السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، أما بعد:
نقطة إضافية وهي عن محل الدعاء، فهل يكون بعد السلام أو قبله، على قولين الراجح هو أن يكون بعد السلام وهذا الأفضل للنص فيه، ولنا قوله صلى الله عليه وسلم : " إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ " فحرف (ثم) يفيد الترتيب، فيكون الانتهاء من الصلاة بالسلام ثم القيام بالدعاء.
قال ابن جبرين رحمه الله : " دعاء الاستخارة يكون بعد السلام من الركعتين ؛ لأن في الحديث: " يصلي ركعتين ثم يقول " إلخ، فدل على أن الدُعاء يكون بعد الركعتين أي: بعد الانتهاء منهما بالتسليم ولتكون الصلاة كوسيلة لقبول الدعاء كسائر الوسائل. " ا.هـ فتاوى ابن جبرين – الدعاء في صلاة الاستخارة برقم 6901
وقال أيضاً: " المشروع أنه بعد السلام؛ لأنه قال: يصلي ركعتين ثم يقول أي بعدما يسلم من الركعتين يأتي بهذا الدعاء، والأصل أيضا إذا أراد أن تكون الاستخارة كاملة ألا يترك الركعتين؛ بل يصلي ركعتين ثم بعد ذلك يمد يديه ويدعو بهذا الدعاء، وإذا رأى أن نفسه انبسطت بذلك الأمر وأنه ارتاح له؛ فذلك مما يدل على أنه حسن فيمضي فيه " ا.هـ ابن جبرين / محاضرة في الزلفى مع شرح لأبواب من كتاب الجنائز في صحيح البخاري / التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم
وذهب ابن تيمية رحمه الله إلى جواز الدعاء بعد السلام وقبله إلا أنه يرى أن الدعاء قبل السلام هو الأفضل، قال رحمه الله : " يجوز الدعاء في صلاة الاستخارة وغيرها قبل السلام وبعده، والدعاء قبل السلام أفضل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر دعائه قبل السلام، والمصلي قبل السلام لم ينصرف، فهذا أحسن " ا.هـ الفتاوى الكبرى 2/ 215
والحمد لله رب العالمين، والله الهادي
أبو تيمية