأحيان يكذب ويقول لك كلام إما أن يكون مفترى من عنده أو من خلال ما يعرفه عنك وعن وساوس نفسك. والأمر بالنسبة له أحيانا يكون شبيهاً بالعب ليس إلا. وهذا طبعاً يعتمد على نوعية شخص الجن الموجود فيك لكن هذه قاعدة عامة. كما يجب محاولة عدم الشعور بأي شيء تجاهه وعدم التعاطف معه وعدم اعتباره ولي أو صديق أو أي شخص ذو قيمة إذ انه أحيانا يحاول التأثير على مشاعر الشخص بأن يتظاهر بأنه مثل الإنسان ويحبه ويكرهه والى آخره من الأمور العاطفية التي لا تعني أي شيء سوى محاولته شغل الشخص عن مواصلة العلاج والتأثير النفسي السلبي عليه. فلا تضيعي وقتك معه وحاولي أن تشغلي نفسك بالله سبحانه وتستمري في حياتك بصورة عادية وتجنبي كثرة التفكير فيه بقدر الإمكان واستبدلي ذلك بكثرة الدعاء و الذكر والتفكر في المولى عز وجل وتذكري أن نور الله سيبدد كل الظلمات تلك وتفاءلي بالخير مهما حدث و أكثر شيء مفيد في حالتك تلك هوالتوكل على الله وجعل القلب معلقاً بالله عز وجل (وفي أثناء كتابتي لهذه العبارات احدث الجن لي حركة في جسدي تنم عن الرفض والاحتجاج 
).
تجنبي أختي أيضاً كثرة العزلة وأكثري من الاحتكاك بجلساء الخير والصلاح والحديث الطيب معهم وتجنبي كثرة الحزن والتفكير السلبي وانظري الى الجانب المشرق من الأمور.
ويوجد طريقة مفيدة جداً (ومن شيوخ ثقات) بالإضافة إلى الرقية الشرعية وهي قراءة سورة الفلق 367 مرة قبل النوم وقد حسنت من حاتي كثيراً. وهناك سورة الشرح التي يمكن قراءتها بتفكر عند الشعور بالانقباض حتى يزول أو يخف.
وكنت أتمنى أن اعرف الأدوية التي وصفت لك من قبل الأطباء وتشخيصهم لحالتك النفسية لأغراض معينة لكن المجال لايسمح بالتواصل الشخصي بين المشاركين مع أنه يبدوا لي أن منفعتة أكثر بكثير من من ضرره ...والله أعلم.