عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 10-10-2004, 04:45 PM   #30
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

عمر السلفيون


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

هل كفيتني شيخنا أسامة مؤنة الرد على هذا المعتوه بتأصيلك المعهود تكرما ؟!!!



اقول لا تسمعوا اغلب كلام المعالجين في القران لأنهم لم يفسروه وانما نظروا اليه من طلاسمه ورسوماته فظنوا انه كفر لو نظرتم من الناحيه المفسره فستجدوا انها ما هي الا اسماء لله وصفات له وجسدت بهذه الصوره - اللغه السريانيه - لانها لغة ابو البشر و سيدنا سليمان ، وهناك دليل علي صدق كلامى من الحديث الشريف حيث يقول رسول الله ( تعلموا السحر ولا تعملوا به )
فعندي الكثير من الكتب التي تفسر هذا وهي مروية عن اولياء الله واقسم بالله اني ما كتبت كتابي هذا الا بعد المعاينه والدراسه وتجاربي التي حاورت فيها الجن وحرقتهم واخرجتهم وكنت أسألهم عن معانيه فكانوا يقولون انها اسماء عظمى ولها خواصها




ثانيا ما اعتقد كل ما اخذ عن أولياء الله الصالحين والانبياء ومأخوذ عن رؤساء هذه الاعمال خطأ فانا والحمد لله أعمل من 25 وعشرون سنة مع خدام سورة من سور القرآن ولن أذكر اسمها لأسباب ولكنى منذ ذلك العهد ولم يطلبوا مني شئ بغيض ، وثمة شئ آخر منذ صغري تربيت علي يد شخص عالم واعطاني عهدا مع اسم من اسماء الله له خادم من صغري اعالج به واعمل به وقد أخذت العلم عن اربابه ولهم كرامات فعلت امامى وهم اهل لهذا واخيرا أقول لك واكرر ليس كل من يعمل يفهم ويعي فمنهم من يختار الخدام دون الفهم والتحليل فهل معني انى أكر اسما من اسماء الله وسورة من سور قرآنه عدة الاف مرات ان يحضر خدام كفره فكر ثم علل ثم استنتج تفز .



فانا لا أعلم الغيب لأني استخدم خدام مخصصين للعلاج لا (للكشف)
ثانيا : ابانوخ وميمون وبرقان والاحمر وشمهورش والابيض لا أتصل بهم لأنهم ليسوا خداما للقرآن وانما خدام الايام السبعه . وحاكمون علي امرهم ملوك علويين هم خدام لخدام لهم سلطة واسعه .


خامسا : على مر هذه السنين ولي أصحاب مع خدام الايام منهم من تجاوز الستين وهم يعملون مع خدام الايام السبعه واراهم عارفين بالله يصلون ولا يكذبون ويعتادون المساجد ألم تسمع قول رسول الله من رأيتموه يعتاد المساجد فاشهدو له بالايمان (فيما معنى الحديث)


أقول له ان ذكر الله بالالاف ليس فيه شئ اتنكر ذكر الله وما ال ذلك لقد قرأت في هذا العلم كثيرا ورأيت مشايخ العلاج بالرقيه وهم يعالجون ارجوكم ابنو آرائكم علي اسس علميه لا علي الاخذ بالكلام وشكرا لكم وليس كل العلم يؤخذ جهرا فهناك علوم من القلب الي القلب



اما ما سأقوله لكم فلقد قلته وسأعيده ان من أستخدمهم ليسوا خدام الايام ولكنهم خدام القرآن مرتبة بين الجن والملائكه ولا تقولوا انكم ما رأيتم ولا سمعتم بهذا لان ليس كل العلم معروف وبائن وأقول لكم اعطونى دليل علي ان ذكر الله بأسمائه من الحرام أو ما الي ذلك وان ظهور خدام يأمروك باطاعة الله كفرا وشرك واستخدامهم في معالجه الناس جريمه اتقوا الله وعبروا عن رأيكم بالحسني والدليل وأكرر ان صاحب الاخ الفاضل آصف ابن برخيا كان يستخدم خدااام الايااااام ولكنى أستخدم خدمة القرآن وخدام أسماء الله الحسني ما الحرمه في ذكر الله بالالاف وما الحرمه في محاولة التقرب له بالذكر صلوا علي الرسول لأنكم ما رأيتم هذا العلم وما تعمقتم فيه مثلي وفكروا تفزوا وأقول اخيرا ليس معني اني اعمل في هذا المجال انه لا يوجد من هم كفره ويستخدموا الكفر ولكني فكرت وتأملت وفزت بالجوهر وانا


ايها الاحباء في الله انا لم أقل اني املك هؤلاء الخدام كملك سليمان ولكني استعين بالله ثم بهم على قضاء حوائج الناس والله يعلم اني ما اكتب هذا العلم الا عن يقين ورؤيه لانك اخي ما جربت هذه الاشياء ولو جربتها لرأيتها هى من المقربات لله عز وجل


وثانيا البعض يقول ان البرهتيه والجلجلوتيه واللاهوتيه كفر فمن قال لهم هذا وهل من قال لهم له القدره علي قراءة السريانيه سأقول لكم شئ وهو انه عندما نظر اليه اول شخص ولم يفهم مغزاه قال انه لكفر وجاء الاخر فقال انه وسيله للتوسل للشياطين وجاء اخر فقال انه يحضر اعتي الشياطين واقساهم هكذا جاءت لكني متأكد اني سأقول كلمه الان قد تعتبرها كفر من شكلها ولكنها لهل مغزي رهيب يوصل باتجليات ويقرب اليك الجن المؤمنين وخدام السور كلمه احون قاف آدم حم هاء آمين ولن اقول معناها وستستغرب من شكلها لكنها سر من اسرار الله

اسم الله الاعظم لا يجوز التصريح به مهما كان الا بشروط ولا تسألوا عنها لانها طويله و ثانيا لا يستطيع الجن تحمل الاسم او القرين ولكن ليس مقولته باللسان ولكن التعمق في معناه ولا اريد ان افصح اكثر يا سيدي الذي تقول هل يمكن تغيير القرين لماذا هل نحن في سوق


وان اكرر اننا نستخدم خدام القرآن وخدام اسماء الله الحسني واعلموا جيدا انا لا انكر انا القرآن يؤثر بذاته باذن الله ونحن لا نبين للناس والصغار كيف يكون التحضير وانا انكر كلمة التحضير فما هذه الاشياء الا علم وهبه من الله فهل سأجبر الكل علي تعلم علم فمثلا


.
- اما المعالجه عن بعد فهذا الذي لن تفهم معناه لانك غير مقتنع بالعلم ولا تعرفه فلا ترد بما لا تعرف ثم هذه مواهب من الله ام تسببيبهم للشلل فانا اكرر هذا خاص بالسحره الذين يستخدمون الجن و نحن نتستخدم خدام القرآن الذين لن تتفهمهم ولا تقدر عقلك علي التوصل لماهيتهم


اولا انا انكر طبعا استخدامي للجن ولكن انا استخدم خداما للقرآن وسأقول لك من هم ثانيه هم مرتبه بين الجن والملائكه ولن تصدقني انا اعرف وانا اقول لك ليس كل انسان يعرف كل شئ .
من اعلمك ان كتاب شمس المعارف كتاب سحري قل لي اقرأ ما كتبته عنه في موضوعي السابق السطر .19 وكيف نحن نكتمه وقد نشرناه ثم انا لا انكر ان هناك كتبا للسحر ولكن نحن لا نستخدمها بل ونحاربها انت تتهمنا بالكفرب والفحشاء سامحك الله وما العيب في ان نعالج عن بعد يا اخي الطب اصبح عن بعد والله يعطي لعباده ارزاق فهل ستمنع او هل ستنكر هذا ( الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب ) وماذا في ان يعطينا الله مواهب خاصه وهل تعرف الغيب انت لتقول ما تقول عن ما تريد وكأنك اصبحت اله وتكفر هذا و تفحش هذا سامحـــــــــك اللــــــه.
ومن قال لك اننا لا نساعد المؤمنين في فلسطين يوميا هناك مساعدات ومحاربات بيننا وبين جن يهود وكفار في فلسطين سامحك الله واعلي قدرك السلام عليكم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

أبو البراء

وقفات وتأملات !!!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أشكر لك أخي الكريم ( عمر السلفيون ) على طرح هذا الموضوع لأسباب كثيرة أهمها أن يتعرف القراء الأعزاء على كثير من الشبه التي تثار حول موضوع الرقية الشرعية هذا من جهة ، أما من الجهة الأخرى وهو المهم فكيف نرد على مثل تلك الشبه بالأسلوب الشرعي العلمي الذي يعتمد على النصوص النقلية الصريحة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال أهل العلم قديماً وحديثاً ، ويبستفاد من مثل كل ذلك إقامة الحجة على أمثال هؤلاء – نسأل الله لهم الهداية والتوفيق – وكذلك إبراء الذمة أمام الله عز وجل 0
وبالعموم أخي الحبيب ( عمر السلفيون ) فمسألة إثارة الشبه المتعلقة بهذا الدين بشكل عام والرقية الشرعية بشكل خاص سنة ماضية إلى يوم القيامة ، قد حصل الكثير من ذلك في عهد أفضل الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبفضل الله عز وجل ما فتئ العلماء يتصدرون ويردون تلك الشبهات بالدليل النقلي الصريح ، وهذه نعمة ومنة من الله سبحانه وتعالى 0

تقول حفظك الله نقلاً عن هذا الأخ – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - : ( اقول لا تسمعوا اغلب كلام المعالجين في القران لأنهم لم يفسروه وانما نظروا اليه من طلاسمه ورسوماته فظنوا انه كفر لو نظرتم من الناحيه المفسره فستجدوا انها ما هي الا اسماء لله وصفات له وجسدت بهذه الصوره - اللغه السريانيه - لانها لغة ابو البشر و سيدنا سليمان ، وهناك دليل علي صدق كلامى من الحديث الشريف حيث يقول رسول الله ( تعلموا السحر ولا تعملوا به ) فعندي الكثير من الكتب التي تفسر هذا وهي مروية عن اولياء الله واقسم بالله اني ما كتبت كتابي هذا الا بعد المعاينه والدراسه وتجاربي التي حاورت فيها الجن وحرقتهم واخرجتهم وكنت أسألهم عن معانيه فكانوا يقولون انها اسماء عظمى ولها خواصها ) 0

أقول وبالله التوفيق : ( أولاً : ومن قال بأن المعالجين بالرقية الشرعية ينقلون مثل ذلك الكلام ، حاشا وكلا ، فالمعالج صاحب العلم الشرعي الحاذق المتمرس له مرجعية يستقيها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال العلماء العاملين العابدين قديماً وحديثاً ، لأن الأصل في تقرير المسائل الشرعية هو العودة إلى أصولها ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( 000 اليوم أكملت لكم دينكم 000 الآية ) ( سورة المائدة – الآية 3 ) ، وقد ثبت من حديث الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ : إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، وأبو داود في سننه ، والترمذي في سننه ، وابن ماجة في سننه ، وغيرهم – صحيح الجامع 2549 ) 0
وقد ثبت من حديث عَبْدِاللَّهِ - رَضِي اللَّه عَنْه - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجَالٌ مِنْكُمْ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب الرقاق ) 0
وقد يقول قائل وما دخل الرقية والأمراض الروحية في ذلك ، وأجيب على مثل هذا التساؤل بكلام مبدع لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – يقول فيه : ( أن الأعمال الدينية لا يجوز أن يتخذ منها شيء سببا إلا أن تكون مشروعة ، فإن العبادات مبناها على التوقيف ، فلا يجوز للإنسان أن يشرك بالله ، فيدعو غيره – وإن ظن أن ذلك سبب في حصول بعض أغراضه – وكذلك لا يعبد الله بالبدع ، المخالفة للشريعة – وإن ظن ذلك – فإن الشياطين قد تعين الإنسان على بعض مقاصده إذا أشرك ، وقد يحصل بالكفر والفسوق والعصيان بعض أغراض الإنسان ، فلا يحل له ذلك ، إذ المفسدة الحاصلة بذلك أعظم من المصلحة الحاصلة به إذ الرسول صلى الله عليه وسلم بعث بتحصيل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها ، فما أمر الله به فمصلحته راجحة ، وما نهى عنه فمفسدته راجحة ) ( مجموع الفتاوى – 1 / 137 ، 138 ) 0

وقال – رحمه الله - : ( وليس للعبد أن يدفع كل ضرر بما شاء ولا يجلب كل نفع بما يشاء ؛ بل لا يجلب النفع إلا بما فيه تقوى الله ولا يدفع الضرر إلا بما فيه تقوى الله ، فإن كان ما يفعله في العزائم والأقسام ، ونحو ذلك مما أباحه الله ورسوله - فلا بأس به ، وإن كان مما نهى الله عنه ورسوله لم يفعله ) ( مجموع الفتاوى – 24 / 280 ) 0

قال الدكتور علي بن نفيع العلياني – تحت عنوان هل الرقى توقيفية ؟

( لا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، علم أمته كثيرا من الرقى النافعة ، من القرآن الكريم ، ومن الأدعية ، وذكر أعدادا وهيئات وصفات في الرقية والراقي ، وزمان الرقية وما كان هذا شأنه فلا يجوز الزيادة عليه ولا النقص منه ، ولا ذكر وقت لم يقله الرسول صلى الله عليه وسلم فما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يقرأ سبع مرات لا يجوز أن نجعلها ثلاث عشرة أو نحو ذلك وما قال يقال في أول الليل مثلا أو إذا أوى الإنسان إلى فراشه ، لا يجوز أن نجعله في الظهيرة أو بعد صلاة العصر ، لأن الزيادة أو النقص في هذا الأمر استدراك على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو لا ينطق عن الهوى ، بأبي هو وأمي ) ( الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة - 47 ) 0

والرقى بشكل عام تنقسم إلى قسمين : توقيفية : وهي ما أتت مقيدة بألفاظ معينة وأعداد معلومة وأوقات وهيئات محددة ، فهذه توقيفية لا يجوز للإنسان أن يبدل أو يغير أو ينقص أو يزيد فيها ، لأنها استدراك على الرسول 0
والقسم الثاني : اجتهادية بضوابط ، فلا رقية شركية تجوز ، ولا من ساحر ، ولا كاهن وعراف ، وما لا يعرف معناه ، ولا عباراته ، وألا تكون بهيئة محرمة ، أو هيئة فيها مشابهة لحال السحرة والكهان والعرافين ، وألا تكون بعبارات محرمة ، وأن يعتقد القارئ أنها سبب ، وأن الشفاء من الله وليس من الرقية أو الراقي ، وأن تكون بألفاظ مباحة مستحبة وهذه خلاصة الضوابط 0
وهناك مقولة دارجة بين العوام من الناس وهي : ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، وهذا الكلام لا يؤخذ على إطلاقه ولا يكون هذا الكلام صحيحاً إلا في حالة واحدة : أن تكون الغاية شرعية والوسيلة شرعية 0
ثاياً : أما قوله – وفقه الله للخير فيما ذهي إليه - : : ( لأنهم لم يفسروه وانما نظروا اليه من طلاسمه ورسوماته فظنوا انه كفر ) ، نعود فنقول ليس هم من قال بذلك ، إنما علماء الأمة الأجلاء الذين بينوا ذلك ، وقالوا بأنه لا يجوز

قال ابن حجر – رحمه الله - : ( قد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع هذه الشروط ، وهي : أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته ، وأن يكون باللسان العربي وبما يعرف معناه ، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى ) ( فتح الباري – 10 / 206 ) 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( وأما معالجة المصروع بالرقى ، والتعويذات فهذا على وجهين :-
أ - فإن كانت الرقى والتعاويذ مما يعرف معناه ومما يجوز في دين الإسلام أن يتكلم بها الرجل داعيا الله ذاكرا له ومخاطبا لخلقه ونحو ذلك - فإنه يجوز أن يرقى بها المصروع ويعوذ ، فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه أذن في الرقى ، ما لم تكن شركا ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – صحيح الجامع 1048 ) ، وقال : ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – السلسلة الصحيحة 472 ) 0
ب – وإن كان في ذلك كلمات محرمة مثل : أن يكون فيها شرك أو كانت مجهولة المعنى يحتمل أن يكون فيها كفر – فليس لأحد أن يرقى بها ولا يعزم ولا يقسم ، وإن كان الجن قد ينصرف عن المصروع بها فإنما حرمة الله ورسوله ضرره أكثر من نفعه ) ( مجموع الفتاوى – 23 / 277 ) 0

وقال في موضع آخر : ( وعامة ما بأيدي الناس من العزائم والطلاسم والرقى التي لا تفقه بالعربية فيها ما هو شرك بالجن 0
ولهذا نهى علماء المسلمين عن الرقى التي لا يفقه معناها ، لأنها مظنة الشرك وإن لم يعرف الراقي أنها شرك 0 وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نرقي في الجاهلية فقلنا : يا رسول الله : كيف ترى في ذلك فقال : " اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك " ) ( مجموع الفتاوى – 19 / 13 ) 0

ومن هنا يتضح جلياً أنه لا يجوز الرقية بغير توفر الشروط المذكورة أعلاه ، مع الأخذ بعين الاعتبار الفرق بين المشعوذ والكاهن والساحر ، والمستعين بالجن ، فالأول إذا جاء بمكفر فإنه يكفر ، أما الثاني فالراجح من أقوال أهل العلم أنه لا يكفر إنما يأثم إثماً عظيماً 0

ثالثاً : وأما قوله – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - : ( وهناك دليل علي صدق كلامى من الحديث الشريف حيث يقول رسول الله " تعلموا السحر ولا تعملوا به " ، فهذا الحديث باطل موضوع لا أصل له ،

سئل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – عن صحة " تعلموا السحر ولا تعملوا به " ؟

فأجاب : ( هذا الحديث باطل لا أصل له ، ولا يجوز تعلم السحر ولا العمل به وذلك منكر بل كفر وضلال ، وقد بيّن الله إنكاره للسحر في كتابه الكريم في قوله تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِى الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *وَلَوْ أَنَّهُمْ ءامَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) ( سورة البقرة – الآية 102 ، 103 ) 0
فأوضح سبحانه في هذه الآيات أن السحر كفر وأنه من تعليم الشياطين ، وقد ذمهم الله على ذلك وهم أعداؤنا ، ثم بين أن تعليم السحر كفر ، وأنه يضر ولا ينفع ، فالواجب الحذر منه ؛ لأن تعلم السحر كله كفر ، ولهذا أخبر عن الملكين أنهما لا يعلمان الناس حتى يقولا للمتعلم : إنما نحن فتنة فلا تكفر ، ثم قال : ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ) ، فعلم أنه كفر وضلال ، وأن السحرة لا يضرون أحداً إلا بإذن الله 0
والمراد بذلك إذنه سبحانه الكوني القدري لا الشرعي الديني ؛ لأنه سبحانه لم يشرعه ولم يأذن فيه شرعاً بل حرمه ونهى عنه ، وبين أنه كفر ومن تعليم الشياطين كما أوضح سبحانه أن من اشتراه أي اعتاضه وتعلمه ليس له في الآخرة من خلاق ، أي من حظ ولا نصيب ، وهذا وعيد عظيم ، ثم قال سبحانه : ( وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) والمعنى باعوا أنفسهم للشيطان بهذا السحر ، ثم قال سبحانه : ( ولَوْ أَنَّهُمْ ءامَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) ، فدل ذلك على أن تعلم السحر والعمل به ضد الإيمان والتقوى ومنافٍ لهما ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ( مجموع فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – 1 / 653 – 654 ) 0

إضافة لما ذكره العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – فإني أستعرض أقوال أهل العلم في حكم تعلم السحر وتعليمه وهي على النحو التالي :

قال الحافظ بن حجر – رحمه الله - : ( وقد استدل بهذه الآية ؛ يعني آية : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ ) على أن السحر كفر ومتعلمه كافر ، وهو الواضح من بعض أنواعه التي قدمتها وهو التعبد للشياطين أو للكواكب ، وأما النوع الآخر الذي هو من باب الشعوذة فلا يكفر به من تعلمه أصلا ) ( فتح الباري – 10 / 224 ) 0

قال ابن قدامة في حديث عمر – رضي الله عنه - : ( إذا ثبُت هذا – أي السحر وتعليمه حرام ، لا نعلم فيه خلافا بين أهل العلم 0 قال أصحابنا : ويُكفَّر الساحر بتعلّمه وفعله ، سواء اعتقد تحريمه أو إباحته ) ( المغني – 10 / 114 ) 0

قال النووي : ( وأما تعلم السحر وتعليمه ففيه ثلاثة أوجه : الوجه الأول وهو الصحيح الذي قطع به الجمهور أنهما حرامان 0 ويحرم تعلمه وتعليمه :
أ - لقوله تعالى : ( وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) فذمهم على تعلمه 0
ب - لأن تعلمه يدعو إلى فعله ، وفعله محرم ، فحرم ما يدعو إليه فإن علم أو تعلم ، واعتقد تحريمه لم يكفر ، لأنه لم يكفر بتعلم الكفر ، فلأن لا يكفر بتعلم السحر أولى ) ( المجموع – 19 / 240 ، 241 ) 0

قال أبو البقاء الحنفيّ : ( والصَّحيح من مذهب أصحابنا أنَّ تعلّمه – يعني السحر – حرام مطلقاً ؛ لأنه توسُّل إلى محظور ، عنه غنىً ، وتوقِّيه أصلح وأحوط ) (الكليات –ص 208) 0

قال الهيثمي : ( الصَّواب أنَّ التقرُّب إلى ال******ّات ، وخدمة ملوك الجانّ من السحر ، وهو الذي أضلّ الحاكم العبيديّ لعنهُ الله ، حتى ادَّعى الألوهية ، ولعبت به الشَّياطين ، حتى طلب المحال ) ( الفتاوى الحديثية – ص 88 ) 0

قال البهوتي : ( ويحرم تعلم السحر وتعليمه وفعله لما فيه من الأذى 0ويكفر الساحر بتعلمه وفعله 0 سواء اعتقد تحريمه أو إباحته ) ( كشاف القناع – 186 ) 0

قال الذهبي : ( الساحر لا بد وأن يكفر- قال الله تعالى : ( وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْر َ ) وما للشيطان الملعون غرض في تعليمه الإنسان السحر إلا ليشرك به ، قال الله تعالى مخبرا عن هاروت وماروت : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِى الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) ؛ أي من نصيب 0
فترى خلقا كثيرا من الضلال يدخلون في السحر ويظنونه حراما وما يشعرون أنه الكفر فيدخلون في تعليم الكيمياء وعملها وهي محض السحر ، وفي عقد الرجل عن زوجته وهو سحر وفي محبة الرجل للمرأة وبغضها له ، وأشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال ) ( الكبائر – ص 21 ) 0

قال أبو حيان في " البحر المحيط " : ( وأما حكم تعلّم السحر فما كان منه ما يعظّم به غير الله من الكواكب والشياطين وإضافة ما يحدثه الله إليها فهو كفر إجماعاً ولا يحل تعلمه ولا العمل به ، وكذا ما قصد بتعلّمه سفك الدماء والتفريق بين الزوجين والأصدقاء ، وأما إذا كان لا يعلم منه شيئا من ذلك بل يحتمل فالظاهر أنه لا يحل تعلّمه ولا العمل به ) ( تفسير البحر المحيط - 1 / 328 ) 0

قال الشيخ حافظ الحكمي – رحمه الله - : ( كل من تعلم السحر أو علمه أو عمل به يكفر ككفر الشياطين الذين علموه الناس ؛ إذ لا فرق بينه وبينهم ، بل هو تلميذ الشيطان وخريجه ، عنه روى وبه تخرج وإياه اتبع ولهذا قال تعالى في الملكين : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) فبين تعالى أنه بمجرد تعلمه يكفر سواء عمل به وعلمه أولا ) ( معارج القبول – 1 / 371 ) 0

* قال الشيخ الشنقيطي - رحمه الله : ( والتحقيق هو الذي عليه الجمهور : هو أنه لا يجوز ، ومن أكثر الأدلة صراحة ذلك تصريحه تعالى 0 بأنه يضر ولا ينفع في قوله : ( وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ ) وإذا أثبت الله أن السحر ضار ونفى أنه نافع ، فكيف يجوز تعلم ما هو ضرر محض لا نفع فيه ) ( أضواء البيان - 4 / 462 ) 0

واعتقد أن في مثل هذا النقل كفاية عن كل مقولة ورواية في حرمة تعلم وتعليم السحر 0

ثالثاً : أما قوله – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - : " فعندي الكثير من الكتب التي تفسر هذا وهي مروية عن اولياء الله واقسم بالله اني ما كتبت كتابي هذا الا بعد المعاينه والدراسه وتجاربي التي حاورت فيها الجن وحرقتهم واخرجتهم وكنت أسألهم عن معانيه فكانوا يقولون انها اسماء عظمى ولها خواصها " 0
فلا تكفي الكتب التي ذكرها إن كانت تعارض الأصول النقلية الصريحة ، وأما ما ذكر عن أولياء الله الصالحين ، فهؤلاء من أخذوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أما للمهرطقين أصحاب الخزعبلات والطلاسم والتمائم غير المفهومة فهؤلاء أولياء الشياطين ، وقول علماء الأمة الأجلاء آنف الذكر يؤكد هذا المفهوم 0
وأما التجارب التي ذكرت فإن لم تكن وفق الضوابط الشرعية التي لا تتعارض مع الأصول والأحكام لهذا العلم فلا يؤخذ بها ولا يعتد بها ، وتكون حجة على صاحبها يوم القيامة ، وأعود للقول أن الغاية لا تبرر الوسيلة إلا في حالة واحدة فقط : أن تكون الغاية شرعية والوسيلة شرعية كذلك 0

وتنقل - حفظك الله – عن هذا الأخ – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه – ما نصه : ( ما اعتقد كل ما اخذ عن أولياء الله الصالحين والانبياء ومأخوذ عن رؤساء هذه الاعمال خطأ فانا والحمد لله أعمل من 25 وعشرون سنة مع خدام سورة من سور القرآن ولن أذكر اسمها لأسباب ولكنى منذ ذلك العهد ولم يطلبوا مني شئ بغيض ، وثمة شئ آخر منذ صغري تربيت علي يد شخص عالم واعطاني عهدا مع اسم من اسماء الله له خادم من صغري اعالج به واعمل به وقد أخذت العلم عن اربابه ولهم كرامات فعلت امامى وهم اهل لهذا واخيرا أقول لك واكرر ليس كل من يعمل يفهم ويعي فمنهم من يختار الخدام دون الفهم والتحليل فهل معني انى أكر اسما من اسماء الله وسورة من سور قرآنه عدة الاف مرات ان يحضر خدام كفره فكر ثم علل ثم استنتج تفز ) .

المسألة المطروحة هنا تتعلق بموضوع ( خدام الآيات والسور ) ، فقلي بالله عليك ، هل وليك هذا أعطي أفضل مما أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمعلوم كما ثبت في الصحيح أنه ما من خير إلا ودلنا عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وما من شر إلا وحذرنا منه ، فمن قال بخدام السور والآيات ، لنبحث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب أهل العلم المتقدمين والمتأخرين لنقف على كلام حول هذا الموضوع 0
والذي يظهر لي أن نشر هذا الكلام ما جاء إلا من مهرطقي الصوفية الذين قد ابتلوا بالخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان وليس لها علاقة بهذا الدين وأصوله وأحكامه لا من قريب ولا من بعيد ، فالاعتقاد بخدام السور والآيات بدعة لا أصل لها في الشريعة وإما أن الذي يساعد فيها هم من صوفية الجن أو أنهم من الجن والشياطين ، ولنعلم علماً يقينياً أن القرآن تنزل لقرآته وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار والعمل بمقتضاه ، أما أنه تنزل لاستحظار الجن والشياطين فهذا الكلام مردود جملة وتفصيلاً 0

قال ابن كثير : ( وقال الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن ، وقال أبو عبد الرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل جميعا ) ( تفسير القرآن العظيم - 1 / 4 ) 0

ومن الوسائل المتبعة في استحظار خدام السور والآيات قراءة بعض الآيات القرآنية والأدعية المختلفة على شخص مستلق على أريكة ، وبعد الانتهاء من ذلك الورد يبدأ الشخص بالارتقاء والارتفاع في الهواء 0

قصة واقعية : حدثني من أثق به وهو طالب في المرحلة النهائية في احدى الجامعات المحلية يدرس في كلية الهندسة حيث يقول : منذ عشر سنوات وعندما كنت طالباً في المرحلة المتوسطة كنت أدرس مادة تسمى " قرآنية " وكان يدرس هذه المادة أحد الدعاة المعروفين في المنطقة ، وذات يوم كان المدرس يشرح لنا تأثير القرآن في الشفاء والاستشفاء ، حيث اختار خمسة من الأقوياء في الفصل وأمرهم بحمل طاولة ثقيلة الوزن ، فحاولوا مجتمعين فما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، وكل ما فعلوه هو محاولة رفعها بعض السنتيمترات القليلة ، يقول هذا الأخ الكريم : وبدأ الاستاذ في قراءة آيات من كتاب الله ووضع اصبعه في وسط الطاولة وأمرنا أن نقوم برفعها ، ففعلنا بيسر وسهولة ، والله تعالى أعلم 0

قلت : هذا النوع يعتبر نوعاً من أنواع الاستعانة ، وقد تكون من النوع المستمر والمقصود وتكون العلاقة بين المستعين والجن أو الشياطين علاقة وثيقة ، وقد تكون من النوع العارض كما حصل مع هذا الأخ الكريم ، والذي يعتقد من خلال ما سمعناه آنفاً أنه قد لبس على هذا الأستاذ الداعية بحيث اعتقد أن القرآن يمكن أن يستخدم بمثل هذه الكيفية ولمثل هذه الأغراض وخطورة هذا النوع العارض من الاستعانة أنه قد يؤدي إلى الاستعانة المطلقة والتي تنشأ علاقة قوية بين المستعين والمستعان من الجن والشياطين ، والحقيقة الشاهدة التي لا بد أن تترسخ في عقائد المسلمين أن الطريق الوحيد الذي حدده الله سبحانه وتعالى للقرآن والسنة المطهرة كعلاج واستشفاء من الأمراض والأوجاع هو الرقية الشرعية والعلاج الشرعي ، وما دون ذلك لا يعول عليه ولا يؤخذ به ومعظم الطرق المتبعة قد تكون من قبل الصوفية والطرقية التي دلسوا بها على كثير من الناس لهدم عقائدهم وتخريب معتقداتهم ، كادعاء تحضير خدام السور والآيات كما حصل آنفاً 0

وتنقل - حفظك الله – عن هذا الأخ – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه – ما نصه : ( فانا لا أعلم الغيب لأني استخدم خدام مخصصين للعلاج لا ( للكشف ) 0

أقول وبالله التوفيق : قد بينت ببحث مفصل في هذا المنتدى الطيب حول موضوع الاستعانة بالجن ، وأنصح هذا الأخ الكريم أن يعود لهذا البحث في ( منتدى الرقية الشرعية ) ساحة ( الموضوعات العامة للرقية ) ، تحت عنوان ( الاستعانة بالجن ، والحوار مع الجن والشياطين ؟؟؟ ) ففيه فائدة عظيمة ، والله تعالى أعلم 0

وتنقل - حفظك الله – عن هذا الأخ – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه – ما نصه : ( ابانوخ وميمون وبرقان والاحمر وشمهورش والابيض لا أتصل بهم لأنهم ليسوا خداما للقرآن وانما خدام الايام السبعه . وحاكمون علي امرهم ملوك علويين هم خدام لخدام لهم سلطة واسعه ) .

أقول وبالله التوفيق : هذا كلام عام غير مؤصل ، وغالب ما ذكر معروف ومشهور عند السحرة والعرافين والمشعوذين ، والله تعالى أعلم 0

وتنقل - حفظك الله – عن هذا الأخ – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه – ما نصه : ( على مر هذه السنين ولي أصحاب مع خدام الايام منهم من تجاوز الستين وهم يعملون مع خدام الايام السبعه واراهم عارفين بالله يصلون ولا يكذبون ويعتادون المساجد ألم تسمع قول رسول الله من رأيتموه يعتاد المساجد فاشهدو له بالايمان ( فيما معنى الحديث ) 0

أقول وبالله التوفيق : الحديث الذي ذكر بمعناه حديث صحيح رواه أَبو سَعِيدٍ – رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَتَعَاهَدُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ ) ( حديث صحيح – أخرجه الأمام أحمد في مسنده ، والترمذي في سننه ، وابن ماجة في سننه ، والدارمي في سننه ) 0
والاستشهاد في هذا الموضع في غير محله ، فلو قلنا أن رجلاً يعتاد المساجد ولكنه يذبح لغير الله ، أو يطوف بالقبور ويسأل أصحابها ، فهل ينطبق الحكم والوصف على مثل هذا ، الجواب بطبيعة الحال لا ، فلا بد أن يكون إضافة لاعتياده المساجد موحداً مؤمناً يحب الله ورسوله ويأتي بما أمر الله وينتهي عما نهى 0
وأحذر هذا الأخ الكريم – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه – أن هؤلاء من الصوفية أصحاب الخزعبلات والهرطقات وهم مبتدعة ، والمبتدع في الدين أشد من صاحب الكبيرة فقد ثبت من حديث عائشة – ر ضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ( متفق عليه ) 0

قال الشاطبي – رحمه الله - : ( فالمبتدع إنما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله : أن الشريعة لم تتم ، وأنه بقي منها أشياء يجب أو يستحب استدراكها ، لأنه لو كان معتقدا لكمالها وتمامها من كل وجه ، لم يبتدع ، ولا استدرك عليها ، وقائل هذا ضال عن الصراط المستقيم ) ( الاعتصام – 1 / 49 ) 0

وأما استعراض باقي كلام الأخ – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه – يندرج تحت كافة النقاط المطروحة آنفاً ، فلا داعي لتكرار الطرح ، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا لما يحب ويرضى ، ونسأله أن يهدي ضالنا ويعيده إلى جادة الحق والصواب 0
أرجو أخي الحبيب ( عمر السلفيون ) أن أكون قد وفقت في الإجابة على تساؤلك حول هذا الموضوع وما أثير فيه من مسائل تخالف بمجملها منهج السلف الصالح – رضوان الله تعالى عليهم أجمعين – 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

http://www.gesah.net/vb/vb/showthread.php?t=4975

    مشاركة محذوفة