أرى الأمر من عدة زوايا قد يراها البعض فلسفية وانا في الواقع اراها من منظور عملي واقعي
* نحن في العادة لا نحب الحديث عن سعادتنا وافراحنا وهذا جزء من التربية الشرقية التي أثرت فينا حتى النخاع
لأننا نعتقد اننا سنصاب بالحسد وبالعين وحتى اننا نخشى ان نذكر لأنفسنا أننا سعداء حتى لا نحسد أنفسنا !
أما في اوقات الدموع والحزن فأننا نشكو ونشكو ونبكي لمن يعرفنا ولمن لا يعرفنا
* كتاباتنا درجت على الحزنيات - في الغالب - ، هكذا اعتدنا ان نقرأ ، منذ أيام الجاهلية وحتى الآن
ثم ان العرب قد يميلون الى سمة الحزن ، بل احيانا يجدونها ميزة جيدة ، ربما للعاطفة المفرطة ، ربما للأوضاع السياسية ، ربما وربما
* نعتقد دوما الا ما ندر ان الفرح يناسبه الصمت، والحزن تناسبه الكلمات
لأننا ربما نخجل من افراحنا ، نخجل ان نقول أننا فرحنا لهذا السبب الذي نُقدّر انه ربما يكون تافها في نظر الآخرين
* الحزن يعبر عما لا نستطيع تحمله فيفيض
والفرح يعبر عما استوعبناه وفرحنا لأجله
اذن الحزن ليس له حدود واضحة ، فقط هو يملأنا ثم يفيض عنا مهما قل او كثر
اما الفرح فحدوده واضحة بدليل اننا حصلنا على امتلاء من السعادة لسبب ما
ونحن هنا حددنا للناس حدودنا واعطيناهم قراءة عما في داخلنا
وهذا ما لا نريده
الحزن تحديد عما هو خارج الحدود ، والفرح تعبير عنا نحن عما يرضينا وعما يقنعنا
ونحن في اعماقنا نكره ان نكون مكشوفين للغير لأننا نتصور انهم سيؤذوننا ان عرفوا حدودنا الحقيقية ، ان عرفوا من نحن
* نخجل ان نقول اننا فرحنا لأننا مختومين بعقدة سوء الحظ !
ونتخيل دوما ان هناك تعاسة اكيدة بعد اي سعادة ، فماذا سيكون موقفنا ونحن نقول للعالم اننا حصلنا على ما نريده واننا نجحنا ففرحنا وطربنا ، ثم يتلو ذلك انهيار وخروج عن التوقعات !! لنعود ونناقض انفسنا ونقول اننا اضطررنا للتخلص من سبب تعاستنا الذي ذكرنا قبل وقت انه سبب سعادتنا ..؟