في حديثنا عن الأسباب الرئيسية للكذب عند الأطفال
ذكرنا السبب الأول : الخوف من العقاب
السبب الثاني : الإتهام بالكذب
أما السبب الثالث : القدوة السيئة
و لعلى السبب الثالث أوضح الأسباب التي لا تحتاج لشرح مطول أو تفصيل
فالطفل الذي يسمع و يرى من يمارس الكذب لا بد و أن يقتدي بهم إن عاجلا أم آجلا
يرى الطفل أمه مثلا
تبكي فيسألها ببراءة لماذا تبكي فتقول له :لا أنا لا أبكي ...
يسأل أحد الأصدقاء أو الجيران
عن الأب مثلا إن كان موجودا في البيت فيبعث الطفل ليقول للسائل :أبي غير موجود و هو يراه موجودا
ينقل الطفل لوالديه
تخوفه من عقاب المدرسة بسبب تقصير في أداء الواجبات فيقولان له عطفا عليه : قل لها أنك نسيت الواجب في البيت ...
يريد الوالدان إصطحاب طفلهما معهما
إلى حفلة أو شراء ملابس ...فيقولان له : عندما تعود أخبر المعلم بأن سبب غيابك أنك كنت مريضا ...
أن يعطي الوالد أو الوالدة
أحد أطفاله شيئا و يقول له : لا تخبر أحد إخوتك ..فإذا إنتبه الأخ أو الأخت لذلك يلجأ الأب للكذب ..
أو كأن تقول الأم مثلا لطفلها :
إفعل كذا أو لا تفعل كذا و سأعطيك كذا ...ثم تخلف بوعدها فلا تعطيه شيئا ...
المزاح بالكذب و ما أخطره
و ما أكثر انتشاره في المجتمعات بين الكبار و الصغار النساء و الرجال يكذب كذبة واضحة و يقول أنا أمزح أو هي كذبة بيضاء ...
و هذه نماذج قليلة جدا من حالات الكذب
التي يكون فيها الطفل شاهد موثق على ما ينهاه عن فعله الكبار و يمارسونه..
ظواهر متفشية في مجتمعاتنا للأسف الشديد و الأمثلة كثيرة و كثيرة جدا لا نستطيع حصرها...
و كلها تعلم الطفل الكذب بكل جرأة ..
و لا ينحصر إقتداء الطفل بوالديه فقط بل بإخوته و أقاربه و أصدقائه و جيرانه ...
و لكن تأثره يكون بالأقربين أكثر
قد تكون هناك بعض الأسباب التي أراها ثانوية في مراحل الطفولة الأولى
كوسوسة الشيطان مثلا لأن الطفل عندها يكون أقرب للفطرة و الطهر و النقاء من التأثر بالوساوس
و من هنا نعرف أن ظاهرة الكذب عند الأطفال ليست مرض في حد ذاتها
و إنما هي أعراض للاسباب المذكورة سابقا و إذا تم تداركها ..جنبنا الأطفال الإصابة بمرض الكذب في المستقبل