إذا كان المربي قد إختار العقاب الجسدي (الضرب ) لأنه رأى أنه الانفع و الأجدى
فإن لذلك النوع ضوابط من تعداها فقد ظلم و تعدى على ما ليس من حقه
أولا: أن لا يكون العقاب بالضرب أول وسيلة يستخدمها المربي بل تكون آخرها
و أن يسبق هذا العقاب التعليم و التذكير و التغافل و التنبيه و التحذير و الترغيب و الترهيب ..
حتى إذا استنفذت كل الوسائل جاء الضرب آخرها
ثانيا :أن يتأكد المربي من آثار الضرب و نتائجه الإيجابية لتغيير سلوك الطفل و إستقامته
أما إن لم يكن متأكدا و كان إحتمال جره لمفسدة أو نتائج سلبية فلا يستخدم في حق الطفل
ثالثا : مراعاة سن الطفل فلا يضرب الصغير و لا الكبير و لعل سن العاشرة أنسب سنا لذلك
رابعا : أن يتجنب المربي معاقبة الطفل و هو في حالة غضب أو توتر..
بل يتمالك نفسه و يعمل على تهدئتها و إلا تحول الضرب من عقاب إلى إنتقام لثوران النفس و غضبها..
خامسا : أن يكون الضرب على قدر الخطأ الذي صدر من الطفل فلا يعاقب بالضرب على خطأ تافه أو بسيط
سادسا : أن لا يعاقب الطفل أمام الآخرين أصدقاء أو إخوة أو زملاء ..
حتى لا يخلف ذلك آثار نفسية سيئة و و يلات مستقبلية وخيمة ..
سابعا : أن لا يشهر بالطفل قبل عقابه أو أثناء ذلك فيقول المربي للآخرين
إن ذاك الطفل فعل و فعل و لذلك فهو يستحق العقاب لأنه لم يتوقف و لمن يرتدع ...
ثامنا : أن لا يجمع عند عقاب الطفل بين الضرب و التوبيخ و التأنيب ..
أي لا يجمع بين العقاب الجسدي و العقاب النفسي كعقاب واحد..
تاسعا : أن يكون الضرب خفيفا ..
فلا يؤثر ولو على الجلد فيترك أثرا كالخدش أو الإحمرار ..
عاشرا: أن يتجنب الأماكن الحساسة كالوجه و الرأس و وجه الكفين و أماكن في الظهرأو البطن...
حادي عشر: أن يتوقف المربي عن ضرب الطفل إذا بكى أو هرب من شدة الخوف..
أو أقسم عليه أن يتركه أو أبدى الندم و قال أنه تاب و أقلع أو سيقلع عن الخطأ
ثاني عشر: أن لا يتخذ المربي الضرب كعادة مستمرة يلجأ لها حتى و إن أظهر حسن النتائج الأولية ..
فالطفل إذا تعود على الضرب يصبح لا يخافه و لا يؤثر عليه فسيتمرئ بعد ذلك
و السؤال الوجيه هل كل مربي يراعي نصف هذه الضوابط عند عقاب الأطفال
و الحقيقة كم من مربي كان أحق بالضرب من الطفل الذي يئن تحت وطأت عقابه