عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 09-06-2009, 02:58 PM   #10
معلومات العضو
داعي الله
عضو موقوف

افتراضي

بارك الله بكم و سلمك الله اخي الفاضل ابا البراء


عن أبي الدرداء قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسمعناه يقول: أعوذ بالله منك، ثم قال: ألعنك بلعنة الله ثلاثاً، وبسط يده كأنه يتناول شيئاً. فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك، قال: إنّ عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة (542).


قال الله تعالى ( وإن يدعون إلا شيطانا مريدا لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا) النساء 117 ، 118

قال القرطبي في تفسيره :

أَصْل اللَّعْن الْإِبْعَاد , وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَهُوَ فِي الْعُرْف إِبْعَادٌ مُقْتَرِنٌ بِسُخْطٍ وَغَضَب ; فَلَعْنَة اللَّه عَلَى إِبْلِيس - عَلَيْهِ لَعْنَة اللَّه - عَلَى التَّعْيِين جَائِزَةٌ , وَكَذَلِكَ سَائِر الْكَفَرَة الْمَوْتَى كَفِرْعَوْن وَهَامَان وَأَبِي جَهْل ; فَأَمَّا الْأَحْيَاء فَقَدْ مَضَى الْكَلَام فِيهِ فِي " الْبَقَرَة " .

إبليس أهل العلم في لعنه على قولين :

منهم من يجيز اللعن لكنه يقول بكراهته

وإجازتهم له لما جاء في قوله تعالى

( وإن يدعون إلا شيطانا مريدا لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا

مَفْرُوضًا) النساء 117 ، 118


ومنهم من لا يجيزه لحديث ( لا تلعنوا الشيطان فإنه يتعاظم )


فالأولى أن لا يُلعن

وإن لعن جاز مع الكراهة

يُضاف إلى ما جاء في القرآن والسنة من لعنه ؛ أنه لم يرد دليلٌ صحيحٌ على المنع . وإنما جاء ذلك في حديثٍ صححه الألباني رحمه الله في الصحيحة ( 2422 ) وهو حديث أبي هريرة مرفوعاً :
( لا تسبوا الشيطان وتعوذوا بالله من شره ) .
وقد أعل الدارقطني رحمه الله هذا الحديث بالوقف ( العلل 10 / 146 )

وأما حديث أبي تميمة الهجيمي عمن كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : كنت رديفه على حمار فعثر الحمار ، فقلت :
تعس الشيطان ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم :
(لا تقل تعس الشيطان ؛ فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم الشيطان في نفسه ، وقال : صرعته بقوتي . فإذا قلت : بسم الله تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب )
أخرجه الإمام أحمد وأبوداود وغيرهما وهو حديثٌ جيد ، وقد اختُلف فيه
وصلاً وإرسالاً ، لكن صوَّب الدارقطني الوصل .
( العلل 4 / 119 / مخطوط ) .

وهذا الحديث ليس المراد به النهي عن سب الشيطان مطلقاً ، وإنما المراد النهي عن ذلك عندما يتعثر المرء أو يتعرض لمشكلة ، لأن المسلم إذا سب الشيطان لأجل ذلك ، فإنه يتعاظم ويفرح ويظن أنه هو الذي تسبب في ذلك التعثر أو غيره .
ولذا قال : ( بقوتي صرعته ) .

وقد ذكر هذا المعنى الإمام الطحاوي في المشكل (1 / 346



عند اهل العلم ان لعن الشيطان يكون من باب الاخبار بأن الله سبحانه وتعالى لعن ابليس قال تعالى
( لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا)

اما من باب الدعاء عليه فلم يجيزه اهل العلم وإنما أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتعوذ منه قال تعالى
( وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم )....


التعديل الأخير تم بواسطة داعي الله ; 09-06-2009 الساعة 03:08 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة