لأن الارض هرمت وشاخت لكثرة ما تحمل في باطنها وظاهرها من اثقال ومآسي البشر ، الذين يتزاحمون على سطحها وفي باطنها
فكما يستطيل البنيان على الآخر ، أصبحت القبور تبنى فوق القبور
اشفق على الأجيال القادمة التي لا زالت تحلم بشروق الشمس على وجه الارض
سيحزنون عندما تصيبهم تلك الصدمة وهي أن الارض ليست كما يحلمون ،
كالتي أصابتني عندما علمت ان الدانوب الأزرق ليس أزرق ، بل رمادي
وان النهر الصغير الذي كنا نتخيل اعذب وارق الموجات الزرقاء فيه ، ما هو الا مستودع لنفايات القوارب التجارية وبقايا المعامل
تلك هي الأرض ..تحمل في ثناياها المفاجآت الكبيرة لنكتشف ان أحلامنا الزرقاء ما هي الا مجرد أشباح رمادية .